يستحقون 500 ريال.. ولكن!

 

سالم بن نجيم البادي

 

أثار قرار زيادة رواتب مُديري العموم 500 ريال عُماني، جدلًا واسعًا في المُجتمع، ويظهر أنَّ هذه الزيادة الكبيرة جاءت في وقت غير ملائم وفي خضم خطة التوازن المالي، وفي الوقت الذي تمَّ فيه الخصم من رواتب الموظفين في مطلع شهر يناير المنصرم، وهو ذات التوقيت الذي تسري فيه هذه الزيادة لمديري العموم؛ الأمر الذي جعل بعض الموظفين يعتقدون أنَّ هذا الخصم والذي شمل قضم العلاوة السنوية أيضًا، جاء من أجل هذه الزيادة، وهم يتهامسون سرًا فيما بينهم قائلين "من كذاك خصموا رواتبنا علشان يعطوهن مديري العموم يعني خُذ من الصغير واعط الكبير"، وهكذا تمَّ الربط بين زيادة رواتب مديري العموم وخصم رواتب المُوظفين.

كما إنَّ هذه الزيادة جاءت بالتزامن مع المطالبات بمنح الباحثين عن عمل معونة مالية تعينهم على تدبير أمورهم الحياتية، وكذلك المسرحين من العمل، وزيادة مخصصات أسر الضمان الاجتماعي والأسر المعسرة، وأصحاب الدخل المحدود، وربات البيوت، وزيادة الحد الأدنى للأجور وهو 325 ريالًا، والذي يُعد مبلغًا زهيدًا جدًا، ولا يكفي  لتوفير حياة كريمة لمن يتقاضونه، مع زيادة منفعة الأطفال وهي 10 ريالات؛ إذ تبيّن أنها غير كافية.

أيضًا هناك مطالبات بزيادة رواتب كل الموظفين في الدولة التي نقصت ولم تزد منذ سنوات طويلة، مع تطورات الحياة المتسارعة والغلاء الذي شمل كل شيء تقريبًا.

ثم ماذا عن بقية المديرين والذين لا تقل مسؤولياتهم والمهام التي يقومون بها عن مسؤوليات ومهام مديري العموم، ألّا يستحق هؤلاء زيادة في رواتبهم حتى لو كانت أقل عن زيادة رواتب مديري العموم؟!

وماذا عن الترقيات المتأخرة؟ حين ينتظر الموظف 10 سنوات أو أكثر ثم يتفاجأ عندما تأتي الترقية بعد الانتظار الطويل أن المبلغ المالي مقابل هذه الترقية، قليل جدًا؛ نظرًا لمرور كل هذه السنوات!

ينبغي كذلك إعادة النظر في معاشات التقاعد ومكافأة نهاية الخدمة وخاصة للموظفين التابعين لمنظومة الخدمة المدنية.

إن مديري العموم يستحقون تلك الزيادة، لكن العدالة تقتضي أن تشمل الزيادة في الرواتب كل الموظفين، وأن مما يجافي هذه العدالة أن يتم الخصم من رواتب فئة من الموظفين، فيما تحدث زيادة كبيرة في رواتب فئة أخرى! وأن تُترك قضية الباحثين عن عمل تتضخم دون حلول جذرية لها، وتستمر مشكلة المُسرَّحين عن عمل وهي تؤرق مجموعة من أفراد المجتمع لا يُستهان بها. وأن توجد أسر في المجتمع تعاني العوز وتعيش على الصدقات والزكاة والمساعدات؛ لأنَّ ما تحصل عليه هذه الأسر من الحكومة لا يكفي.. ولا نحسد مديري العموم، لكن كما زيدت رواتب مديري العموم ينبغي زيادة رواتب غيرهم؛ لأن جميع من يعيشون في هذا الوطن الغالي يستحقون الخير والعيش الكريم.