الصين تنفتح على العالم بـ45 تريليون دولار.. فما هي القطاعات الرابحة؟

ترجمة- رنا عبدالحكيم

يبدأ الانفتاح الكبير للصين في أسواق المال البالغ قيمتها 45 تريليون دولار بشكل جدي مع حلول 2020، وهي خطوة تكشف- مثلما تهدد- التوترات الاقتصادية، حسبما يرى تقرير نشرته وكالة بلومبرج الإخبارية.

وبدءاً من أسواق التأمين والعقود الآجلة، ستقوم الدولة التي يحكمها الحزب الشيوعي بسن أكثر التغييرات شمولية على مدار عقود للسماح لأمثال جولدمان وجي بي مورجان وبلاك روك بتوسيع وجودهم في الصين والتنافس على شريحة من ثروتها المتنامية.

ويسعى الرئيس شي جين بينغ إلى تهدئة الاقتصاد الثاني في العالم في مواجهة التباطؤ الحاد منذ أوائل التسعينيات بعد أن أدى القيود المفروضة على الإقراض المحفوف بالمخاطر إلى تقليص تمويل الشركات والنزاع التجاري مع الولايات المتحدة. ليس فقط الشركات الأجنبية ستجلب معها رؤوس أموال جديدة بل أيضاً يتوقع صناع السياسة أنها ستجبر اللاعبين المحليين الراسخين على زيادة عملياتهم وتصبح أكثر استجابة للسوق.

والصين في مرحلة تشعر فيها الجهات التنظيمية والحكومة بالارتياح لأن الأعمال المحلية باتت قادرة على التعاطي مع تهديد المنافسة الأجنبية. وقال بول شولت مؤسس شركة شولت للأبحاث في سنغافورة والرئيس السابق لاستراتيجية آسيا لشركات نومورا القابضة، إن مؤسسات مثل جولدمان وجي بي مورجان "تتطلع إلى التوسع والاندماج والشراء والنمو في الدورة المقبلة وليس هذه الدورة".

بالنسبة إلى القوى العالمية الكبرى، فإن الفرص هائلة باستثناء تباطؤ اقتصادي كبير أو تغيير في المسار. وتقدر الأرباح السنوية بـ9 مليارات دولار بحلول عام 2030 في قطاعي البنوك التجارية والأوراق المالية وحدها، وفقًا لتوقعات "بلومبرج انتليجنس".

ولبدء السنة الجديدة، يمكن لشركات التأمين الأجنبية التقدم بطلب لإنشاء وحدات مملوكة بنسبة 100% تقدم التأمين على الحياة، وهو القطاع الذي يمثل ثلاثة أرباع سوق التأمين الصيني. ونجحت المشاريع المشتركة في جذب 8% من إجمالي أقساط القطاع العام الماضي، لكنها لم تنمو بنفس سرعة المنافسين المحليين، وفقًا لتصنيف وكالة فيتش الائتمانية.

وتسيطر الشركات المحلية على السوق من خلال شبكات التوزيع الواسعة والملايين من الوكلاء، بقيادة شركة الصين للتأمين على الحياة وشركة بينج آن للتأمين (Group) Co. ومن بين الشركات التي تستعد لتوسيع وجودها شركة التأمين الألمانية إليانز، والتي حصلت على الضوء الأخضر في عام 2018 لإقامة أول شركة تأمين مملوكة بالكامل للأجانب.

وفي اليوم الأول أيضًا من العام الجديد، سيتم السماح للشركات الأجنبية بإنشاء كياناتها الخاصة لتداول العقود الآجلة في سوق مزدحم؛ حيث حقق ما يقرب من 150 من المستثمرين المحليين أرباحًا بلغت 3.4 مليار يوان فقط (485 مليون دولار) في النصف الأول.

وتتمتع الشركات الأجنبية حاليًا بوجود صغير في سوق العقود الآجلة في الصين. وتمتلك جي بي مورجان 49% من مشروع مشترك، في حين أن "يو.بي.إس جروب إيه.جي" تسيطر على شركة تابعة للعقود الآجلة من خلال مجموعة الأوراق المالية المحلية.

أما قطاع إدارة الأصول، فهو القطاع الأعلى ربحية، وسيتمكن الأجانب من التقدم بطلب للحصول على تراخيص لبدء شركات إدارة صناديق الاستثمار المشتركة المملوكة بالكامل بحلول أبريل، أو شراء أموال محلية.

تعليق عبر الفيس بوك