الإنسان والحياة الناجحة

جابر العماني 

 

إنَّ صناعة الحياة الناجحة تحتاج إلى وجود الشخصية المُثابرة القادرة على التخطيط السليم للمستقبل من خلال استغلال التجارب والخبرات الكافية والمستفيضة في الحياة، ولا يكون ذلك إلا برسم دقيق للأهداف المستقبلية التي لابد من رصدها بشكل واضح ودقيق، والسعي الجاد لتحقيقها وإنجازها، سواء كانت تلك الأهداف قصيرة المدى أم بعيدة المدى، صغيرة أم كبيرة، ذلك لأنَّ تحقيق النجاح مطلب يحتاج إليه الإنسان بفطرته لتحقيق إنجازات أكبر وأكثر، والتي من أهمها صناعة الحياة الناجحة في الأسرة والمجتمع .

من أجل اتخاذ خطوات ناجحة في الحياة نحو تطوير الذات والوصول للأهداف المرسومة، لابد من التركيز جيدًا على أهمية الهدف المرجو تحقيقه وإنجازه، لأنَّ صناعة الحياة الناجحة والمتألقة والمتكاملة لا تأتي إلا من خلال الاستفادة الكبيرة من التجربة، والفشل، والمحاولة المُتكررة، حتى يستطيع الإنسان الوصول إلى عظيم النجاح المطلوب في الحياة، وهذا لايكون إلا من خلال رسم خريطة واضحة يستطيع من خلالها الإنسان الوصول إلى هدف النجاح، والتألق، والإبداع الأسري والاجتماعي، وهنا نذكر بعضا من تلك النقاط الهامة التي يحتاج إليها الباحثون عن الحياة الناجحة، وهي كالآتي :

* اكتشف مواهبك التي تتميز بها عن غيرك ووظفها في حياتك اليومية كتطبيق عملي.

*كن ذكيًا في استغلال الفرص التي تمنحها لك السماء فالفرص تمر مر السحاب .

* كن مؤمناً أن كل الصعوبات التي قد تمر بك في الحياة ماهي إلا مطبات صغيرة، لها حلول أنت قادر على اجتيازها وفكها وتسهيلها .

* استفد من تجارب الناجحين قبلك، وسر على نهجهم، واجعل لك بصمة خاصة بك في حياتك الأسرية والاجتماعية .

*كن مثقفا بالثقافة الاجتماعية العامة، لتتمكن من فهم من هم حولك، ومن أجل تحقيق ذلك عليك أن تقرأ كثيراً حول ما تريد تحقيقه وإنجازه في الحياة الناجحة التي ترغب بالوصول إليها.

*كن متفائلا بالنجاح دائما، واحذر من التشاؤم، فهو من يرجعك إلى الوراء حتى يوقعك في شباك الفشل والإخفاق .

* ثق جيداً أنك الوحيد القادر على صناعة حياتك الناجحة، وأنت المسؤول الأول عن كل نجاح تسعى من أجله، وأن حياتك ملك لك وليس بيد غيرك، فما عليك إلا أن ترسم أهدافك الخاصة بك لتعينك على الوصول إلى الحياة الناجحة.

* تعلم من أخطائك بشكل مستمر، لتستطيع الوصول إلى الحياة الناجحة بشكل أكبر، وأجمل، وأفضل.

*امتهن الصبر، فالصبر مفتاح الفرج .

* احذر ممن يكرر قائلاً: الفرص ضائعة، أو فات الأوان... فتلك إسقاطات لن ترسم لك طريق النجاح، بل ستجعل منك إنساناً فاشلاً تمارس الفشل السريع والإحباط الذريع في الحياة .

* اعلم أنَّ هناك الكثير والكثير من الفرص التي هي بانتظارك، ما عليك إلا أن تستثمرها بالجد والاجتهاد، والتقدم إلى الأمام باستمرار دون توقف أو كلل أو ملل .

* كن قوياً ولا تخف من الفشل، فالفشل ما هو إلا فرصة لتبدأ بها من جديد، يقول مؤسس فورد موتورز هنري فورد: "الفشل هو بكل بساطة الفرصة للبدء من جديد، ولكن هذه المرة أكثر ذكاء".

* لا تتأثر بآراء وأقوال الآخرين من حولك، فهناك اليوم الكثير من الناس السلبيين الذين يحملون العداء للناجحين، بل ويحاولون تحطيم عزيمتهم، وإحباط هممهم العالية في الحياة.

وأخيرًا، فإنَّ من يريد الحصول على حياة ناجحة ملؤها السعادة والسرور والازدهار، عليه أن يُثابر جاهدا في تحقيق ما يصبو إليه، ذلك أن تحقيق الأهداف المرسومة يعتبر إنجازًا هامًا في حياة الإنسان، ثم على الإنسان الناجح ألا ينتظر من الآخرين التقدير والإعجاب، بل يجب عليه أن يكون هو أول المُعجبين بما قدم وحقق من تقدم في عالم الحياة، وأن يعلم أنَّ ما وصل إليه من أهداف جبارة في تحقيق الحياة الناجحة، ماهو إلا إنجاز مبارك، عليه ألا يستهين به أو يُقلل من أهميته وشأنه في حياته الأسرية والاجتماعية مهما كان ذلك الهدف والإنجاز صغيرًا أو كبيرًا .