سميرة الزغدودي | تونس
خاصرتني بسناء لحظ ادعج
وكشفت عن وجه الصباح الأبلج
//
في حضرة الإحساس أجّ تحفزي
فرميتُني في يمّه المتومّج
//
وسبحتُ في رؤياكَ أيَّ سباحة
وتوهجَ الوجدانُ أي توهج
//
في قهوة قد غرت من فنجانها
وجلست ترشفها بثغر أفلج
//
لبخارها المتصاعد استبقت يدي
لتلامسَ الرّشفات جمر تأجُّجِي
//
كادت يدي تمضي لثغرك غيْرةً
في اللمسِ ما احتاجتْ لأيّ تحجُّجِ
//
أضرمتَ فيها من لهيبكَ نارها
فسعت لتنجوَ من سعيرِ منضج
//
خذني مع الرشفات أخذة ملهم
كي ادخل التاريخ مثل الخزرج
//
في روحك الخضراء اسكن وردة
بين الربى في وقدة وتغنج
//
لثْمُ السجائر زاد من متحرّقي
يا شارب الفنجان ذب لتبرج
//
انسام قهوتك اللذيذة سيدي
تسري إلى الأعماق مثل العوسج
//
أنفاسنا اختلطت لترسم قبلة
صرنا بها فردا لفرْطِ تهيّج
//
وعلمت حين تنفست أشياؤنا
أني لغير شهيقنا لم أرتج
//
ذوباننا المعسول أمسى قصة
ستساق للعشاق مثل الهودج
//
لمّا بلغنا في الكمال مقامنا
طوقتني بحرير شعر مبهج