اعتراف

 

أمين دراوشة | فلسطين

 

ينادي

ولا أحد يجيبه

سوى صدى صوته

أتذكرين

يوم التقينا في المقهى القديم

يوم انتفضت غضبا

يوم سخرت من طيبتي

يوم دست على خاتمي

ورحلت دون عودة

ومشيت أنا في شوارع المدينة

الموحشة والمعزولة والمكبلة بالجدران

ألوذ بالذهول والصمت

وقشعريرة كئيبة وساذجة تتملكني

أمشي وقد ثقب قلبي

وتتسع الفوهة

وعتمة ظلال الأشجار

ولكنني ظللت في المشي

ورأيت البؤس يتنقل

في أسمال الأطفال

وفي وجه فتاة ضائعة وجائعة ينهشها عجوز

ورأيت اليأس

في أم لا تقدر على قراءة رسائلها المهربة

من خلف القضبان

وفي أب يرسم بعصاه حفلة عرس

فوق قبر طازج

ورغم كل شيء

تفتحت نوافذ الحلم

والحصان الجميل في داخلي

عرف طريق البحر والينابيع

وشرع يعدو ويصهل في السهول الخضراء المشمسة

اعترف

كنت أجمل

خسائري

وأفدح مكاسبي.

 

تعليق عبر الفيس بوك