يا لها من حياة

 

مصطفى جمعة | ليبيا

 

تراهم وقد احتوتهم مجاهل الطرق، وجوها يكدر ملامحها غياب الغد، يسبحون في فضاء الهموم كالفراش الحائر.. آهاتهم المكتومة تبدو في غموض إطراق رؤوسهم.. قد كان هذا يوما ما وطنا.. قد كان مأوى يلمُّ شتات ضياعهم بين الحاجة ومخافة الفقر.. حتى وإن حبسهم القدر هناك فقد كان الألم لهم وطنا..

هارب من الليل..

أخبئك من الظلام

في صدرى وأركض

 من نجمٍ إلى نجم

من  الجبّار الى الشِّعرىٰ

ومن سُهيل الي الجوزاء

وكأن الأرض

قد ضاقت بها الأرجاء

وكأن السماء لم تعد

 هي السماء

وكان الأشياء لم تكن  أبداً

هي الأشياء..

وسرتُ والهمس القديم

يلاحقنى والظل الأثيم

يحثّ خلفي خطاه..

يا وحشة االيل

كأن الصمت في جنباتك

صوت عويل و صراخ

وصوت الريح عواء

والمدى فيك مبتور

والطريق لم يبلغ منتهاه

والسائرون..

 التائهون ..

الحائرون ..

يحنون الجباه

وذاك الأمل الصغير

 مات في أوج صباه..

ويئس الحالمون ..

ووقف السائرون..

 وكفّ الساجدون..

 عن الصلاة..

ولا زلت أركض..

وأخبئك في صدرى

 من العيون

حتى لا يراك الحاقدون

ولا يتشفّي الشّامتون

ولا يظلمك الجناة ..

ولاتُسلمك الحياة ..

يا أمنيتي

يالها من حياة...

هاربٌ ..

والأشجان ..والأحزان

 والألم والندم 

والأسى والعدم

كلهم في ليلي قُضاة ..

يقيمون محكمتك

ينصبون مشنقتك

يأخذون بناصيتك

ويشهد الخانعون موتك

وتذوب صرختى

 فوق الشفاة ..

وتغادرين مرغمة

هذى الحياة ..

 يا أمنيتي

يالها من حياة..

يالها من حياة..

تعليق عبر الفيس بوك