أنا لا أنام

 

حسن قنطار | سوريا

 

تتثاءب الأيامُ ملءَ تململي

ومعاركُ الأجفانِ تكبو

جيادُها

وأنا المهلهلُ حولَها

دنٌّ وسيفٌ

والحروفُ نواهلي

***

 

حقاً أنا قد قلتُها

أنا لا أنام

وفي سمائك نجمةٌ

تبكي

تئنّ، وتستقي

في كلّ ليلٍ قربةً

في كلّ جيلٍ حانةً

وتخضّب الأنواءَ لوناً من دمي

في كلّ شهقة منهلٍ

في كلّ زفرة معولِ

***

 

في الأمس ألقت

لهفةً محزونةً

وتزمّل القدُّ في محرابها

وغدتْ إلى بقية أضلعي

وتزمّلتْ

وتدفقتْ جسداً

وتنهدت أسفاً

وتساقطت رطباً

وتكوّرت حول هواجسي

وتدثّرت

وتضوّع المسكُ الطّريدُ في أنسامها

وتلوتُ في أوداجِها

سرَّ العبور

ونغمةَ الإشفاق

وقرأتُ في سِفر الثنايا والّلمى

عومةَ التاريخ قبلاً

كومةَ التأويل بعداً

وعجائبَ الأيام تسعى

وسرائرَ الأحلام تُدعى

***

 

في الأمسِ

قدّتْ قميصَ تعثري

وطوتْ مسيرَ تبصّري

وسقتْ حميمَ تصبّري

لكنّني

عبثاً طويتُ مواجعي

وأجبتها:

أنا لا أنامُ

وفي عروقيَ رعشةٌ

تُسقى المنونَ

وتراقصُ الأوصابا

فتخفّفي

وتلطّفي

ماعادتِ الأحلامُ تغري مرقدي

وتعلّمي ما يُلقى في أسماعنا:

لا ترهقي الإغواءَ في النظرات

لا تُربكي الإقصاءَ في الخطرات

فأنا وحقّكِ واثقٌ

ومقاومٌ وممانعٌ

أنا لا أنام.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك