قابوس السلام.. أنوارك هلت

 

أفلح بن عبدالله الصقري

وسط احتفالات البلاد بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، ترقَّب العمانيون بشوق ولهفة الإطلالة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قابوس السلام، سلطان البلاد، الذي أطلَّ علينا في حفل بهيج وعرض عسكري مُبهر سعيد؛ فقد رأينا قائداً مُهاباً وقف تحية للجميع في ميدان العرض العسكري، وقد أفرح قلوبنا، فوقفنا معه صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، ابتهاجاً بإطلالته الميمونة، ونحن نراه أمام أعيننا من خلف الشاشات الصغيرة فمنهم من تقدم إلى الصفوف الأمامية في الطرق والممرات ليراه وهو أقرب إليه مما يتخيل، وكلٌّ حسب إمكانياته المُتاحة؛ فالبعض من كبار السن رأيناه يدعو له بطول العُمر من خلف الشاشات رافعاً أكف الضراعة إلى المولى -عزَّ وجل- أن يُبقي قائد عُمان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وهو يرفل بثوب الصحة والعافية، فأي محبة زرعتها في قلوب شعبك سيدي؟! وأي شوق رسمته على جبينهم؟!

إنَّ الأفراحَ التي توالت بعد ظهور قائد عُمان تواصلتْ حتى ساعات متأخرة من الليل؛ فخروج الجميع من منازلهم وتنظيم المسيرات احتفالاً بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل العمانيين لا يصفها كتاب، ولا تكفيها المجلدات ولا حتى يُفنيها حبر الأقلام، ولا رفع الأعلام؛ فالحُب لهذا القائد لا ينتهي هنا، إنَّ حبه تتعاقبه الأجيال ولا تحده الأميال، فقد كُتبت سطوره مُسبقاً "أبشري قابوس جاء" سيدي السلطان قابوس مُلئت قلوب شعبك حُباً نتغنى به في المحافل وترتوي منه أفئدة الجحافل، فدُمت ذخراً وفخراً لعُمان، ونحن في عهدك نعيش بأمان، أنت الأب والقائد الحنّان.

لن ينسى هذا الجيل ولا الأجيال القادمة من هذه الأُمة ما صَنَعتَ لها ولعُمان، وقد وعدتها في خطابك الأول عندما اعتليت عرش الحُكم، إنْ تنقلها مما كانت فيه من ظلام غارق إلى نور فاتح شهد له العالم وخلَّده التأريخ وسيذكره ما كانت الحياة باقية. فهنيئاً لنا قابوس السلام وحقاً لنا أن نَرسمك في قلوبنا حقيقة وليس حُلماً، وقد حققت وعدك وأنجزت الكثير من عهدك، هنا نقف لك رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، تحية إجلال وإكبار، شاكرين الله أن أبقانا حتى اليوم شاهدين لك بكل عزة لنقول: "شكراً لقابوس من كل أصقاع عُمان المعمورة"، على هذه النهضة المباركة التي أنجزت فيها ما يعجز عن إنجازها الآخرون، لنبقى لك بارِّين.

اللهم يا مُسبب الأسباب، ورب الأرباب، ومُنزِل الكتاب، ومُؤلف قلوب الأحباب، احفظ جلالة السلطان من كل سوء وبلاء ومكروه، وأسبغ عليه نعمك، واسكُب على جسده الصحة، وُصب على بدنه العافية، وأكرمه بالخيرات، وأنزل على عمره البركات، وهيِّئ له البطانة الصالحة، اللهم اشفه الشفاء العاجل، فإنَّ شفاءك هو الشفاء، ودواءك دون الخلق هو الدواء، اللهم أعد عليه هذه المناسبة وهو من الصحة تمامها ومن العافية كمالها يا رب العالمين.