وقوف العمانيين خلف قيادتهم الحكيمة

أفلح بن عبدالله الصقري

يلاحظ منذ فترة ليست بالقصيرة أنَّ كثيراً من الأقلام توجه شتائمها وإساءاتها إلى السلطنة وتتطاول بالسب والقذف على رموزها الأحياء منهم وحتى الأموات لم يسلموا منها، حتى الواحد منا يتساءل ماذا فعل لكم هؤلاء؟ هل أنكرتم ما كان يفعلون لكم في الماضي من فزعات عندما كنتم في مواقف حرجة وبلدانكم لفظتكم وعشتم في كنف عُمان حتى شبعتم من ترابها وخرجتم منها إلى جهة دفعت لكم الكثير من الأموال ووجهتم أقلامكم ضد السلطنة، كُل ذلك تناسيتموه وأنكرتموه... فلماذا؟

كثير من المُغردين في مواقع التواصل الاجتماعي وللأسف نجد أغلب المسيئين للسلطنة هم من الأسماء المعروفة على مستوى الإعلام والكُتّاب فتحوا لهم بابا لهذه المواضيع التي لا نقول عنها إلا أنها تافهة نكرة، والأكثر من ذلك أنَّا نراهم يتفوهون بعبارات نستحي أن نُضيع ألسنتنا بذكرها وأقلامنا بكتابتها، تارة في أعلى رمز من رموز الدولة وتارة في الشخص العُماني نفسه، وهم يُصرون بين الفينة والأخرى على القذف والتطاول والفجور في الإساءة لعُمان وحتى رموز الدين في الدولة لم يسلموا من ذلك.

هل أوجعتكم عُمان ومن فيها بعد أن مشيتم في ترابها الطيب الذي لا ينبت إلا الطيب والخير الذي أكلتم منه في يوم من الأيام...؟ عُمان أبوابها مفتوحة لمن أراد حضنها الدافئ ولا تقبل أن يُساء إلى أي كانت جنسيته أو دينه أو عرقه، فقد تعلم العُمانيون الطيب وورثوا من أجدادهم الأخلاق العالية الرفيعة ومن قائدهم جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وشفاه من كل سقم حب الخير للآخرين ولا تؤثر فيهم شعره أو نفخة مما تتفوه به ألسنتكم العفنة، فعمان ومن يعيش عليها ثابتة ثبات الجبال وطيبة أهلها كثمار البساتين طيب الطعم لذيذ المأكل وسيبقون كذلك غير آبهين بما يُرمى عليهم من سهام مسمومة وأقلام مأجورة.

إننا ماضون في حمل رسالة الأخلاق التي مدح فيها رسولنا الكريم أهل عُمان حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل رأيتم أي عُماني في يوم من الأيام سبَّ أو ضرب أحداً قصده أو استنجد به...؟ لا حاشا وكلا أن تكون هذه أخلاق الرجل العُماني.. فقد قالها جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وسدد خطاه بحسن تدبيره قولته المشهورة: ( لقد فُطرنا في هذا البلد ولله المنة والحمد على السماحة وحُسن المُعاملة ونبذ الأحقاد ودرء الفتن والتمسك بالأعراف والقيم القائمة على الإخاء والتعاون والمحبة بين الجميع).

عليه نطالب هؤلاء بالتوقف عن الإساءة لعُمان ورموزها ومن يعيش عليها فالإسلام دين أخلاق وفطرة من الله فطر عليها عباده لا تُشترى بالمال ولو كان هذا المال بحجم البحار أو بعلو السماء وطول الجبال، العُمانيون لا يساومُون بالمال بلادهم فالوطن فوق كل شيء والأخلاق والطيبة تجتمع فيهم والكرم والضيافة مبدأهم فتراهم يستقبلون الغريب كأنه من سكان البلاد بينما هم الضيوف فيقدمونه أمامهم لدخول المجلس ويفتحون له أبواب بيوتهم مرحبين به بكل محبة والحلوى العُمانية في مقدمة كرمهم والقهوة شراب الضيف، حتى إن الواحد منهم يستحي من تقصيره في إكرام الضيف واعداً إياه بالخروج من بلاده وهو يتمنى ألا يخرج منها للأبد.

اللهم احفظ بلادنا عُمان واجعلها آمنة مُطمئنه سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين واحفظ قائد مسيرتنا المُظفرة وباني نهضتها الحديثة وبارك في عُمره وأرزقه الصحة والعافية ولا تُرينا مكروهاً فيه وبارك في كل خير لديه لتكون عُمان في عزة ورفعة وأن تجعله في سعادة على مدى الأعوام وأيده بالحق وأيد به الحق، اللهم أجعله للإسلام والمسلمين حصناً حصينًا وللفقراء عوناً مُعيناً، واجعله في فنائك لتسعده واذهب عنه كُل ضيم وحزن وافرح قلبه بالشفاء التام وقر عين شعبه برؤيته بكامل قوته وأعنه على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك، وأخرس كل بوق وكل إناء بالسوء ينضح عليه، يا كريم يا مُجيب السائلين فأنت الرب المأمول والخالق المسؤول وأنت على كل شيء قدير نعم المولى ونعم النصير.