السلطنة تستضيف المؤتمر الدولي الثاني لأخلاقيات البيولوجيا في فبراير المقبل

بتكليف سام.. الشيبانية تسلم جائزة "اليونسكو ـ السلطان قابوس لصون البيئة" وتؤكد استمرار التزام السلطنة بحماية الطبيعة

بودابست - العمانية

بتكليفٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قامتْ معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، بتسليم جائزة اليونسكو-السلطان قابوس لصون البيئة للعام 2019م في دورتها الخامسة عشرة لممثل صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة (ATREE) بجمهورية الهند؛ وذلك بناءً على توصية لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة، وذلك في العاصمة المجرية بودابست.

ويأتي منح الجائزة لهذه المؤسسة نظيراً لجهودها المتميزة في مجالِ صون البيئة على المستوى الاجتماعي وتنوع أنشطتها المتعلقة بالتنمية المستدامة من خلال تنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال البيئية.

وجرى حفل تسليم الجائزة ضمن فعاليات المنتدى العالمي للعلوم والذي تنظمه الأكاديمية المجرية للعلوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بحضور فخامة الدكتور يانوس آدر الرئيس المجري، وشاميلا بدويل المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء الدول المشاركة، إضافةِ لممثلي العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية من مختلف دولِ العالم.

وخلال الحفل، ألقت الشيبانية كلمة؛ قالت فيها: يشرفنا أن نحتفل معًا بمنح جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لصون البيئة للعام 2019، وهي جائزة أطلقها جلالة السلطان قابوس بن سعيد في العام 1989 لتكريم المساهمات البارزة للأفراد أو الجماعات أو المعاهد أو المنظمات في مجالات أبحاث الموارد البيئية والطبيعية، والتعليم والتدريب البيئي، وكذلك المشاركين في تأسيس وإدارة محميات المحيط الحيوي ومواقع التراث العالمي الطبيعي ومواقع اليونسكو العالمية الجيولوجية.

وأضافت: جميعنا يدرك جيدًا أن عالمنا يواجه تغييرات كبيرة ناجمة عن تغير المناخ، وقد رأينا جميعًا مؤخرًا كيف جعل الشباب على مستوى العالم هذا الأمر ذا أولوية. لذلك؛ فليس لدينا بديل سوى التعاون أو مواجهة المزيد من العواقب البيئية المدمرة لكوكبنا المشترك. علامات التحذير واضحة، فقد أظهر البحث الأخير تحت عنوان "الحاجز المرجاني الكبير" أن نمو المرجان الجديد انخفض بنسبة 89%، وحتى هنا في أوروبا، تختفي الأنهار الجليدية تمامًا من المشهد الطبيعي، وكل ذلك يعزى إلى تغير المناخ من خلال التعاون الدولي فقط، يمكننا مواجهة هذه التحديات بشكل جماعي وحماية بيئتنا الطبيعية للأجيال القادمة.

وأشارتْ معالي وزيرة التربية والتعليم إلى أنَّ أحد الموضوعات المهمة لمنتدى العلوم العالمي لهذا العام والذي هو بعنوان "العلوم والأخلاق والمسؤولية" يتمثل في مناقشة كيف يمكن للبعد الأخلاقي أن يساعد في توضيح كيفية تعامل العلوم والابتكار مع هذه التحديات المناخية العالمية. وأضافت: "لكي تنجح، يجب أن تأخذ كل التطورات العلمية في الاعتبار السياق الفلسفي والثقافي والديني الذي تعمل من خلاله، ولا يمكن أن يحدث التغيير على النطاق اللازم للتصدي لتحديات تغير المناخ والتنمية المستدامة، إلا إذا ساعدت هذه الاعتبارات الأخلاقية على بناء التوافق والثقة بين الشعوب والمجتمعات والأمم".

ومن هذا المنطلق، أعلنت معاليها أن السلطنة تنوي تنظيم واستضافة المؤتمر الدولي الثاني لأخلاقيات البيولوجيا الذي سيعقد في فبراير 2020، بدعم من اللجنة الوطنية العمانية لأخلاقيات البيولوجيا وبالشراكة مع اليونسكو.

وأكَّدت الشيبانية أنَّ السلطنة مُلتزمة بتقديم تدابير جديدة تدعم الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وأن تنعم بحياة برية طبيعية وفيرة، وتتطلع إلى الحفاظ عليها للأجيال القادمة. فعلى سبيل المثال، تم تطبيق تدابير حماية خاصة على سواحلنا؛ حيث تسكن السلاحف المهددة بالانقراض وتفقس بيضها، لضمان استدامة تأثير قطاع السياحة المتنامي لدينا.

واختتمت كلمتها قائلة: إن السلطنة فخورة جدا بالإنجازات التي تحققت من خلال جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لصون البيئة، والتي تم زيادة قيمتها مؤخراً إلى 100000 دولار أمريكي، وأملنا هو أن تسهم هذه الجائزة في تشجيع البحث العلمي والتقدم العلمي اللازم لضمان الاستدامة البيئية؛ بحيث يرث أحفادنا عالماً يمكننا جميعًا أن نفخر به. واسمحوا لي كذلك أن أعرب عن تقديري لمكتب مجلس التنسيق الدولي للإنسان والمحيط الحيوي "ماب" لإدارته الفعالة لعملية اختيار الفائز بهذه الجائزة المهمة".

تعليق عبر الفيس بوك