إطلالةٌ.. تكتمل معها أفراح الوطن

 

 

علي بن بدر البوسعيدي

 

(1)

يكتملُ بَدرُ فرحةِ عُمان اليوم بعيدها الوطني التاسع والأربعين المجيد، بالإطلالة الميمونة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أيَّده الله- وهو يشمل برعايته السامية العرض العسكري الاحتفائي بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، والذي سيُقام على ميدان الاستعراض العسكري بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية.. إطلالة تكتحل بها أعين كل عُماني وعمانية، يُمعنون النظر في ملامح الوجه المشرق لقائد مسيرتنا المباركة، الذي وعد فوفَّى بأكثر مما وعد.

 

(2)

ارتياحٌ سامٍ أبداه مولانا المعظم للجهود المبذولة للحفاظ على مسيرة التنمية الشاملة فـي البلاد وتحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ وذلك خلال تفضله بترؤس اجتماع مجلس الوزراء ببيت البركة العامر، ومشهد أداء قسم اليمين أمام مقامه السامي لعدد من أصحاب المعالي والسعادة، وما وجه به جلالته وسدد حيال العديد من القضايا والأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، كلها تأتي في توقيتٍ يبعث في النفس سكينة باكتمال دولة المؤسسات والقانون، خصوصا وأن الخميس الماضي شهد انطلاق الجلسة الأولى من دور انعقاد مجلس الدولة، بعدما انطلقت الجلشسة الاستثنائية لمجلس الشورى.

 

(3)

قائد حكيم وسلطان الإنسانية.. هكذا استقبل العالم مُبادرة جلالة السلطان المعظم، قبل يومين، "مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني".. التي أثبت من خلالها مولانا المعظم للعالم أجمع صواب الموقف العماني طوال الفترات الفائتة، مبرهناً على عُمق النظرة السديدة في معالجة القضايا، بمواقف ثابتة تنظر للجميع بكونهم شركاء في الإنسانية، وفق حكمة عالية، وبُعد نظر ثاقب ينطلق من إرث وطني وإسلامي عريق.

 

 (4)

مشهد آخر يحضرني في هذا اليوم الوطني الغالي، وهو مسيرات الولاء والعرفان التي تنطلقُ في نفس هذا التوقيت من كل عام لترسمُ لوحةً مبهجةً لعلاقة متينة بين قائدٍ حكيم وأبناء شعبه الأوفياء، الذين تلهج ألسنتهم بالدعاء إلى رب السماء بأن يحفظه رُبانًا للسفينة، التي شقت طريقها بين أمواج عاتية لتقف اليوم بشموخها منافِسَةً التجارب العالمية، ومقدمةً نموذجًا عصريًّا لبناء الدولة الحديثة، عُمان العطاء والحكمة وعنوان السلام والاستقرار السياسي، وقبلة التسامح والتعايش، في عالم مضطرب.

 

... إنَّ الثامن عشر من نوفمبر المجيد تاريخٌ لذكرى وطنية غالية، يوم فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب العُماني الوفي، يرسم فيه الجميع رجالاً ونساءً، شباباً وشيابا، أبهى لوحات الولاء والعرفان لباني نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أعزَّه الله وأبقاه- معبرين عن امتنانهم العظيم، وصادق الحب والولاء لجلالته، مجددين العهد والولاء للسير قدمًا تحت رايته وخلف قيادته الحكيمة.. فهنيئًا لكل عُماني وعُمانية بهذا اليوم، وهنيئًا للوطن وأبنائه قابوس الحكيم.. وكل عام وبلادنا تخطو بثبات نحو تحقيق آمالها الواعدة.