أبوظبي تدعو طهران إلى محادثات مع القوى العالمية ودول الخليج

إيران تبدأ بناء محطة ثانية للطاقة النووية.. وتنفي وجود يورانيوم بموقع غير معلن

عواصم - رويترز

رفضت وزارة الخارجية الإيرانية أمس تقارير عن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على آثار لليورانيوم في موقع إيراني، سبق ووصفته إسرائيل بأنه "مخزن نووي سري"، ووصفت هذه التقارير بأنها "فخ".

وأبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء خلال إفادة في جلسة مغلقة أنها عثرت على آثار يورانيوم في الموقع الإيراني غير المعلن بعد شهرين من أول تقرير لرويترز عن سحب عينات من موقع في إيران والعثور على آثار يورانيوم فيه. وقال دبلوماسيون في الاجتماع إن الأمر متعلق بذات الموقع فيما يبدو.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي "النظام الصهيوني وإسرائيل يحاولون إعادة فتح هذا الملف. لقد أعلنا أن هذا فخ ونأمل أن تحافظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية على يقظتها".

وقال دبلوماسيون إن الوكالة أكدت للدول الأعضاء إن الآثار التي ظهرت في العينات المسحوبة في فبراير شباط من الموقع هي يورانيوم تمت معالجته دون تخصيبه وإن التفسيرات التي قدمتها إيران حتى الآن لم تثبت صحتها. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2018 الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة الموقع على الفور وقال إنه كان يحوي 15 كيلوجراما من المواد المشعة التي نقلت فيما بعد. ونتنياهو يعارض بشدة الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015.

 

 

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن إيران بدأت أمس في صب الأسمنت في محطة ثانية للطاقة النووية، في خطوة مهمة لبناء المنشأة في مدينة بوشهر الجنوبية بمساعدة من روسيا.

وقال علي أكبر صالحي مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مراسم بثها التلفزيون "الطاقة النووية توفر كهرباء يمكن الاعتماد عليها... كل محطة نووية توفر لنا 11 مليون برميل من النفط أي 660 مليون دولار سنويا".

وقال مصدران مطلعان في أواخر أكتوبر إن الولايات المتحدة تعتزم السماح لشركات روسية وصينية وأوروبية بمواصلة العمل في المنشآت النووية الإيرانية لتجعل من الأصعب على إيران تطوير أسلحة نووية.

وبالتزامن، قال مسؤول إماراتي كبير أمس إن على إيران الجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد في المنطقة وينعش اقتصادها.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في خطاب في أبوظبي إن المزيد من التصعيد في تلك المرحلة لا يخدم أحدا مشيرا إلى أن بلاده تعتقد بأن هناك مجالا لنجاح الدبلوماسية.  وحذر قرقاش من خيار "زائف" بين الحرب واتفاق نووي معيب.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران ثم شددتها منذ انسحابها من الاتفاق في إطار حملة من "الضغوط القصوى" على طهران.

وقال قرقاش إن إجراء محادثات جديدة مع إيران لا يجب أن يتطرق إلى الملف النووي فحسب بل يجب أن يعالج المخاوف المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية والتدخل الإقليمي عبر جماعات تعمل لصالح إيران بالوكالة. وأضاف قرقاش خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس أن مناقشة تلك الملفات تعني أن دول المنطقة تحتاج للمشاركة فيها.

ودعمت الإمارات، التي تعتبر إيران قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة، حملة الضغوط القصوى التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع طهران لكنها دعت لخفض التصعيد بعد الهجمات.

وقال قرقاش إنه يعتقد أن هناك سبيلا ممكنا للتوصل لاتفاق مع إيران قد تكون كل الأطراف مستعدة للسير فيه لكنه أشار إلى أن الطريق سيكون طويلا بما يتطلب صبرا وشجاعة. وأضاف أن من المهم أن يكون المجتمع الدولي متفقا على موقف واحد خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.

وتقول واشنطن إن العقوبات التي تهدف إلى وقف كل صادرات إيران النفطية ستجبرها على التفاوض للتوصل لاتفاق أوسع نطاقا.  لكن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي حظر على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات إلا إذا عادت الولايات المتحدة للاتفاق النووي ورفعت كل العقوبات المفروضة على طهران.

 

تعليق عبر الفيس بوك