عطشانةٌ روح الصباح

 

مريم عيسى (وجدان شام) | سوريا

 

كيف أسرف جيب ليلك

آخر الأحلام

في حاناته

بخسا

يقامر بالمنى

سكران لم يبتاعني

إلا كوابيس ظلامه

كنت اكثر من يذود تخومه

و يتيه بين زحامه

حين أرقب في أزقته العتيقة

كل مصباح يغني الصبح راحته

ليطفئ ناره

فينام حين تقوم ضوضاء المدينة

عن سقامه

أعتلي هامات صمتي

حين يسألني الشحوب

عن الشحوب المستباح بوجنتي

فيجيب سهد منامه

المتعبون على ممرات الصباح

يسوقهم شظف البقاء

تدافعا

و على ملامحهم يصيح الهم

موال غرامه

اتقن الوقت بهم حفر الندوب

هياكلا

الروح سال نداؤها

و على فم النايات

دمعة عالم جف رهامه

أنا هم

حين تمر أكف قلبي الراعشات

على الملامح

بين قاسم حزنهم

و نواصي الصبر

و الشقوة

أنا هم

حين تلوذ عيونهم بالسر

حد الافتضاح بدمعة

أو رمقة

مدحورة الشكوى

أقصي التساؤل عن فمي

عنون هذا الصبح

دون مقدمات

قسوة

عطشانة روح الصباح لمنهل

أكوابه

لا تشبه الموت الذي يجترنا

لا ماء إلا آسن الحزن الذي

يطفو على وجه الحقيقة

حين تبكي النجوى

متجرعين

زعاف ليل عابث

و له الصباح بنا

يزف النعوة

 

تعليق عبر الفيس بوك