صوتك أمانة

جابر حسين العماني

صوتك أمانة وطنية عظيمة، فلا تُضيِّعه أبداً، بل أعطه لمن يستحقه، بحريتك وإرادتك وضميرك الوطني الحي، ولا تمنحه لمن يريد تغييبك، وتزوير إرادتك وتهميش وعيك، بل قدمه لمن يريد المحافظة على ازدهار عمان وتطويرها وضمان حقوق شعبها، امنحه للمرشح القادر على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية؛ من خلال إيصال صوتك ورأيك إلى الجهات المعنية بكل صدق وشفافية.. إنَّ صوتك اليوم يمثل حاضر ومستقبل عُمان، والمتمثل في حفظ الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات، وعدم التمييز بين فئة وأخرى.

إنَّ يومَ الانتخاب هو يوم الاختبار للاحتكام إلى العقل والضمير الوطني الحي؛ لذا يجب الابتعاد تماماً عن الهوى، والتركيز على الوعي في انتخاب المرشح الأكفأ والأفضل والأجدر، القادر على نقل المجتمع نحو حياة أفضل، ومن أهم ما يجب التركيز عليه في الفترة الانتخابية القادمة، وجعله من الأولويات، هو ترك كل ما يعكِّر صفو الأجواء الانتخابية، وعمل كل ما يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية.

فمن المعيب جدًّا أن تمنح صوتك لمن يستغل فقرك وحاجتك للمال والجاه، أو أن تقدمه لمن وظَّف الدين كمطية للوصول إلى كرسي ومنصب المجلس، مستخدماً اسم الله سبحانه وتعالى ورسوله في تحديد مصير هذا الوطن، والله ورسوله منه براء.

إنَّ صوتك أمانة ومسؤولية مقدسة فلا تتاجر به، بل قدّمه هدية عظيمة لحفظ تراب هذا الوطن، وحفظ إنجازاته العظيمة التي تحققت في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- واعلم أنَّ اختيارك لمن تراه صالحاً ومناسباً ويُمثلك في الوقت نفسه ما هو إلَّا دلالة عظيمة على وعيك وحكمتك ووطنيتك المقدسة لهذا الوطن وترابه المبارك؛ فكُن لوطنك إذن الناخب الصالح المساهم في بنائه ووحدته واستقراره.

إنَّ ما نراه اليوم من شعارات كثيرة كُتبت ونُشرت على لافتات نُصبت في شوارع وولايات ومحافظات السلطنة، والتي غلب عليها الطابع الخدمي، وهذا بحد ذاته مطلب مهم للوصول إلى قبة مجلس الشورى، ما هي إلَّا شعارات واقعية يطالب بها المواطن العماني ويعدُ بها المرشحون، وهي بحاجة ماسة لتحقيقها من أجل سعادة المجتمع وخدمته.

ولكي تتحقَّق كل هذه الشعارات المكتوبة والمنشورة في الطرقات ومواقع التواصل الاجتماعي، لا بد من الاختيار السليم للممثل العاقل والواعي والصادق والمثابر والمجتهد والساعي دائماً وأبداً لخدمة وطنه.

إنَّ كل المرشحين الذين رشحوا أنفسهم للعمل تحت قبة مجلس الشورى، يبحثون عن ذلك الصوت الانتخابي العظيم الذي سيؤهلهم للوصول إلى قبة المجلس، وهذا من حقهم المكفول، ونحن أيضاً كمواطنين نلوذ تحت مظلة هذا الوطن العزيز، فإن من حقنا الشرعي أن نبحث عن الرجل الأنسب والأفضل والمخلص ليتمكن من تمثيلنا تحت قبة المجلس بدراية وعلم وحكمة وفهم؛ فالجلوس تحت هذه القبة ليس بنزهة أو لكسب الامتيازات والدرجات وبالتالي حرمان المواطن من العيش الكريم.

لذا؛ يجب على المرشحين في حال فوزهم أن يجعلوا من كل تلك الشعارات الخدمية التي كتبوها ونشروها نصب أعينهم ويعملوا جاهدين على تحقيقها، وعلى الناخب أن يعلم جيداً أن صوته أمانة وطنية تمنع الفاسدين من التحكم بمستقبله ومستقبل أبنائه، وتستعيد ما سرقه المفسدون من أموال الوطن ومقدراته وحقوقه، ليتمكن المواطن الناخب من الاستقرار والإحساس بالأمن وراحة البال، وليتمكن بالتالي من المحافظة على مستقبله ومستقبل أبنائه.

إنَّ للمشاركة الانتخابية الفاعلة الدور الكبير في تعزيز الديمقراطية، والنهوض بالوطن نحو حياة أجمل، وهذا لن يتم إلا من خلال اختيار المرشحين الذين يمتلكون المواصفات والمؤهلات الكافية، فكلما كان أعضاء مجلس الشورى من أصحاب الخبرات والاختصاصات، ارتقى بهم المجلس بمهامه ومسؤولياته من خلال عرض وطرح المشاريع التنموية، والإشراف على الأداء الحكومي بشكل أفضل وأكمل؛ لذا يجب على الناخب قبل عملية الانتخاب التعرُّف على مواصفات المرشحين؛ والتي منها:

- أن يمتلك المرشح المؤهلات العلمية والثقافية.

- أن يكون متفانياً في خدمة وطنه.

- أن يكون متحليا بالاستقامة والنزاهة.

- أن يكون ولاؤه لوطنه وعدم انشغاله عن مهامه الوطنية الملقاة على عاتقه.

- أن يكون حريصاً على الالتزام بوعوده من خلال تنفيذ برنامجه الانتخابي.

- أن يكون متواضعاً محبّاً للناس ومحبوباً بينهم.

- أن يحترم الأمانة والصدق، وأن يلتزم بأداء واجباته تجاه الوطن والمواطنين.

وأخيراً.. نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ عُمان وقائدها وشعبها، وأن يُرينا في بلادنا الخير والبركة والاستقرار والأمان.. إنه سميع مجيب الدعاء.