رحلة آمنة عبد السلام من محو الأمية إلى الدكتوراه: «المستحيل ليس عُمانياً»

 

الرؤية – مريم البادية

من الإعدادية إلى الدكتوراه وما بينهما رحلة صعبة، ومجهود كبير تسلحت فيه آمنة سيف آل عبد السلام بحبها للعلم وشغفها لمواصلة التعلم، لتحقق بعد سنوات طويلة من العمل ما عاشت سنوات طويلة من عمرها لتحقيقه.

آمنة سيف آل عبدالسلام، باحثة قانونية من مواليد ولاية صحم، درست في مدارس محو الأمية إلى أن استطاعت الالتحاق بالمدارس الحكومية ثم الالتحاق بالتعليم الجامعي وحصلت على شهادة الليسانس في الحقوق في عام 2006 ثم الماجستير في ذات التخصص، ونالت شهادة الدكتوراه في القانون العام بمعدل امتياز من جمهورية مصر العربية في هذا العام.

تلقت آمنة تعليمها المدرسي حتى الصف الثالث الإعدادي ثم بعد ذلك التحقت بوزارة التربية والتعليم بوظيفة منسقة شؤون مدرسية منذ عام 1988 إلى 2012م.

تقول آمنة سيف آل عبد السلام لـ«الرؤية» :«ظل شغف الدراسة يُلازمني، وبدأت الأحلام ترتسم في مخيلتي حتى أساهم في رفع اسم عمان عاليًا بشهادتي الجامعية، فقررت أن أواصل تعليمي المدرسي إلى أن أنهيت الشهادة الثانوية بنسبة جيدة، وفي ذات الوقت كنت ما زلت أعمل في الوزارة، فكان لدي بصيص أمل بأن توافق الوزارة على أن تمنحني فرصة لإكمال دراستي الجامعية على حسابها كوني أحد المنتسبين لها، ولكن فوجئت بالرفض».

وأضافت للرؤية: «كان الرفض سببه عدم وجود بديل يحل محلي في الوظيفة التي كنت أعمل فيها، كما أنَّ الدخل الذي كنت أحصل عليه من هذه الوظيفة لم يُساعدني في أن أستقيل وأدرس على نفقتي الخاصة، والذي كان لا يتجاوز المائتين وخمسين ريالاً فقط، وإلى جانب ذلك فقدت زوجي فكنت أنا المُعيل الوحيد لابني، فهذه الظروف مجتمعة حالت بيني وبين أكمال دراستي الجامعية، لذا فضلت الانتظار حتى يأتي الفرج من الله سبحانه وتعالى».

وتكمل آمنة حديثها فتقول: «هذه التحديات التي واجهتني لم تثنيني عن الرغبة في مواصلة التعليم الجامعي، كما أن ابني كان له الفضل في مساعدتي لمواصلة التعليم، فالتحقت بكلية الحقوق بالإسكندرية، فحصلت على درجة الليسانس في الحقوق في عام 2006».

وتتابع آمنة حديثها: «كنت أتوق لمواصلة التعليم والحصول على درجة الماجستير في ذات التخصص، فالنجاح لا يقف عند سلم معين، فقدمت مرة أخرى إلى الوزارة لإكمال ذلك، فتم رفضي وذلك لاشتراط الوزارة بأن يمضي على المؤهل الأول 3 سنوات حتى تستطيع الحصول على مؤهل جديد، ولكن على الرغم من ذلك لم ينتابني اليأس في التجربة فقدمت الطلب مرة أخرى وتمت الموافقة بعد مرور سنتين على تقديم الطلب».

وتكمل آمنة :«كنت أشعر بفرحة عارمة وأنا انتقل من مؤهل لآخر وطموحي يكبر في كل مرة، وفي تلك الفترة ظهر ما يسمى «بالربيع العربي» في المنطقة، وهذا الأمر أدى إلى عرقلتي في البدء في الدراسة للشهادة الجديدة، وعندما هدأت الأوضاع واصلت تعليمي في جامعة طنطا وحصلت على الشهادة في عام 2015، لم أقف عند هذا المستوى من التعليم».

 

وتتابع آمنة بنت عبد السلام: «ساندني سعادة الشيخ حسين بن علي الهلالي المدعي العام لمواصلة تعليمي والحصول على درجة الدكتوراه، فبدأت في عام 2017 فقدمت رسالتي بعنوان «مسؤولية الدولة عن تنفيذ أحكام القضاء الإداري بالتطبيق على مصر وفرنسا وعمان – دراسة مقارنة»  وتمت مُناقشتها في نهاية الشهر المنصرم وحصلت على معدل امتياز فيها، وأعمل الآن في هيئة الادعاء العام منذ عام 2012، وقائمة بأعمال مدير شؤون التنفيذ ومتابعة الأحكام في مُحافظة شمال الباطنة».

وتختتم الدكتورة حديثها موجهة نداءها إلى كل امرأة عمانية بأن تجعل التعليم من أهم الأولويات في حياتها، وأن تسعى للمثابرة والاجتهاد إلى رفعة هذا الوطن، وذلك استجابة لنداء القائد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه -.

تعليق عبر الفيس بوك