إلى إسراء غريب

 

د. أحمد جمعة | مصر

 

هذا الصراخ

نوع من اليوغا المسموعة

للحنجرة،

تمارسها الفتيات تحت وطأة التعذيب

بينما يتأملن السياط

التي يمسك بها أهلوهم

والمسبات

التي تخرج من الأفواه التي

تغنت لهن بذبح الحمام

حتى ينمن،

 

ليست [إسراء غريب] واحدة

إنهن وطن ممتد

خضع للاغتصاب المقنن بعقود الزواج،

وطن كامل

سكانه ملايين [إسراء غريب]

تم دفن أحلامهن بين أفخاذهن

على أسرّة

لم تكن سوى منصات قضاء

وأنهار دم

تعلن عن فتوحات التعفن

الخالدة،

 

نعيب على النساء تحررهن

في خطاباتنا

في توجيهاتنا

في إرشاداتنا

ثم نحمد الله أننا أصحاب عفة

ونساء بيوتنا أكثر طهرا وشرفا،

خبثاء نحن

ولا نصم أنفسنا بالعار المؤبد

حين نرتكب في حقهن

الصفات..

 

ليس غريبًا أبدًا

أن يُفعل في فتاة أرادت الحب مثلما فُعِل؛

ما دام من يحرّض

فتاة مثلها،

فتاة عاجزة عن فعل الحب بجماله

وحريته المباحة،

عاجزة عن تقبل حياة جديدة

حياة بلا غيرة أو توجس

حياة تليق بفتاةٍ عرفت الحب،

فلماذا نردد: مجتمع ذكوري؟!

 

لا يرى الذئب نفسه قاتلا؛

يعوّل على طبيعته

التي فُطِرَ عليها،

وهكذا السفلة من الذكور

حين يفعلون العهر مع غير أهليهم

ثم يقتلون أهليهم

حين يفعلن نفس الذي فعلوا قبلهن،

يعوّلون على طبيعتهم الخائنة

تلك التي لم يفطرهم الله

عليها أبدًا،

لكن إبليس

 فعل.

تعليق عبر الفيس بوك