ما بين مصاريف المدارس.. والحقيبة المدرسية

 

 

ناصر بن سلطان العموري

 

"مصاريف المدارس"

بدأ العام الدراسي بعد إجازة طويلة، وبدأت معه الطلبات التى لا تنتهي، والتي تزامنتْ مع مُتطلبات العيد، فأين للرَّاتب المسكين من عَوْن وقد تكالبتْ عليه مصاريف العيد والمدارس، وإن كان قائل يقول إنَّ الراتب تزامَن نزوله مع العودة للمدارس! فهذا لا ينطبق على كل الجهات؛ فالقطاع الخاص يُسلِّم راتبُه متأخرًا، وبعض الشركات تُرهِق موظفيها معها وتُسلِّم الراتب بعد بداية كل شهر؛ فماذا عسى أولياء الأمور فاعلين بعدما ذهب راتب الشهر السابق لمصاريف عيد الأضحى؟ وقد سَمعتُ عمَّن تسلَّف وتتديَّن حتى لا يَحْرِم أولاده من شراء احتياجات المدارس.

ولا أَعْلَم هُنا حقيقية: لماذا لم تُؤجِّل وزارة التربية والتعليم بدء الدراسة أسبوعًا فقط، لتكون بداية العام الدراسي في أول سبتمبر، ليتم إعطاء بعض الأسر -التي يعمل أفرادها في القطاع الخاص- فرصة للتبضُّع لشراء أغراض المدارس، وهنا يجب مُرَاعاة ظروف المواطنين من أولياء الأمور متى ما أمكن تقدير ظروف البعض، فهم ليسوا كلهم سواء في الحالة المادية؛ فهناك من لديه فائض ويستطيع التصرُّف به متى ما أراد وكيفما أراد، وهناك من ينتظر الراتب على أحرِّ من الجمر، وأتمنَّى من وزارة التربية والتعليم أن تُرَاعِي مُستقبلاً أن يكون التقويم الدراسي مرنًا، ووفق مُتغيرات تقديرية، فلا ضرر ولا ضرار إن تأخر قليلاً؛ فالمصلحة العامة أهم وأشمل.

 

"الحقيبة المدرسية"

كَثُر الحديثُ منذ سِنين حول الحقيبة المدرسية ومدى الأضرار التي تسبِّبها جراء وزنها الزائد، ونُشِرت عن ذلك الكثير من التقارير والأخبار الصحفية والدراسات، وعُقِدت بشأنه الكثير من الندوات وحلقات العمل، ولكن ما الجديد؟ وما هي المحصلة؟ فحَمْل حقيبة ثقيلة من شأنه أن يُسبِّب تقوسًا في الظهر والشعور بآلام شديدة، والسبب تعدد المواد وحجم الكتب وعدم ثبات الحصص بشكل مستمر في بعض الأحيان، وتُشير الدراسات الطبية المختصة في صحة الطفل إلى خطر الضرر على المدى الطويل والدائم في نهاية المطاف إذا كان الطفل يحمل وبانتظام أكثر من 15% من وزن الجسم؛ مما يُشكِّل خطرًا جسيمًا على العمود الفقري، وإذا كان الأطفال يشعرون بآلام الظهر الدائمة، فهناك احتمال أنَّهم سوف يظلون كذلك لعمر 70 إلى 80 سنة؛ الأمر الذي يُؤدي إلى تكلفة مادية ونفسية هائلة.

وينبغِي هُنا الوقوف -وبحزم- لمعالجة هذه الظاهرة من جانب الأسرة، أو من جانب إدارة المدرسة نفسها؛ سواء كان ذلك من حيث اختيار الحقيبة المناسبة للطفل، أو من حيث توعيته بكيفية حمل الحقيبة بطريقة صحيحة على الكتفين، وليس على الكتف الواحد، ومن الضَّروري هُنا تسهيل الجدول الدراسي اليومي، وتعليمهم على الالتزام به، وعدم حمل الكتب نفسها يوميًّا، ولا ضَيْر إن وجدت حصة لحل الواجبات المدرسية، فهي قد تُخفِّف بعض الأحمال في الحقيبة، والسؤال هنا: متى سنرى في مدارسنا كُتبًا إلكترونية عِوَضًا عن الكتب الورقية الثقيلة؟ فجيل اليوم هو جيل تقني بحت، ومن الحكمة اختيار ما يُناسبه لكي ينجذب للعملية التعليمية بالأسلوب الذي يُحبه هو.. لكن السؤال: متى؟