طالب المقبالي
توقيت مناسب، ومكان أنسب اختاره المركز العربي للإعلام السياحي بإقامة المنتدى العربي الأول للسياحة والتراث الذي استضافته أرض اللبان، عاصمة المصايف العربية ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي لعام 2019م.
هذا المنتدى الذي خُطط له بعناية فائقة ليسلط الأضواء على جانب مهم من السياحة التي تتفرع لعدة مجالات؛ من بينها التراث والتاريخ والحضارة.
ففي مقال سابق تطرّقت إلى أنواع السياحة كالسياحة الترفيهية والسياحة البيئية والسياحة البحرية والسياحة الدينية والسياحة الرياضية والسياحة الطبية وسياحة المغامرات والسياحة الثقافية؛ ومن بينها التراث وزيارة المعالم التراثية التي لا يخلو أي بلد منها.
فالمنتدى العربي الأول للسياحة والتراث جاء ليركز على كثير من الجوانب الهامة والتي تضمنتها الجلسات الأربع والتي كان أولها "الاستثمار السياحي وتحقيق الأهداف الوطنية لمشروعات المستقبل كنموذج عالمي، وقد قُدمت في الجلسة ثلاث أوراق عمل مهمة؛ كان عنوان الورقة الأولى "محفزات الاستثمار وتأثيرها على زيادة التدفقات السياحية". أمّا الورقة الثانية فجاءت لتسلط الضوء على تطوير المنتج السياحي الثقافي والتراثي في محافظة ظفار وتشكيل برامج سياحية إلى جانب التسويق والترويج لها في الأسواق السياحية المختلفة.
وتمّ في الورقة الثالثة والأخيرة من الجلسة الأولى استعراض نموذج لمشروعات المستقبل السياحي للمنطقة العربية.
أمّا الجلسة الثانية فكانت جلسة حوارية بعنوان "كيفية الترويج للسوق العماني" وقد شاركت فيها مجموعة من المسؤولين في وزارة التراث والثقافة ووزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وطيران السلام.
أمّا في اليوم الثاني فكانت هناك ورشة تخصصية حول الإعلام السياحي ومنظمة السياحة العالمية ومنظمة التربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو).
وتضمنت الجلسة الختامية حلقة حوارية بعنوان "العلاقات التشابكية التكاملية بين التراث والسياحة ودور الإعلام في الترويج وزيادة الوعي السياحي للسكان المحليين".
وقد خرج المنتدى بمجموعة من التوصيات المهمة أبرزها: صناعة السياحة علاوة على دعمها اللامحدود للمجتمعات المحلية اقتصادياً واجتماعياً، باعتبارها خير سبيل للحفاظ على التراث والموروث الثقافي للشعوب؛ ولذا يجب علينا جميعاً وضع نمط السياحة الثقافية في مقدمة أولوياتنا.
كذلك مطالبة الوزارات والهيئات المعنية بالسياحة بوضع نمط السياحة الثقافية في مقدمة أولوياتها وخططها التسويقية.
بالإضافة إلى ضرورة تطوير وتخطيط البرامج التقليدية التي تتضمن الأنماط السياحية التاريخية والثقافية والأثرية؛ بالتعاون مع منظمي الرحلات السياحية الجادين، والخطوط الجوية في كل سوق من الأسواق السياحية.
إلى جانب تفعيل دور الإعلام في زيادة الوعي السياحي وإبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه السياحة الثقافية في دعم المجتمعات المحلية والحفاظ على موروثها وإرثها الثقافي، وبناء الجسور بين الثقافات والشعوب وتعزيز قيم التفاهم والسلام.
وضرورة تفعيل الدور الذي تقوم به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ISESCO من أجل دعم نمط السياحة الثقافية في الدول العربية والإسلامية.
وتفعيل العمل المشترك والتنسيق الكافي بين الجهات والوزارات المعنية بالسياحة والإعلام والثقافة في العالم العربي باعتبار أنّ السياحة والإعلام والثقافة قطاعات تكمل بعضها بعضا.
ومن هنا فإنّ اختيار المركز العربي للإعلام السياحي بإقامة المنتدى العربي الأول للسياحة والتراث في صلالة يتزامن مع اختيار المنظمة العربية للسياحة التابعة لجامعة الدول العربية صلالة عاصمة للمصايف العربية لعام 2019.