ولي العهد السعودي: لا نريد حربا في المنطقة.. وننتظر موقفا حاسما

إيران تحتج على اتهامات بريطانيا لها بالضلوع في هجوم الخليج .. والبابا يدعو لضبط النفس

 

 

عواصم – الوكالات

احتجت إيران لدى السفير البريطاني بعد اتهامها بالتورط في هجوم على ناقلتي نفط في خليج عُمان. ونفت إيران أي علاقة لها بالهجوم، لكن وزير الخارجية البريطاني قال إنَّ إيران مسؤولة عن الهجوم بشكل "شبه مُؤكد".

وقال سفير بريطانيا لدى إيران، روب ماكير، إنه طلب "اجتماعا طارئا" مع المسؤولين بوزارة الخارجية الإيرانية. ونفى السفير البريطاني أن يكون الاجتماع مع المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية "استدعاء رسميا" له.

ومن جانبه أنحى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باللوم على إيران في هجمات تعرضت لها ناقلتا نفط في  خليج عُمان ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف حاسم" ولكنه قال في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرتها أمس إن السعودية لا تريد حربا في المنطقة. وقال الأمير محمد إن "النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في طهران وقام أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان". وأضاف أن "المملكة لا تريد حرباً في المنطقة... لكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ووحدة أراضينا ومصالحنا الحيوية."

لكن مراسلة بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، كارولاين هولي، تقول إن إيران "غاضبة" بسبب الاتهامات البريطانية و"أعلنت عدم رضاها" من خلال الاجتماع.

وكرر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت التأكيد على أن التقديرات الاستخباراتية البريطانية مفادها أن النظام الإيراني يقف بشكل "شبه مؤكد" وراء الهجمات التي وقعت في 13 يونيو الجاري. وأضاف "لدينا لقطات فيديو لما حصل، وقد رأينا أدلة. لا نعتقد أن أي جهة أخرى تقف وراءه". وقال إن هناك "احتمالا كبيرا" للحرب بسبب ما حصل، وإن بريطانيا تناشد جميع الأطراف نزع فتيل التوتر. وتابع "بعد الحديث مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، أنا متأكد أنه بالنسبة لأمريكا، فإنهم يرغبون أن ينتهي الأمر بالمفاوضات التي تؤدي إلى توقف إيران عن أنشطتها المثيرة للاضطراب".

وقال وزير الدفاع البريطاني، توبياس إلوود، لمحطة "سكاي" التلفزيونية إن بريطانيا ستشارك في العمل على نزع الفتيل، لكنها مصرة على حماية مصالحها في المنطقة.

وكان الهجوم على الناقلتين، النرويجية واليابانية، والذي وقع يوم الخميس، الثاني من نوعه في الممر الملاحي الهام في الأسابيع القليلة الماضية، بينما يستمر التوتر في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.

ونشر الجيش الأمريكي لقطات فيديو يقول إنها تثبت أن إيران كانت وراء الحادث. وقالت واشنطن إن قوات إيرانية تظهر في الفيديو وهي تزيل لغمًا لم ينفجر بإحدى السفينتين بعد ساعات من الهجوم.

ومن جهته، شكك زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، في وجود دليل موثوق لدى بريطانيا عن مسؤولية إيران. بالرغم من أن إيران تنفي الضلوع في التفجيرات، يرى خبراء أنها قد تكون ردا على العقوبات الأمريكية الهادفة إلى توقف الدول الأخرى عن شراء النفط الإيراني.

وقالت أنيسة بصيري تبريزي، من مركز أبحاث "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في بريطانيا، إنه بعد تشديد العقوبات عليها الشهر الماضي، قالت إيران إنه "في حال لم تستطع تصدير نفطها فلن تستطيع أي دولة تصدير نفطها".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هناك ضرورة لمعرفة الحقيقة بوضوح، بينما حذرت روسيا من أي استنتاجات متسرعة.

وفي السياق، دعا البابا فرنسيس أمس إلى ضبط النفس وخفض التوترات في الشرق الأوسط بعد هجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان أثارت مخاوف من مواجهة أكبر في المنطقة.

وقال فرنسيس خلال زيارة لمدينة كاميرينو التي تقع في وسط إيطاليا ولحقت بها أضرار جسيمة خلال عدد من الزلازل في 2016 إنه قلق إزاء تداعيات الهجمات. وأضاف بعد قداس حضره الآلاف "أدعو الجميع إلى استخدام أدوات الدبلوماسية لحل المشاكل المعقدة الناجمة عن الصراعات في الشرق الأوسط. أجدد نداء قلبيا إلى المجتمع الدولي لبذل كل جهد ممكن لاختيار الحوار والسلام".

تعليق عبر الفيس بوك