الاقتصاد الأخضر .. القوة الناعمة لمكافحة الإرهاب

 

د. محمد جمال كفافي

"القوة الناعمة" هي القدرة على التأثير والجذب دون الإكراه أو استخدام أي شكل من أشكال العنف كوسيلة للإقناع من أجل تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة.

وأصبحت قوة الدول تقاس بمدى توظيفها لمواردها الاقتصادية والثقافية وقيمها السياسية وتاريخها الحضاري ليس بما تمتلكه من قدرات عسكرية وأمنية. حيث إنَّ أهم أسباب ودوافع الإرهاب والتطرف تتمثل في تفشيّ الفقر والجوع والجهل والبطالة، والفساد وسوء توزيع الثروة، والعدوانية والغضب بين شعوب العالم إثر وجود نظام اقتصادي غير متوازن، وتدخل الدول الكبرى في الموارد الطبيعيّة لبعض الدول وسيطرتها وهيمنتها على الاقتصاد العالميّ، وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية.

بينما الاقتصاد الأخضر هو نظام اقتصادي ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﻛﻤﺔ يؤدِّي إلى تحسين حالة الرفاه البشري والإنصاف الاجتماعي، مع العناية في الوقت نفسه بالحدّ من المخاطر البيئية. أي أنَّه اقتصاد يُوجَّه فيه النمو في الدخل والعمالة بواسطة استثمارات في القطاعين العام والخاص من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد، وخفض الملوثات ومنع تدهور النظام الإيكولوجي... وبالتالي لم يعد هناك خيار للبلدان العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف جذريا سوى تحول الأنظمة الاقتصادية العربية إلى الاقتصاد الأخضر شريطة تهيئة الحكومات بيئة عمل أفضل وتشجيع الاستثمار الأخضر وتعزيز النشاطات الاقتصادية ذات القيمة المضافة للربط بين رأس المال البشري والنمو الاقتصادي، سعياً لتحقيق التكامل والتوازن بين الأبعاد الأربعة للتنمية المُستدامة وهي الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية أو الإدارية مما يكفل حياة كريمة للأجيال الحالية والقادمة.

** رئيس المجلس العالمي للاقتصاد الأخضر WGECO

رئيس لجنة الاقتصاد الأخضر بمجلس الوحدة الاقتصادية جامعة الدول العربية

كبيىر مستشاري الطاقة والتنمية -الصندوق العالمي للتنمية والتخطيط بالأمم المتحدة

تعليق عبر الفيس بوك