رأيت قلبي يتبعُ نبضَكَ

سوسن الغزالي | ألمانيا

 

وقلتَ "دعيها للوقت " ومضيتَ

وتركتَ لي الوقتَ 

مغلقاً على نفسِهِ

منذُ الأمسِ

لا غدا يدخلُهُ ولا شمس

قلْ لي!

كيفَ أُخرِجُ من وقتِكَ وقتي ..

 دونَ خدشٍ في العاطفة

وكيف أدعي عاطفة جديدةً ..

دونَ بكاءٍ

فتحتُ بابَ الوقتِ لأرى الخللَ القادمَ من غدي !

رأيتُ نفسي عل الطريقِ تلوِّح لي ضاحكةً  من البعيدِ

تهاوتْ صورٌ مرميّةٌ في الغيابِ ..

رأيتُ طفلةً في حِضْنِ أمّها وإخوتها الستةِ الغائبين

رأيتُ جدّي، جدّتي  يُعدّون الأملَ لمواسمِ السِّمسمِ

ويتركونَه  يخشخشُ لنا في السنابلِ كلما اشتدتْ رياحُ اليأسِ !

رأيتُكَ هناك تحضُنُ ظلَّ امرأةٍ مكسورةٍ ..

يصرعُكَ أنينُ دمِها كلّما هَممْتَ  بالغناءِ ..

رأيتُ جسداً متروكاً لعُزلتِهِ لم يرتَدِهِ أحدٌ منذ أوّلِ الانفصالِ

الغبارُ يزاحمُ عتبةَ الدارِ ..

والأريجُ مجروحٌ!  لا أحدَ يعبر سوسنه!

الأشجارُ تقفُ بكاملِ خِصْبِها وحيدةً دونَ قطافٍ

رأيت الريحَ تجرحُ  الجدارَ فيسيلُ عويلُها مدويّاً في السؤال !

أين يذهب الجميعُ ؟!

رأيت قلبي يتبعُ نبضَكَ

يختبئُ خلْفَ الوقتِ خائفاً أن يثيرَ غَيْرةَ امرأةٍ سكنَتْكَ

فتجهشُ بالبكاءِ !

رأيت وقتي ممتلئاً بكَ خالياً منّي "  إلاي معك" !

خائفةً أن يرتفعَ السُّكّرُ في دمِي أكثرَ

أغلق باب الوقت ، وأمضي

تعليق عبر الفيس بوك