أحمد السلماني
ليلة كئيبة وحزينة عاشها الوسط الكروي بالسلطنة، ليلة سقوط الأحمر الأولمبي في التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات وأولمبياد طوكيو 2020، ولا زالت توابع ذلك الخروج من السباق الآسيوي تتوالى وتتصدر المشهد الرياضي المحلي حسرة على سقوط مدوٍ لجيل كامل كان أمل الكرة العمانية في أن تُقارع به في قادم الاستحقاقات والبطولات.
ومن يملك "الحلم والرؤية وسديد الحكمة" يقف حائرًا وهو يبحث عن مكمن الخلل، إذ إنَّ ظاهر منتخبات المجموعة باستثناء المنتخب القطري كانت في المتناول نظريًا وكنَّا نتوقع أن يكتسح هجوم منتخبنا النيبال وأفغانستان عطفاً على فارق الإمكانيات ومسلسل الإعداد الطويل ليكون في وضعية أفضل عندما يواجه شقيقه القطري فهل هذا كان غائبًا عن الجهاز الفني؟!! أشك، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، القطريون حسبوها صح فدكوا شبك النيبال بخماسية عذراء.
المحزن أنَّ القطريين لم يكونوا أفضل منّا والدليل أننا تعادلنا معهم ولكنهم هيأوا عوامل النجاح فتأهلوا وأهمها على الإطلاق طلب استضافة مباريات المجموعة، فهل كنَّا عاجزين عن استضافة المجموعة إن كنا فعلاً جادين ونُخطط للتأهل، المصيبة الكبرى إن كان طموح إدارة المنتخب الإدارية والفنية تسعى للتأهل من بوابة أحسن 4 منتخبات صاحبة المركز الثاني، فلا نحن جنينا التمر الهندي ولا بلح الشام وتبخر الحلم ويقيني أنَّ أفضل مجموعة نالت من الإعداد والدعم منقطع النظير ستعيش حالة التيه والضياع إن لم تجد لها رؤية للحفاظ عليها في شكل منتخب رديف يزج به في البطولات الودية وكأس الخليج القادمة وإن ارتأى اتحاد الكرة غير ذلك فهو شريك أساسي في جريمة اغتيال أحلام هذه الزمرة الرائعة، هذا إن كنّا نفكر جدياً في صناعة منتخب ينافس على إحدى بطاقات التأهل لكأس العالم ومرة أخرى أقول" إنني أشك في ذلك"، وبكل صراحة فإنَّ الاتحاد الحالي والذي سبقه لم يمتلكوا يوماً رؤية وإستراتيجية بناء منتخب يستطيع مجاراة تطور أقرانه من منتخبات القارة، إذ إنّ اتحاد الكرة كانت رؤيته إعادة المنتخب الأول للواجهة.
وهنا نختصر الأمر والقصة ولا تنعتونا بالمتشائمين ولكن"إذا بغيت عونها برق في لونها"، لن نستطيع بالمطلق وستظل فوارق فنية تقصينا على بساطتها، لا خطط ولا إستراتيجيات بناء إنما كومة من البشر والأسماء موزعة على اللجان جل همها المنصب والظهور في الإعلام والسفر.
وعودة للمنتخب الأولمبي، أتمنى على اتحاد الكرة أن يتجاوز مسألة "التقرير الفني الذي سيرفعه مدرب المنتخب" عن أسباب الإخفاق فهذا مصيره الأدراج والنسيان وإنما نطلب ظهور النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة رئيس لجنة المنتخبات والذي نثمن له شجاعته وما يمتلكه من "ثقافة الاعتذار" وبمعيته المدير ومدرب المنتخب الأولمبي في مؤتمر صحفي لتفنيد أسباب خسارة بطاقة التأهل والرؤية المستقبلية لهذا المنتخب لسبب بسيط وهو أن المنتخبات ملكية عامة للشعب ومن حق الأخير أن يعرف أين ذهبت جهود ونقود مسلسل الإعداد الطويل.