هل كان إلغاء احتكار "بي إن سبورت" مناورة انتخابية؟

الرؤية - وليد الخفيف

يبدو أنّ هناك ربطا بين إصدار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرارا يقضي بإلغاء احتكار قنوات "بي إن سبورت العالمية " لمباريات ومسابقات القارة الآسيوية في السعودية، ومحاولة الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة نيل تأييد الاتحاد السعودي في الانتخابات المقرر إقامتها الشهر القادم لاسيما وأنّ السعودية لم تعلن حتى الآن عن موقفها تجاه المرشحين الثلاثة على منصب الرئيس.

ويسعى البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة للاحتفاظ بمنصبه في رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويتنافس معه الإماراتي محمد خلفان الرميثي، والقطري سعود المهندي.

ووصفت تقارير إعلامية أنّ توقيت القرار جاء "مغازلة انتخابية" من آل خليفة إلى السعودية لا سيما وأنّه من المستبعد أن تدعم الرياض المرشح القطري.

وارجع الاتحاد الآسيوي قراره بإلغاء احتكار قنوات بي إن سبورت العالمية في السعودية بحسب البيان الذي أصدره إلى عدم حصولها على الترخيص القانوني من قبل الجهات المعنية السعودية.

الاتحاد السعودي من جهته رحّب بالقرار، وأهاب عبر بيان رسمي نشر على موقعه داعيًا نظراءه من الاتحادات العربية إلى اتخاذ إجراءات مماثلة تسهم في نشر اللعبة وتقوّض فرص الاحتكار التي تؤثر على انتشار كرة القدم بحسب ما جاء في البيان السعودي.

بي إن سبورت العالمية في المقابل شنّت هجوما لاذعا على الاتحاد الآسيوي، متهمة إيّاه بـ "التواطؤ" مع الاتحاد السعودي مشيرة إلى أنّها كانت الشريك الإعلامي للآسيوي وأحد أبرز مصادر تمويله ماليا، خلال السنوات الماضية، وتضمّن البيان أيضًا عدم اتخاذ الآسيوي قرارًا باتا حيال ما وصفته بالقرصنة لشبكة قنواتها في السعودية.

ورغم النفوذ الكبير الذي يُحظى به القطري سعود المهندي نائب رئيس الاتحادين القطري والآسيوي، والمرشح على منصب الرئاسة - شكليا - ومنصب النائب والمسند إليه رئاسة أهم لجنة في الاتحاد الآسيوي، لجنة المسابقات، غير أنّ القرار صدر ودخل حيّز التنفيذ غير أنه من الأرجح أن ذلك جاء بموافقة ضمنية منه، فمن المستبعد وجود خلاف مع آل خليفة بسبب القرار، فاللعبة الانتخابية ربما اضطرتهما لذلك لأمد معلوم أو حتى تنقضي مرحلة الانتخابات ويحافظ كل واحد منهما على منصبه، ليفتح الأمر من جديد في المرحلة القادمة التي يدعو فيها الآسيوي نظيره السعودي في منح قنوات بي إن سبورت العالمية الترخيص لمنحها الغطاء القانوني الذي يبطل مفعول القرار الحالي ويعود الأمر للمربع الأول، لا سيّما وأنّ بي ان سبورت مازالت عقودها التجارية السخية سارية المفعول ومن الصعب أن يتخلى عنها الآسيوي.

وتلمح الشواهد إلى العلاقة الوطيدة بين آل خليفة والمهندي فربما يكونا حليفين لم يعلنا صراحة عن اتفاقية الدفاع المشترك لتحقيق المصالح المتبادلة فالبيت الآسيوي تحكمه سياسة التكتلات، ويبدو أنّ ترشّح المهندي جاء تخوفا من انسحاب سلمان بن إبراهيم إثر تعرضه لأي ضغوط، الأمر الذي يهدي المنصب حينئذ إلى الرميثي على طبق من ذهب بالتزكية، لذا ترشّح المهندي لمنصب الرئيس والنائب معا، وإن كان مقصده المنصب الثاني؛ فدور المهندي قد ينتهي قريبا إذا ما أعلن الرميثي انسحابه من سباق الترشح، لينسحب هو الآخر ويعلن دعمه لسلمان من أجل الاحتفاظ بمنصبه، ليدعمه الأخير في المقابل للاحتفاظ بمنصب النائب، ومساعدته في الحصول على عضوية المكتب التنفيذي في الفيفا حيث المنصب الأهم للدوحة قبيل استضافتها للمونديال.

انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار تشير إلى تفكير الرميثي في الانسحاب، فرئيس هيئة الرياضة الإماراتية لن يقبل بأن يتكرر معه مشهد خسارة مواطنه يوسف السركال عام 2013 عندما حصل على 5 أصوات إضافة لصوته مقابل 33 صوتا لآل خليفة الذي نال المنصب آنذاك خلفا للقطري محمد بن همام.

ومن يوم لآخر ترتفع أسهم سلمان بن إبراهيم آل خليفة للاحتفاظ بمنصبه لرئاسة الآسيوي لدورة جديدة حتى 2023، مع زيادة عدد الاتحادات المحلية التي أعلنت دعمها ومساندتها له، فيما يحيط الغموض والتعتيم موقف الرميثي وإمكانية استمراره في الترشح حتى لحظة الاقتراع من عدمه لا سيما بعد توقف الحساب الرسمي لحملته الانتخابية.

وأعلنت اتحادات منطقة الآسيان لكرة القدم في اجتماعها يوم الأحد الماضي في كمبوديا دعمها وتأييدها للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لولاية جديدة في الانتخابات التي ستجري في السادس من شهر أبريل المقبل في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

جاء هذا الإعلان على هامش اجتماع مجلس اتحاد الآسيان المكون من 12 دولة هي استراليا، بروناي، كمبوديا، أندونيسيا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، تيمور الشرقية، فيتنام إضافة لدول أخرى سبق لها إعلان دعمها له مثل الهند والبحرين واليابان والعراق وفلسطين وكوريا الجنوبية والصين وبوتان وقيرغستان فضلا عن دعم السلطنة بعدما أعلن رئيس الاتحاد العماني سالم الوهيبي عن دعمه لآل خليفة بدعوة الاستقرار بحسب ما جاء على لسانه لوكالة الأنباء الألمانية.

ويبدو أنّ الوهيبي انضم للتكتل القوي آملا مساندته في نيل عضوية المكتب التنفيذي الذي خسرته السلطنة في الانتخابات الماضية.

ومن المرجح أن تدعم السعودية آل خليفة من باب المصالح المتبادلة الرامية لمنح المرشح السعودي أحمد عيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي خلفا للماليزي المستقيل السلطان عبد الله سلطان من منصبه الدولي.

وحظي "عيد" بتزكية ودعم من رئيس الاتحاد القاري سلمان بن إبراهيم، وموافقة الغالبية العظمى من أعضاء المكتب التنفيذي الآسيوي لشغل عضوية مجلس "الفيفا"

أحمد عيد الرئيس السابق للاتحاد السعودي قال إنّه يفتخر بحصوله على ثقة آل خليفة معلنا الوقوف معه لنيل ولاية ثالثة.

وأضحى موقف آل خليفة أقوى بعد تزكية أحمد الفهد لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي لدورة جديدة بعد ابتعاده عن كل مناصبه الدولية إثر خضوعه للتحقيق في سويسرا.

ويعد الفهد عرّاب الانتخابات وصاحب النفوذ القوي الذي ساعد آل خليفة في الحصول على المنصب في انتخابات 2013 خلفا للقطري لمحمد بن همام.

ولم يعلن الفهد – صاحب النفوذ على 33 صوتا – عن موقفه تجاه المترشحين الثلاثة بعدما دعته عدة جهات الالتزام بالحيادية؛ بيد أنّ الشواهد ترجح وفاءه لآل خليفة.

من جهة أخرى لم يجر المهندي جولات انتخابية إلى الآن ولم يكشف عن رؤيته الانتخابية، ولم يحاول جذب الأصوات لصالحه كما جرت العادة الأمر الذي يرجح أن ترشحه جاء كمناورة انتخابية.

يشار إلى أنّ الرميثي قد أعلن أن رؤيته الانتخابية قائمة على محاربة ما وصفه بالفساد، وأنّ النزاهة طريقه لتحقيق الطفرة الكروية المرجوة في القارة الصفراء دون أن يقدم أي إغراءات لشراء الأصوات معتزا بتاريخه المشرف.

من جهة أخرى تضمنت رؤية الرميثي الانتخابية تعهدات بدعم الاتحادات الأهلية من خلال حصوله على عوائد تسويقة بقيمة 320 مليون دولار، وأن صندوق الدعم سيوجه معظم بنوده للدول الفقيرة ووعد أيضا بتنظيم بطولة جديدة لمن لم يحالفه التوفيق في بلوغ نهائيات آسيا.

ووعد الرميثي بالشفافية حال نيل المنصب وأن صندوق الدعم سيمول من دول عدة وأن المجلس سيختار 5 دول فقيرة لتطوير كرة القدم بها خلال كل دورة.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك