أهمية التفاؤول والإيجابية في الحياة

 

 

سالم بن لبخيت كشوب

ونحن في عام جديد مليء بالكثير من الآمال والطموحات -سواء على المستوى الشخصي أو العملي- يتبادر إلى أذهان الكثير من الأشخاص العديد من التساؤلات والخطط التي قد تَتأثر بما حَصَل خلال الفترة السابقة، وما يُصاحبه أحيانا من إحباط وتأثير سلبي بسبب عدم تحقيق وتنفيذ بعض الخطط التي كانت موضوعة للتنفيذ ولم تتحقق لأسباب قد تكون شخصية أو خارجة عن إرادة الشخص نفسه.

وبالتالي، قد يتولد الإحباط والسلبية لدى الشخص الذي يرى أنه لديه من القدرات والكفاءة الشيء الكثير الذي يقدمه، ولكن لم تخدمه الظروف لإظهار ذلك على أرض الواقع؛ وبالتالي قد يتولد لديه نوع من السلبية، وعدم اللامبالاة، وعدم الرغبة في الإنجاز وتحقيق الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وتحصل لديه ردة فعل غير إيجابية؛ سواء على المستوى الشخصي أو العملي، أو في محيطه الاجتماعي، ويرى أنَّ غيره من الأفراد الأقل منه في الكفاءة والقدرات قد لعب الحظُّ والعلاقات دورا فيما وصلوا إليه، وأنه الأحق منهم بالمستوى الذي وصلوا إليه.

هنا.. قد يكون الشخص محقًّا قليلًا في اقتناعه بالقدرات والإمكانيات التي يمتلكها، والتي رُبما لم يستطع إظهارها على أرض الواقع بالشكل المطلوب، لكن هذا ليس معناه أن يركن إلى محيط من الإحباط والسلبية، واقتناعه بأنه غير مُرحَّب به، وبأفكاره ومبادراته، بل العكس، من المفترض أن يكون هذا الشيء دافعًا قويًّا له لبذل المزيد من الجهد والاجتهاد، وتطوير مهاراته وقدراته، وإظهار ذلك على أرض الواقع.

فالثقة بالنفس وبالإمكانيات التي يتمتع بها الفرد مطلوبة، وعدم الخنوع لليأس والإحباط واليقين بأن الجد والاجتهاد والمثابرة لن تضيع سدى، وبمرور الوقت سيتم تقدير تلك الجهود والمبادرات، والعمل على تقوية وتطوير جوانب الضعف لدى الشخص بالتدريب والتعلم المستمر والشغف المستمر بالتطوير والإلمام بمختلف المستجدات التي تنمِّي وتطوِّر من معارف وقدرات الفرد.

للأسف في بعض الأحيان يتمَّ الحُكم على الشخص من خلال مكانته الاجتماعية، أو وضعه المادي، وليس من خلال أسلوبه وإنجازاته والصفات الإيجابية التي يتمتع بها، فالأخلاق والمثابرة والكفاءة معايير ضرورية ومهمة أكبر من المعيار المادي الذي للأسف أصبح هو المتحكم في التقييم ونظرة الغير تجاه الفرد.

مما لاشك فيه أنَّ وضع خطط العمل، ووضع آليات التنفيذ لتلك الخطط والبرامج بتوقيت زمني معين، أمرٌ في غاية الأهمية، ولكن بالمقابل من المفترض أن يكون هناك اهتمام أكبر بأصحاب المبادرات والإنجازات، وتكون هناك معايير واقعية وعلمية للتقييم، يتم فيها إنصاف المجتهد والمثابر، ودفعه للمزيد من الإبداع والتميز؛ فالظروف الحالية من المفترض أن تتطلب المحافظة على الكفاءات وتقديرها، وأن تكون الظروف مُحفِّزة للمجتهدين والمثابرين، ومكافأتهم وتشجيعهم على المزيد من الجهود والإنجازات، وإشعارهم بدورهم ومكانتهم، والحرص على توفير كافة السبل والبيئة الملائمة المحفزة على الإبداع والتميز، وعدم الخلط في التقييم والمكافأة بين المجتهد والمثابر والشخص العادي.

وفي الختام.. الأمل والتفاؤل مطلوبان في كل جوانب الحياة، ولولا بصيص الأمل الموجود لما وصل الكثير من البشر لتحقيق الإنجازات والأهداف المرسومة، ويعجبني كثيرًا هذا البيت من قصيدة "لامية العجم" للطغرائي:

أعلِّل النفس بالآمال أرقيها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

تعليق عبر الفيس بوك