ولدي.. أبغي سلامتك

حمد بن صالح العلوي

 

قارئي العزيز...،

طيَّب الله أوقاتك، وحسَّن حالك، وطابتْ سريرتُك، وإنَّني لأرفع كِلتا يديَّ مُبتهلًا راجيًا من الله تعالى سلامتك، وسلامة أبنائك وبناتك، وأبناء وبنات جارك وحيِّك الذي تسكُن فيه.

قارئي العزيز الحبيب والغالي، أودُّ أن أسرك القول وأن تقول الحقيقة، وأنا مُتيقِّن أنك لن تَحِيد عنها: ماذا تريد من ولدك وابنتك؟!

الحقيقة ولا شيء غيرها، أنك تريد منه ومنها العيش بسلام وطمأنينة ووئام وسعادة وهناء، بعيدًا عن التنغيص في العيش، وتريد منه ومنها أنْ لا يشكو لأحد غيرك أبدًا مهما بلغ ذلك عليهما من الجهد أو من ألم قط، لا ألم جسديا ولا ألم نفسيا.. أليس كذلك؟

مُنذ شهور خلتْ، سمعتُ أنَّ المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية، أنهتْ تركيب أجهزة الأمن والسلامة للحافلات المدرسية، والخاصة بمدارس ولاية صور، والبالغ عددها 105 حافلات من واقع 296 حافلة على مستوى مدارس المحافظة، وتمَّ تركيب أجهزة الأمن والسلامة للحافلات المدرسية، والخاصة بمدارس ولاية الكامل والوافي، وهو جهد يأتي ضمن المشروع الذي تموِّله المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في مرحلته الأولى.

حيث قال راشد بن عبدالله الغيلاني المدير المساعد لدائرة الشؤون المالية لوسائل النقل والمخازن والمشرف العام على المشروع: بلغ عدد الحافلات التي تمَّ تركيب أجهزتها في المركز الأول على مستوى مدارس ولاية صور 105 حافلات؛ شملت جميع الحافلات الحديثة التي دخلت الخدمة قبل العام الماضي؛ حيث استمرَّ العمل طوال أيام الأسبوع بمعدل 11 حافلة يوميًّا.

وتابع الغيلاني قائلا: ويهدفُ مشروع أجهزة الأمن والسلامة للحافلات المدرسية بمدارس المحافظة إلى ضبط تجاوزات السرعة للحافلات، بواسطة تقارير فورية يُوفرها النظام لإدارة المدرسة، وضبط سلوكيات الطلاب داخل الحافلة وخارجها، كما يوفر النظام تقارير واضحة لمدى التزام سائق الحافلة بمواعيد الحضور والانصراف وانتظار الطلاب، كما يوفر -وبواسطة تطبيق ولي الأمر في الهواتف الذكية- خدمة المعلومات لحافلات الطلاب، وتوفير بيانات واضحة لعدد الطلاب في كل نقطة من نقاط التوقف في مسار الحافلة، إلى جانب أن النظام يوفر إنذاراً صوتيًّا وضوئيًّا في حالة نسيان أحد الطلاب بعد مُغادرة السائق، وقد تمَّ اختيار أجهزة التتبع وأجهزة الأمن والسلامة لتكون مُتوافقة مع أجهزة مشروع "درب السلامة" بالوزارة، وتوفير وسيلة نقل آمنة لطلاب مدارسنا، تجنُّبا لظواهر نسيان الطلاب داخل تلك الحافلات.

قارئي العزيز...،

قبل ذلك نسمع أحاديث من هنا وهناك في المجالس، وفي مقاعد الدراسة، وفي لقاءات مع عدد من أولياء الأمور، نسمع قصصًا وحكايات كنسيان طفلة أو أطفال في الحافلات المدرسية، وأذكر قصة لأحد إخواني أنَّ يوما نَسِي صاحب حافلة طفلة في الثلاث سنوات من عمرها أو يزيد، وكان عمرها ذلك الصبي الذي قال لأحد زملائه أليست هذه أختك، وكان ممسكًا بساعدها النحيل، بلى هي، أخذها إلى أمها التي كانت تسأل عنها ذهابا وإيابا حينما رأت ساعتها التي في مِعصم يدها أن ابنتها تأخرت على غير عادتها، سألت هنا وهناك حتى سألت أبوها: أين ابنتك يا فلان، وإذا بالأخ يدخل مع أخته عندئذ صاحت الأم بغير شعور، وهي تقبل وجنتيها: ابنتي، ابنتي.. وعاد الهدوء من جديد.

ولا شك أنَّ المديرية العامة للتربية والتعليم في تعليمية جنوب الشرقية، ومثيلاتها من المديريات التعليمية في المحافظات الأخرى، لا تألُو جَهدا في سبيل راحة الطلاب والطالبات، وعلى ولي الأمر أن يقف جنبا إلى جنب، ويُسهم بل ويساعد الهيئة الإدارية والتدريسية في سبيل راحة أبنائهم وبناتهم؛ فشكرا لكل الجهود التي سَعَت وتسعى دائما لتذليل الصعاب، والشكر موصول للمؤسسة التنموية في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.

ولا ننسى أن نجلس مع أولادنا -بنين وبنات- ونعقد معهم اجتماعًا ولقاءً وديًّا، مع الزجر أحيانا، بوجوب النهوض مبكرا؛ وذلك لأداء الصلاة المفروضة عليهم، واستعدادا لليوم الدراسي الجديد، والاستعداد لتجهيز حاجاتهم وأدواتهم المدرسية من قبل، وإن كان من مساء اليوم السابق حتى يكون نشيطا وفي راحة تامة، ولا يستعجل حتى لا ينسى شيئًا من كتبه، أو قلما، أو دفترا وغير ذلك من الأدوات، بل يكون منتبها يقظًا وفي حيوية ونشاط.

قارئي العزيز...،

تحيَّة إجلال وتقدير لأولِي النُّهى أصحاب العقول الراقية، المُحِبَّة للخير، الساعية إلى كلِّ جديد، وشكرا لأبناء عمان قاطبة بنين وبنات، وشكرا لكل ولي أمر أعطى كل شيء وقته وجهده وماله، فما أطيبك أبًا، وما أعظم خلقك، ودمت لنا سالما غانما، وصدقت حينما قلت: "ولدي.. أبغي سلامتك".