بني وطني هنيئا لكم

 

حمد بن صالح العلوي

الشباب هم عماد الوطن وبسواعدهم بنوا وشيدوا وذلك بتوفيق من الله تعالى بأن وهبوا فكرا نيرا وزملاء يعينونهم على الخير والصلاح والإصلاح وبهذا فقد صلحوا وأصلحوا أنفسهم وأهلهم وأصلحوا أوطانهم وبلدانهم فنضجت عقلوهم وثبتت قلوبهم وأفئدتهم.

هنيئاً لكم من بنين وبنات فتيان وفتيات بل شباب وكهول هنيئًا لكم لأنكم على أرض الخير والنماء والسخاء والتقدم والازدهار وأنكم في حظ سعيد دوماً لأنكم تعيشون على أرض عُمان الخير يحكمها ابن سعيد فهنيئاً لكم ولإخوانكم وأخواتكم وأبناءكم وبناتكم وزملاءكم وزميلاتكم وكل من هو محبوب عندكم.

أيها السعيد المبارك ويا ابن المبارك أما سمعت أو قرأت خطاب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المُفدى حفظه الله ورعاه وأنعم عليه بالصحة وكمال العافية  في الخطاب الذي ألقاه عام الشباب 18/11/1993:" إنَّ عام الشباب، ومن قبله عام الشبيبة، ما هو إلا د‏عوة صاد‏قة إلى الاهتمام بالإنسان العماني الذي هو صانع الحضارة، وهدف التنمية، وأد‏اة التطوير، والتعمير دعوة نابعة من القلب إلى كل المسؤولين في القطاعين الحكومي والأهلي إلى إعطاء مزيد من العناية والرعاية إلى مختلف شرائح المجتمع، وخاصة تلك الشريحة التي تجسد الأمل الواعد للأمة في مستقبل أفضل ألا وهي الشباب. ولا يخفى أن اهتمامنا بالإنسان العماني لا يقتصر على عام د‏ون عام، ولكن الهدف ‏السامي المتوخى من هذا العام إنما هو التذكير، والتنبيه، والتوجيه الصريح القاطع بأن يكون الشباب دائمًا في صميم اهتماماتنا لا نغفل ولو طرفة عين عن النهوض به فكريًا وعلميًا، وثقافيا ورياضيا، وفنيا وتقنيا. فبارتقاء الشباب في كل هذه المجالات ترتقي حياة المجتمع وتزدهر، وينمو الاقتصاد الوطني، وتجد الزراعة والصناعة والتجارة طريقها إلى التطور والتقدم. مما يؤكد الأثر المتبادل الذي تحدثه التنمية المتوازنة، ويؤدي إليه التطوير المتكامل، إننا إذ ننادي الجميع للاهتمام بشبابنا ورعاية تطلعاته وطموحاته فإننا في الوقت ذاته وبالقدر نفسه من الأهمية نوجه نداءنا المتجدد إلى الشباب بأن يعي دوره الكبير في بناء الوطن في مختلف الميادين، فيشمِّر عن ساعد الجد باذلاً قصارى طاقته في الإسهام الإيجابي في حركة التنمية الشاملة، متدرعًا بالصبر والأمل، والعزيمة والعمل، والتضحية والإيثار من أجل حياة أسعد وأرغد لا يمكن تحقيقها إلا بالجهد والعرق والتغلب على كل الصعاب التي يمكن أن تعترض الطريق أو تعرقل المسيرة. إن توفير وتطوير برامج التدريب ومناهج التعليم وإنشاء مؤسسات التعليم المختلفة وخاصة التقنية والفنية والمهنية والتوسع في إقامة المجمعات الشبابية التي تساعد على نشر قاعدة الرياضة وتسهم إيجابا في الحركة الثقافية من جهة، وإتاحة الفرصة للمواطن العماني للحصول على عمل مناسب في أي موقع من جهة أخرى ودائما وأبدا، الهدف الأسمى التي تتضافر كل الجهود من أجل تحقيقه وإنجازه. إنها مسؤولية وطنية وتاريخية على الجميع تحملها بكل صدق وإخلاص وأمانة وبروح الإيثار التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه العزيز، حيث قال جل وعلا"ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" صدق الله العظيم.

وتابع جلالته حفظه الله: ففي إطار هذا النهج وانطلاقا من رغبتنا في تنويع مؤسسات التعليم بهدف إتاحة المزيد من الفرص لشبابنا فقد أصدرنا تعليماتنا بإنشاء معهد عالٍ للفنون على أرقى المستويات يضم عددًا من التخصصات التي تؤدي إلى خلق جيل من الشباب يتمتع بمختلف الخبرات الفنية التي يحتاج إليها المجتمع ".

نرفع أكفنا وتلهج ألسنتنا بالدعاء بأن يحفظكم الله تعالى من كل سوء وأن يوفقكم ويثبت أقدامكم ما دمتم على العهد والولاء لوطنكم والوفاء لأهلكم ولسلطانكم ووفقكم في كل عمل تقومون به وفي كل عمل تنفذونه أو تشرعون في تنفيذه  من أجل عمان الخير وللأجيال من بعدكم وفي ذلك صلاح لأنفسكم ولأهلكم .

هنيئاً لكم إخوتي في الوطن ولفكركم النير وعاشت عمان مزهوة ومفتخرة بكم وبالأجيال الذين يأتون من بعدكم وعلى خطاكم سائرون ومسترشدون.