نودّع راحلاً ونستقبل زائراً

 

منى البلوشية

ها نحن ودعنا عاما هجريّا بكل ما فيه من لحظات، حزينة كانت أم سعيدة، التقينا افترقنا وتعاهدنا ووفينا ولن تصبح سوى ذكريات لعامٍ مضى، سنودعهُ بوقفاتٍ من التأملِ لنرى ما قد فاتنا به وما لم نقم به، إنه عامٌ رحل ولن تعود صفحاته، وهاهي آخر ورقة من التقويم للعام الهجري 1439 تسقط،مثلما تتساقط أوراق أشجار الخريف.

ودعنا راحلاً واستقبلنا زائراً جديداً ليفتح لنا آفاقاً جديدة لتحقيق ما لم نحققه فيه، وما لم نستطع إكماله.

هنا قف نظرة تأمل وتحدث مع ذاتك قليلاً دون أن تنظر للوراء كثيراً، فما الذي قصّرت به في جميع النواحي الروحية والاجتماعية والمعنوية فالذي رحل لايعود، تأمل وحاسب نفسك كم من توبةٍ أخرتها وكم مرة أخرت حفظ شيء من القرآن الكريم، وكم من مشروع أخرته وكم من نصيحة كتمتها لمصلحة أناس يحتاجونها منك ولم تقلها فلا تصغرنّ همتك.

فهيا عُدّ لنفسك خطتك الجديدة واستقبل عامك الجديد بفرح وتفاؤل وارمِ آلامك التي بعثرتك، ولملم جراحك قبل أن تفقدها لتكسب نفسك وانهض لإعداد قائمة أمنياتك وأهدافك سجلها لتستطع اللحاق بها، لملم أوراقك التي بعثرتها وأنت في غفلة عنها والتي ذهبت مع الرياح، لملمها واجمع شتات نفسك التي ذهبت دون أن تُعرها وتُعطها أي اهتمام.

فضع نقاطك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، فلنا من الأعوام التي رحلت عِبرة ولنا للهمة تجديد ومع كل تحدٍ سيخرج من داخلك ذلك العملاق الذي قد خبأته منذ سنوات.

فنهالك رسائل لم يحملها البريد بعد ولكنها مازالت في أورواحنا تنتظر من يحملها ويوصلها للعالم الخارجي لتصل لنا، هكذا أرى تلك الروح، هكذا أرى تلك الأرواح؛ تحتاج لمن يوصل لها الرسائل لتتحدى كل الظروف المحيطة بها لتكن أقوى وبهمة عالية.

استقبل عامك الجديد بكل تفاؤل وابتسامة وضع التشاؤم جانباً وابحث عن عالمك المضيء واترك بصمتك في كل مكان وبقلب كل من تمر أمامه، وحتى تلك الدهاليز التي تمر من بينها، استقبله بأملٍ مشرق، فخاطب التقويم الجديد بكلمات تزيد من قوتك وتجدد الإرادة والعزيمة فارسل لنفسك رسائل تحفزك وقلّب صفحات العام الجديد بكل تفاؤل وبوجهٍ طلق بسّام، فأهلا بك عامي الجديد 1440 هجري.

تعليق عبر الفيس بوك