ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (25)


(أ) عُمان والعالم في فكر قابوس القائدالحكيم:
(1) إنَّ إقامة علاقات تعاون وثيقة مع دول العالم كافة، باتت حقيقة قائمة، ونهجا متواصلا لسياسة حكيمة يقودها ربان سفينة هذا الوطن، حتى نظل نبحر ونجني ثمار العمل والاجتهاد.

(2) إنَّ الحرص الرسمي على بناء علاقات دبلوماسية قوية مع مختلف دول العالم تتسم بالمصداقية، تؤكد على قيم التعاون البناء، ينعكسُ في خطوات كبيرة تقوم بها مؤسسات الدولة من أجل أن تتواصل التنمية في البلاد، وأن يظل المواطن الإنسان الهدف الأسمى لهذه التنمية وغايتها، وأن يعمل على حماية ما يتحقق من مكتسبات ومنجزات على أرض الواقع.

(3) المتأمل للسياسة العُمانية الخارجية خلال الفترة الأخيرة، يجد أن ثمة حرصا كبيرا على توطيد العلاقات القائمة مع دول آسيا، خاصة شرق آسيا النامي، الذي بات قوة اقتصادية كبرى أمام اقتصادات أخرى مثل أوروبا وأمريكا.

(4) الامتداد الآسيوي لعُمان يسير في خطوط متوازية مع علاقات عُمان بدول العالم الأخرى؛ فالعلاقات العُمانية مع أوروبا وأمريكا تمضي نحو مستقبل أكثر إشراقا أيضا، ولا يمكن أن يقول أحدهم إن عُمان تتجه نحو الشرق أكثر من الغرب؛ فهذه المعادلات السطحية لا مكان لها في الدبلوماسية القابوسية، التي تركز على بناء علاقات قوية ومتماسكة مع الجميع.

(5) تحافظ عُمان على روابط الأخوة مع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، من العرب وغير العرب.. إنَّ إقامة علاقات تعاون وثيقة مع دول العالم كافة، باتت حقيقة قائمة، ونهجا متواصلا لسياسة حكيمة يقودها ربان سفينة هذا الوطن، حتى نظل نبحر ونجني ثمار العمل والاجتهاد.

(6) صَاغت عُمان، ومنذ بواكير النهضة المباركة، سياسة خارجية حكيمة، عِمَادها الاتزان، وجَوْهرها التعاون؛ وذلك بناءً على رؤية إستراتيجية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أيده الله-

(ب) فلسفة توطيد علاقات عُمان آسيويًّا:
(1) عندما نكتب ونحلل أبعاد المواقف والسياسات العُمانية تجاه مختلف دول العالم، فإننا ننطلق في ذلك من ثوابت وقاعدة أساسية تتمثل في "تعزيز التعاون وترسيخ الشراكات" مع الجميع.

(2) المتأمل للسياسة العُمانية الخارجية، يجد أن ثمة حرصا كبيرا على توطيد العلاقات القائمة مع دول آسيا، خاصة شرق آسيا النامي، الذي بات قوة اقتصادية كبرى أمام اقتصادات أخرى مثل أوروبا وأمريكا.

(3) تتَّجه عُمان نحو عُمقها الآسيوي بكل جدية، وتعمل على تأكيد العلاقات التاريخية التي ربطت البحارة العُمانيين في قديم الزمان مع هذه المناطق من العالم، وتبرز حرصها على استمرارية هذه العلاقات، عبر اتفاقيات اقتصادية ناجحة، وجهود مشتركة للاستفادة من النجاحات التي تحققها هذه الدول في عدد من القطاعات.

(ج) ما هو الدور المطلوب مِنَّا؟
(1) بعد أن أرست الدولة العُمانية قواعد التعاون الدبلوماسي والعلاقات الوطيدة، يتعين على القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال أن يستثمروا هذا التعاون، وأن يعملوا على دعم توجه الدولة نحو تعظيم الاستثمارات الأجنبية على أساس من الشراكة مع نظرائهم في الدول الأخرى.

(2) بالتوازي مع الجهود الرسمية الرامية لتعزيز علاقات التعاون، يأتي دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على هذه العلاقات، وما يُمكن أن تحققه من دعم لنموها؛ فالإعلام العُماني يُمكنه أن يشجع الاستثمارات من خلال التركيز على ما تقدمه المناطق الحرة والاقتصادية للمستثمر الأجنبي، وأن يسلط الضوء على الأرقام والإحصائيات الإيجابية التي تُبرهن على ما يتحقق على أرض الواقع من منجزات، علاوة على الاهتمام بما تكتبه عنا وسائل الإعلام الأجنبية أو المؤسسات الدولية المعنية بمناخ الاستثمار بشكل عام. كل ذلك من شأنه أن يخدم جهود الحكومة الرشيدة في الترويج للسلطنة، والعمل على جذب استثمارات أجنبية مباشرة، فتتضاعف معدلات النمو ويتزايد الإنتاج الصناعي، ويتحقق ما تصبو إليه بلادنا من تنمية ورخاء وازدهار.

(3) أتمنى أن أرى رجالَ أعمال يؤسسون شراكات مع نظرائهم في الصين أو كوريا أو أي دولة ترتبط بعلاقات تعاون معنا، حتى تكون هذه الشراكات دعامة للنمو الاقتصادي، من خلال إنشاء المصانع وافتتاح المشاريع الكبيرة في المناطق الاقتصادية والحرة، بما يضمن توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لشبابنا، علاوة على ما سيمثله ذلك من إضافة للناتج المحلي للبلاد، ويعزز من القيمة المضافة التي يمكن إيجادها للمنتجات المحلية.

(د) الفرصة مواتية الآن في عُمان:
مناخ الاستثمار المحفز والمشجع في عُمان، قادر على استقطاب رؤوس الأمول والخبرات الأجنبية، وأن تتحول عُمان إلى مركز إقليمي في مجالات بعينها، وهي المجالات التي حددتها الخطة الخمسية التاسعة الحالية، وأيضا "رؤية عُمان 2040"، وفي مقدمتها قطاعات الصناعات التحويلية واللوجستيات والسياحة والثروة السمكية...وغيرها.

 

تعليق عبر الفيس بوك