لنحتفل بيوم النهضة بشكل مختلف

خلفان الطوقي

 

يحل علينا هذا اليوم المبارك ٢٣ يوليو وعماننا الغالية تسمو وتعلو وتعيش عصرا ذهبيا، وهذا العصر متجدد من أول يوم مِن تقلد مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ورزقه الصحة والعافية وأطال في عمره، وفي هذا اليوم يتفنن الكتاب والشعراء والفنانون والإعلاميون والموهوبون لإنتاج ما تجود به مواهبهم للتعبير عن حبهم لمولانا السلطان ولعماننا الغالية.

 

لا أحد يقلل من أهمية هذا كله، لكن هناك من وجهة نظري طرق إضافية يمكن من خلالها أن نحتفل بمناسبة عزيزة علينا، على ألا نكتفي بالطرق التقليدية فقط، بل علينا ابتكار طرق مختلفة تتناسب مع الشكل الحضاري والمشرف لعماننا الحبيبة، وقبل أن استعرض بعض الأفكار للاحتفال بيوم النهضة المبارك، علينا أن نجيب عن عدة أسئلة أهمها لماذا نحتفل؟ ولمن نحتفل؟ وماذا يحب المُحتفى به أن يرى على أرض الواقع؟

والإجابة عن هذه الأسئلة يكون هو أننا نحتفل كل عام على المستوى الشخصي أو على مستوى المؤسسات بعد عمل مضنٍ وجهد مستمر وتحقيق أرقام وأهداف وإنجازات تستحق هذا الاحتفال، وأن نقول للمحيطين بنا ها نحن نحتفل بعامٍ جديدٍ من النجاح، وها نحن نجدد وعدنا بأننا سنقوم بالمزيد لتحقيق النجاح في المستقبل، وإذا أردنا أن نضع هذه الصورة على المستوى الوطني العماني، فإننا نحتفل بتولي مولانا السلطان المعظم مقاليد الحكم، ونقول له بأنّ ما رسمته من استراتيجيّات وخطط عليا، فإنّ هناك شعبًا وحكومة مخلصين ومحبين يعملون ليل نهار لتحقيق ما رسمته على أرض الواقع، وأننا مجددون الولاء للوطن الغالي والسلطان الفذ وخدمة المواطن في كل بقعة من أرض سلطنتنا الأبية الشامخة، والإجابة عن السؤال الثالث ترى ماذا يريد منا مولانا السلطان قابوس المجيد؟، هو لا يريد كلمات منمقة أو اشعار بديعة أو أغانٍ حماسية؛ وإن كانت مهمة، لكن مولانا السلطان المفدى يريد منا قياس ما وعدناه وما أنجز فعليا على أرض الواقع، يريد أن يتعرّف على عملنا هل هو عشوائي أم أنّه احترافي مبني على مقاييس أداء قابلة للقياس وتنمو هذه الأرقام سنويا، ويحق لنا أن نحتفل كل عام بعد تحقيقنا لأرقام قياسية تتماشى مع أمنية مولانا المعظم في أن يراها في مختلف المجالات الحياتية التي تنعكس على معيشة المواطن وكل من يعيش أو يزور عماننا الغالية.

يتضح من المقالة هو أنني أدعو إلى الاحتفال بيوم النهضة بطرق إضافية بمعنى أن نقيم أعمالنا على مدار سنة والتأكد مما هو مخطط وما هو منجز، وما هي خططنا المستقبلية فيما يخص النمو في أعمالنا الخدمية التي تقدم للمواطن والمقيم وكل من تتاح له فرصة زيارة عماننا الغالية، وبعدها يمكننا أن نفتخر ونحتفل بكل الطرق الممكنة، وما ينطبق على المؤسسات الحكومية، يمكن أن يطبق على مستوى الفرد أو مؤسسات القطاع الخاص، وكل منّا يمكنه أن يبدع في هذا اليوم المبارك والمناسبة الوطنية الغالية لكل غيور ومحب لهذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبة بإذن الله تعالى.