يا أول الحكاية ووجع النهايات


مها دعاس – سوريا

اغضبي أيتها الحدود المغلقة
اغضب أيها التاريخ و أنت تدفن جثث بتلات زهورنا
طفلا ..طفلا
اغضبي أيتها المساحات الغافية
على أنقاض خاصرتها
بين رحابة التضاريس وضيق صدورهم
بين نقطة عبور وندبة في العمود الفقري لأمة تبتر أعضاءها  منذ نكسة و نكبة بلا خجل

أزيز شساعة الصحراء
ألا تحترقون الآن؟
ألا يلسعكم برد ليلها؟

لا تركعي على ركبتيك يا جدة
لك متسع من البكاء في رحلتك نحو السراب
لملمي هذا الجرح وحدك
فلم يبق ما نخسره

يا طعم الذل في عروقي
يا صوت المظلوم في قلبي
ياذل ما تبقى مني
يا جرحك النازف على جبيني
يا عطشك المتغلغل في يباسي
يا جبروت الصحراء في صدري  
يا أول الحكاية ووجع النهايات
يا بلدي السجين من أول الجرح إلى آخر الخيانة

يا جدة
يا منبت الآلهة و الهواء
ياصبر الأرض
يا رائحة الله
هل جربتم أن تندسوا بين ضلوعها؟
ليعانقكم سهل حوران
"شرشف قصب ومطرز بنيسان "
أرجوكم لا تكافؤها بهذه الصورة
تلك رصاصة لا تخطىء

 قلبها المسكوب على أجسادنا حارا
هكذا يكون آخر العمر ياجدة...!!؟؟
عثر علينا متلبسين بجرمنا

كل الأبواب موصدة
هذه الأرض مفتوحة على الجحيم،
على الزمن الذي لا يعود للوراء،
على الأوقات المرصودة لجِنٍ لَعينِ
مدي يديك للسماء
ستمد السماء يديها لك
 أنصتي الآن
ثمة من يغني
"وإني غريب أسال عن الرفقة"

 

تعليق عبر الفيس بوك