استضافت حلقة "فوانيس الوصال" سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي أمين عام مجلس الدولة الذي تحدث عن حياة القرية التي ينتمي إليها والتي يطلق عليها "القلعة" حيث قال: كان هناك مُعلم القرآن الذي يحرص الأهل من سن ثلاث أو أربع سنوات على أن يجلس الأبناء إليه لتعلم القرآن، والذي يقوم بتعليم مبادئ الدين والصرف والنحو في المرحلة الأولى، ومع تقدم السن تزداد الجرعة، الأمرالذي سهل علينا كثيراً عندما انتقلنا لمرحلة الدراسة.
وأضاف: كنَّا في البداية نذهب إلى المدرسة بالجمل، وبعدها الحمير، ونركب السيارة حتى نصل للمدرسة، وهناك كان لدينا سكن داخلي، وبعض الأهالي يصطحبون أبناءهم، لكن أنا على سبيل المثال في السنة الأولى كنت وحدي، ولدي مجموعة من أبناء عمي، وفي بداية السبعينات قررت والدتي ترك كل شيء لتذهب معنا ولتشرف على تعليمنا، وهو شيء يدعو للفخر.
وأكمل السعيدي: الوالدة كان لها الأثر الكبير، فعندما أنهيت البكالوريوس وكانت بدايات القضاء الجزائي، عملت وفي مراحل التأسيس الأولى لم تكن هناك فرصة لاستكمال الماجستير، هناك انشغالات كثيرة ولكن بعد فترة أنهيته.
وأضاف: هناك تكافل اجتماعي رائع في القرى، ويتم من أموال الوقف ابتداء من الكفن ووصولاً إلى المدرسة ومستمر إلى الآن، فكانت الأسر المحتاجة يتم توزيع لحوم وحبوب من بيت المال وذلك حتى لا يشعروا أنهم المستهدفون ويصار إلى الموضوع يوزع على الجميع، وفي وقت الإفطار يخرج الجميع ليفطر مع بعض وكل أسرة بحسب إمكانياتها بما يتيسر معها وهناك جو روحاني وأسري، خاصة وأن هناك الكثير من العمانيين يتغربون وأسرهم لا تشعر بغيبتهم.