ميسي.. مشكلة الأرجنتين؟!

حسين بن علي الغافري

لعل هزيمة الأرجنتين الكبيرة أمام إسبانيا في المُباراة الودية كانت أبرز الأحداث الرياضية في فترة التوقف الدولية. الموضوع أبعد من أن تكون سقطة نحتكرها في قضية الوقوف على أبرز نقاط الضعف ومحاولة إصلاح ما يمكن قبل أن تبدأ فترة الجد التي لن تتاح فيها الفرصة للتدارك. فكيف لمنتخب يُعدّ واحدا من المنتخبات التي يُحسب لها ألف حساب ويضم أسماء عملاقة تتواجد في كبرى الدوريات العالمية أن يسقط بهذه الطريقة وبهذه النتيجة. ولعل من الإيجابيات التي أظن أنّها ستكون مفيدة في الفترة الحالية هو السقوط المرّ بهذه النتيجة أمام الإسبان، لماذا؟ لأن هزيمة من هذا النوع وما خلّفته من ضجة ومانشيتات صحفية وحملات مشككة في ذهاب المنتخب لأدوار متقدمة سيحرك كل الحجارة الراكدة ويُعيد الحسابات بشكل مختلف عما جرت عليه في الفترة الماضية، ويجعل البناء والتخطيط المضاعف أمراً لابد منه.

يقال بأن ما يحصل في المنتخب الأرجنتيني له سبب واحد فقط وهو نجمه الأول ميسي. كُل الهزائم والكبوات نُسبت إليه سواء شارك في المباراة أو لم يشارك. ولعل تفسيرات من يقول ذلك بأن ميسي متسلط في اختيارات المدرب وهو الآمر الناهي. يختار من يلائم طريقة أدائه ويبعد من هو عكس ذلك. وشخصياً لا أوافق هؤلاء كون العلة الأولى تبرز في أن المنتخب وإدارته الفنية والجماهير يبرزون المنتخب الأرجنتيني بطريقة تجعل الكل يدرك أنهم يلعبون عليه ويبنون الخطط عليه وكيفية تمويله بالكرة ليبدأ بعمل الفارق!. وهنا المشكلة.

وحتى يتدارك المنتخب كل أصابع الاتهام التي تطاله والتي خلقت شكوكا وتنبؤات بأنَّ مشواره في النهائيات القادمة قصير جداً وأقصر مما نظن. على المُدرب بدرجة أولى جهد كبير للغاية. أولاً، عليه إبعاد الحالة السلبية التي أوجدتها الهزيمة الماضية وتحويلها من سقطة مرّة إلى مباراة إيجابية كشفت نقاط الضعف وما يترتب الوقوف عليه وتصويبه. ثانياً، المنتخب غني بالكوادر البشرية التي يملكها، وكُل اللاعبين مسؤولون عن النتائج السلبية والإيجابية التي قد تحدث مستقبلا. الفوز للجميع والخسارة للجميع. وليس الفوز مصدره ميسي والخسارة سببها ميسي أيضاً. أو كما يُقال بأن للفرح ألف أب وللحزن أب واحد. ثالثاً، على المدرب استثمار موهبة ميسي وإذابتها في عمل جماعي منظم. الفريق يجب أن يلعب منظومة متكاملة ميسي جزء منها .. عمله متسق مع عمل البقية.

إجمالاً، يبقى المنتخب الأرجنتيني رقما صعبا في كل مشاركاته. مثل هذه الكبوات في اللقاءات الودية متوقعة. والمعاناة في مشوار التأهل متوقعة كذلك. ولنا في التاريخ كثير من العبر، لعل آخرها في نهائيات كأس العالم ما حدث للمنتخب البرازيلي في مشوار تأهله لنهائيات كوريا الجنوبية واليابان.. ولكن بعد ذلك حقق اللقب وقدم بطولة تعد من أجمل البطولات التي كسبها. الموضوع قد يختلف وقتها، والحسابات ستتغير في مباريات إقصائية تحسم في جزئيات صغيرة.