لماذا على برشلونة الحذر؟

 

حسين الغافري

 

عادت بطولة دوري أبطال أوروبا من جديد وعادت معها الإثارة المُعتادة التي تتمتع بها البطولة. كما يعلم الكل فإن التنافس يبلغ حدّه في أبطال أوروبا، والتوقعات كثيراً ما تُخالف القراءة الأولى والسريعة. لذلك صدق من قال إن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بطولة خصبة جداً لمحبي كرة القدم الحقيقية والباحثين عن المتعة الدسمة. ففي الأسبوع الماضي شاهدنا تنافسية عالية في جل المباريات، ولكن المباراة الأكثر بروزاً كانت القمة بين ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي. المُباراة كانت مثيرة واستفاق منها الملكي وعاد لهوايته ومكانه المُحبب في أن يكون الرقم الصعب في المنافسة الأوروبية. خبرة وعراقة وذكاء في التعامل مع هكذا مباريات.. أضف إلى ذلك أنّ البطولة اقترنت بالملكي واقترن بها.. مع ذلك لا نستبق الأحداث.

 

هذا الأسبوع ينتظر العاشق الحقيقي لكرة القدم مباريات كبيرة ومن طراز عالٍ. ولعل الأنظار ستكون موجهة بقوة إلى ملعب ستامفورد بريدج معقل نادي تشيلسي الإنكليزي عندما يستقبل العملاق الكتلوني برشلونة. المباراة ليست بحاجة إلى مقدمة طويلة في تقديمها. ولعل العودة إلى سجل الذكريات بين الفريقين يجعلنا نستذكر بشكل مباشر "غدارة إنييستا" كما وصفها المعلق الرياضي المعروف عصام الشوالي، في المباراة المجنونة التي كانت مثيرة في أحداثها وقراراتها التحكيمية. المباراة عبر من خلالها النادي الكتلوني إلى نهائي روما عام 2009. والحقيقية أن أغلب مباريات الفريقين دائماً ما تكون صعبة ومعقدة. النادي الإنكليزي تشيلسي يلعب بطريقة لعب مزعجة بالنسبة لبرشلونة؛ فريق صعب المراس خصوصاً على أرضه.

 

فنياً، برشلونة يتفوق على تشيلسي بنسبة لا بأس بها من ناحية الخبرة في البطولة الأوروبية وكذلك الإمكانيات والقيمة السوقية للاعبين. ولكن مع ذلك فأدوات "البلوز" ممتازة وتُقّدم المطلوب بكفاءة. برشلونة حتى يفوز بحاجة إلى استماتة قوية في الدفاع وكثافة عددية في خط المنتصف، بحاجة إلى ثبات بالكرة وثبات بدون كورة، أيضاً الاستحواذ والسيطرة بدون أخطاء مهم جداً ويربك تشيلسي. النادي الكتالوني بحاجة قبل أي شيء ألا يطمع في المباراة مبكراً، فهذه الأدوار تلعب من جزءين لا من جزء واحد، ولأنّ هدفا مبكرا من البلوز سيرفع معنويات المستضيف. في المقابل تشيلسي أمام خيار وحيد وهو الخروج بنتيجة إيجابية قدر الإمكان. بحاجة إلى ممارسة عادته في الانضباط التكتيكي بالخلف ووسط الميدان، وهذه الجزئيات لا يغفلها مدرب إيطالي إطلاقاً، فهي من صميم فهمهم للكرة. تشيلسي مؤكد بأنّه لن يغامر ويطمع باللقاء في بدايته، ولكن لربما يخطف هدفا في أول ساعة يحررهم ويمنحهم الثقة. ولعلي استمتع بمباراة من هذه النوع عندما يُصعِّب فريق بحجم تشيلسي الوصول إلى منطقة الجزاء والاختراق. ويمكن القول أنّ هذه المباراة خاصة للنجم الأرجنتيني ميسي كون تشيلسي الفريق الوحيد الذي لم يتمكن من التسجيل فيه. إجمالاً لن نستبق الأحداث ونراهن على طرف، فمؤكد أنّ الرهان لن يصدق إلا من باب الصدفة.. لننتظر ونرى.