توصيات طموحة تسعى للارتقاء بمستوى الخدمات وتأهيل الكوادر الوطنية

3500 مشارك في مؤتمر المستشفى السلطاني الدولي الأول.. والخبراء يناقشون المستجدات بمختلف التخصصات الطبية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ 228 محاضرًا من داخل وخارج السلطنة ناقشوا آليات مواكبة المتغيرات

◄ 280 ورقة عمل تتضمن حصى الكلى والعمليات الجراحية والسرطانات والأورام

 

مسقط- الرؤية

تصوير/ خميس السعيدي

 

اختتمت بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض أعمال مؤتمر المستشفى السلطاني الدولي الأول، الذي نظمته لعدة أيام وزارة الصحة ممثلة في المستشفى السلطاني بالتعاون مع المجلس العماني للاختصاصات الطبية والجمعية الطبية العمانية.

ورعى افتتاح المؤتمر صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي، بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، وعدد من أصحاب السمو والسعادة، وجمع غفير من المسؤولين والمدعوين والمشاركين.

وقال الدكتور باسم البحراني مدير المركز الوطني لعلاج الأورام بالمستشفى السلطاني، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إنّ المؤتمر يعد الأول من نوعه في السلطنة، من حيث فكرته؛ حيث تم تنظيم مجموعة مؤتمرات داخل المؤتمر تمثل أغلب تخصصات المستشفى السلطاني تقام بالتزامن مع بعضها البعض. وأضاف أنّ المؤتمر شهد مشاركة محلية ودولية واسعة زادت عن 3500 مشاركًا من الفئات الطبية والطبية المساعدة من مختلف تخصصات علم الطب من المستشفى السلطاني، ومختلف المؤسسات الصحية في محافظات السلطنة، ومن القطاع الخاص والجمعيات والروابط الأهلية، إضافة إلى مشاركين آخرين من دول مجلس التعاون.

وقد حاضر في المؤتمر 228 محاضرا مثلوا نخبة المحاضرين والخبراء والمتخصصين في تخصصات الطب المختلفة من السلطنة ودول مجلس التعاون ومن مختلف دول العالم، قدموا من خلال (84) جلسة علمية مستجدات تخصصات علم الطب المختلفة.

وتمثلت التخصصات التي شملها مؤتمر المستشفى السلطاني الدولي الأول في: التخدير، العناية الحرجة للبالغين، الأطفال، الباطنية، المختبرات الطبية (علم الأحياء الدقيقة، علم الكيمياء الحيوية، علم أمراض الدم، علم أمراض الأنسجة (الهيستوباثولوجي)، الصحة الوراثية، الأورام، التمريض، الطب النووي، الأشعة؛ طب النساء والولادة، الصيدلة ومستودعات الأدوية الطبية، الجراحة (الجراحة العامة، جراحة الأورام السرطانية، المسالك البولية)، التدريب والتطوير المهني، الحوادث والطوارئ.

وهدف المؤتمر إلى استعراض آخر ما توصل إليه علم الطب في تخصصات المؤتمر، والاستفادة من الخبرات العلمية الإقليمية والدولية المشاركة، والاطلاع على جديد شركات الأدوية والمعدات الطبية من التقنيات والأدوية والأجهزة. وقد ناقش المؤتمر الكثير من المواضيع التخصصية من خلال (280) ورقة عمل منها: المستجدات المتعلقة بحصى الكلى في السلطنة، والإجراءات العلاجية لإصابات الحالب علاجي المنشأ (تجربة المستشفى السلطاني)، وكيفية التعامل مع الجانب المظلم من العملية الجراحية، وسرطانات الجهاز التناسلي البولي، وإبراز أوجه السلامة الإشعاعية المتعلقة بالطب النووي، والاضطرابات الوراثية والاستقلابية في السلطنة، والأورام وأمراض الأعصاب الوراثية، وأمراض الدم الوراثية الخبيثة، وسرطان الثدي في السلطنة من عملية الاستئصال الجذري للثدي حتى عصر الجراحة التصحيحية للثدي بعد استئصال الأورام، وإمكانية إجراء جراحة لعلاج ارتجاع المريء ونتائجها (تجربة المستشفى السلطاني)، والرعاية الصيدلانية للمريض في النظام الصحي المستقبلي، والطرق الحالية لمعالجة أورام الخلايا الكبدية، واستعراض العمليات الجراحية للحالات المصابة بأمراض البنكرياس، وأسس التشخيص بمساعدة الحاسوب وتطبيقاته السريرية، والصياغة الهيكلية لإعداد تقارير الأشعة، والدبلوم الأوروبي في الأشعة، وتسليط الضوء على استخدامات الطب النووي لأمراض الكلى، والاطلاع على الاتجاهات الراهنة الخاصة بالتصوير الاشعاعي النووي للقلب والأوعية الدموية، والتعرف على أحدث تطورات التكنولوجيا المستخدمة في الأشعة المقطعية وجهاز SPECT، وآفات الأوعية الدموية للكبد، الأورام السرطانية الكبدية الحميدة، وطب الأجنة، وطب الأمومة، وحالات الحمل المعرضة لخطورة عالية، والأورام السرطانية لدى النساء، وأمراض الغدد الصماء والجهاز التناسلي.

ومن أوراق العمل الأخرى التي استعرضها المؤتمر: التثقيف السريري، والبحوث الخاصة بمجال التمريض، والقيادة، وتشخيص الأمراض الميكروبية، وفيروس كورونا، وإدارة المختبرات، والجودة والسلامة في ممارسات التخدير، ومناقشات حول سلامة المرضى، ومناقشة مواضيع السلامة في الحوادث الحرجة وإدارة الأزمات أثناء التخدير، وما يمكن تعلمه من الأخطاء، والكيمياء الحيوية الأساسية (متلازمة التمثيل الغذائي، الدهون، البورفيريا)، والعلامات البيوكيميائية (تعفن الدم، متلازمة الشريان التاجي الحادة، الورم النخاعي المتعدد، سكري الحمل)، والمستجدات في فحص ومراقبة سكري الحمل.

وقُدمت خلال المؤتمر أوراق عمل حول: طب الطوارئ، وأمراض الجهاز الهضمي، ووحدة العناية الفائقة، وآخر المستجدات في علاج السكتة الدماغية لدى الأطفال، وأورام المخ الخبيثة لدى الأطفال في السلطنة، ومتلازمة الصرع وآخر مستجداتها، والتحديات في علاج التهاب القصبيات، وحزمة العناية الحرجة، وآخر المستجدات في علاج تعفن الدم، وآخر التطورات في مجال الرعاية العصبية، وآخر مستجدات متلازمة الشريان التاجي الحادة (ACS) بالنسبة لأطباء الطوارئ، والازدحام في قسم الطوارئ، وتجلط الدم، واعتلال الهيموجلوبين، وبنوك الدم، وزرع الخلايا الجذعية، والغدة الدرقية، والآفات الشائعة لعظام وأنسجة الرأس والرقبة، وأورام الخلايا، وآخر المستجدات حول مرض الربو، والتطورات المتعلقة حول اضطرابات التنفس أثناء النوم، والحساسية المفرطة، واعتلال الكلية بسبب داء السكري، والمشاكل الطبية بعد زراعة الكلى، وعلاج الإغماء أو الدوخة، وصحة المسافر، وآخر المستجدات في الأمراض المعدية، وقصور القلب الاحتقاني، والتهاب الأوعية الدموية.

وقالت الدكتورة سمية بنت جمعة العريمية استشاري أول أمراض الصدر والحساسية إن المؤتمر الأول للمستشفى السلطاني طرح عدة توصيات خاصة بانتشار امراض الربو والحساسية لدى الأطفال وازدياد معدلات الترقيد ونوبات الصدر، وضرورة تقديم العلاج للأطفال المشخصين بمرض الربو خصوصا في أوقات الشتاء، وازدياد عدد المشخصين بمرض التليف الرئوي في السلطنة، وضرورة الفحص المبكر قبل الزواج للحد من انتشار المرض، والفحص المبكر لتشخيص أمراض النوم لدى الأطفال.

وحول أبرز أوراق العمل التي تناولها المؤتمر، أوضحت العريمية أن هناك ورقة عمل عن العلاجات الحديثة في مجال السيطرة على أمراض الربو والحساسية لدى الأطفال، والتحدث عن انتشار مرض التليف الرئوي في السلطنة وضرورة الفحوصات الوراثية قبل الزواج وأهم العلاجات الجديدة في مجال التليف الرئوي ومدى الاستفادة منها.

وقالت شكيلة بنت أحمد بن سالم الحبسية رئيسة لجنة مؤتمر التمريض إن مؤتمر التمريض يحث العاملين في مجال التمريض بالسلطنة سواء الهيئات التعليمية والكوادر التمريضية والطلبة، على شحذ مهاراتهم في التفكير النقدي واستخدامها كأداة للتعليم الذاتي وبالتالي تحسين جودة الممارسة، كما إنّ دمج نماذج الممارسة المتقدمة والكفاءة السريرية في الدورات التدريبية الإلكترونية من شأنها تطوير مهارات الكوادر التمريضية في كافة المجالات الإكلينيكية.

وقال الدكتور بدر بن أفلح بن سالم الحضرمي استشاري جراحة وحدة جراحة السمنة والجهاز الهضمي بمؤتمر الجراحة العامة إن أوجه الاستفادة منه للمشاركين كانت عمليات السمنة من العلوم الطبية الجديدة، داعيا جراحي العموم إلى التعرف عليها وعلى كيفية التعامل مع المشاكل والتعقيدات المتعلقة بالجراحة. ولفت إلى أن مرض سرطان الثدي من الأمراض المنتشرة في السلطنة، وأن الكشف المبكر عن هذا المرض يساعد في الحصول على نتائج ممتازة في العلاج. وأوضح أن مرض سرطان الكبد من الأمراض التي علاجها قد يكون بزراعة الكبد والتي بدأت مؤخرا في السلطنة، كذلك جراحة الأوعية الدموية من الجراحات الدقيقة والتي يكون التدخل الجراحي فيها عن طريق المساعدة بالتدخل بالأشعة يساعد في الحصول على نتائج ممتازة، مضيفا أن جراحة القولون والمستقيم عن طريق المنظار الجراحي وصلت إلى مراحل متقدمة في المنطقة وبنتائج جراحية ممتازة.

فيما قال علي بن أحمد الرواحي مدير دائرة الصيدلة بالمستشفى السلطاني إن مؤتمر الصيدلة المصاحب للمؤتمر الدولي خرج بتوصيات تدعو لإدماج طلبة البكالوريوس في السنة الأخيرة وطلبة الماجستير في البحوث ذات العلاقة، بأقسام الرعاية الصيدلانية في المستشفيات، وكذلك الابداع والتطوير فيما يخص الممارسة الصيدلانية العملية في المستشفيات والمراكز الصحية واستخدام لين في تطوير ورفع الكفاءة لتقليل أخطاء طبية ورفع مستوى الأمان للمرضى.

أما الدكتورة فريال بنت علي اللواتية -استشارية أولى بالأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني- فذكرت أن مؤتمر الطب الباطني وحلقة الأمراض المعدية خرجا بتوصيات طالبت بضرورة تثقيف الأفراد من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية في حالة السفر والانتقال، علاوة على آخر المستجدات في علاج المرضى المصابين بالإيدز وأهمية العلاج المبكر واستخدام العلاج الفعال الآمن.

وقالت الدكتورة خالصة بنت زهران النبهانية استشارية طب نووي وأشعة عامة عضو اللجنة المنظمة واللجنة العلمية للمؤتمر في مؤتمر الطب النووي والأورام: "استعرض المؤتمر آخر ما توصل إليه الطب النووي وبخاصة في مجال الأشعة المقطعية البوزيترونية والأشعة المغناطيسية البوزيترونية". وأضافت أنّ الحضور استفاد من الخبرات العلمية للمحاضرين من المستشفى السلطاني ودول الخليج والمملكة المتحدة، حيث جرى مناقشة كيفية تحسين جودة الخدمات المقدمة من قسم الطب النووي لتواكب المستويات العالمية والإقليمية بما يصب في مصلحة المريض.

وأشارات إلى أنّ من أبرز أوراق العمل التي تناولها المؤتمر: مقارنة الأشعة المقطعية البوزيترونية بالأشعة المغناطيسية البوزيترونية في تشخيص الأورام، وآخر المستجدات في تشخيص وعلاج أمراض القلب، وكيفية التقليل من خطر التعرض للإشعاع في مجال التصوير المقطعي الجزيئي.

من جانب آخر، قالت الدكتورة موزة بنت عبدالله السلمانية مديرة دائرة أمراض النساء والولادة في المؤتمر الدولي الأول للمستشفى السلطاني ممثلا بقسم النساء والولادة، إنّ المؤتمر خرج بتوصيات طالبت بضرورة الفحص الجيني الوراثي للأمراض الوراثية، وفحص فيروس الورم الحليمي (HPV) البشري، وأخيرا توسيع عيادات الحوامل المختصة بأمراض سكري الحمل.

وتناول المؤتمر أوراق عمل عدة، ناقشت جوانب مختلفة تغطي معظم التخصصات الفرعية لأمراض النساء والولادة، كما تم استعراض المستجدات في الرعاية المقدمة في كل من الأمراض الباطنية مع الحمل؛ مثل أمراض السكري والدم والضغط الأمراض الجينية، وأهمية الفحص المبكر للتشوهات الخلقية، والطرق الجديدة في مجال التعامل مع حالات المشيمة الملتصقة، إلى جانب التحديات من مجال تأخر الحمل والعقم والإجهاضات المتكررة الأمراض السرطانية ذات الصلة بالجينات الوراثية وكيفية الوقاية منها.

وقال الدكتور يونس بن إبراهيم البلوشي استشاري أمراض الجهاز التنفسي للأطفال إنّ مؤتمر صحة الطفل المصاحب للمؤتمر الدولي شهد خلال 3 أيام تقديم أوراق عمل وبحوث خلصت إلى توصيات مهمة، منها ما هو مطبق في السلطنة ومنها ما هو محل التطبيق والتنفيذ؛ مثل تطبيق الممارسات الطبية الموصي بها عالميا في طب الأطفال، والوقوف على كل ما هو جديد في تخصص صحة الطفل، واتخاذ آليات قابلة للتطبيق لتنفيذها في السلطنة، علاوة على اعتماد دراسات جديدة مبنية على دراسات عالمية سابقة لدراسة جدوى تطبيقها في مستشفيات السلطنة وتشجيع المزيد من البحوث الطبية في مجال صحة الطفل بكافة تخصصاته وتنويعها بما يتناسب مع حاجة مستشفياتنا وإيجاد آليات معينة لتحفيز المزيد من البحوث العلمية في المجال.

وأضاف البلوشي إنّ من أبرز أوراق العمل التي تناولها المؤتمر أمراض الجهاز التنفسي للأطفال مستجدات مرض الربو والتليف الكيسي والتهابات الصدر للأطفال وأمراض الجهاز العصبي وأساليب التشخيص والعلاج الحديثة وأمراض الجهاز الهضمي والكبد عند الأطفال، وأمراض الدم والأورام عند الأطفال والاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.

فيما تطرقت الدكتورة منال بنت خليفة بن عبدالله الكندية استشاري أول علم كيمياء حيوية وأمراض الدهون السريرية رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر إلى مؤتمر طب المختبرات فرع علم الكيمياء الحيوية، وقالت إنّ المؤتمر دعا إلى تبادل الحضور من أطباء وفنيين من داخل وخارج السلطنة في الممارسات المختبرية الجيدة، بما يساهم في إعطاء النتائج في أسرع وقت مع ضمان الجودة والفعالية. وتابع أنه جرى مناقشة آخر ما تم التوصل إليه من فحوصات الكيمياء المختبرية السريرية القريبة من المريض التي تسهم في التشخيص والعلاج وبخاصة للحالات الطارئة.

إلى ذلك، قام الدكتور قاسم السالمي مدير عام المديرية العامة للمستشفى السلطاني بتكريم المنظمين للجهود التي بذلوها في المؤتمر لأعلى مستوى من النجاح.

وشهد المؤتمر تنظيم حلقات عمل أخرى، مصاحبة للمؤتمر وعدة اجتماعات علمية، ومعرضا مصاحبا لشركات الأدوية والمعدات الطبية.

تعليق عبر الفيس بوك