- نخبة من المثقفين والمفكرين من داخل وخارج السلطنة تعزز المشهد الثقافي
- الجمهور يشيد بمضامين المهرجان والأفكار الجديدة
- أنشطة الترفيه والتسلية تستقطب الكبار والصغار
ودّع مهرجان مسقط مساء أمس السبت زواره وضيوفه لهذا العام بعد 24 يومًا من التألق والإبهار، أشاد من خلالها زوار مهرجان مسقط وضيوفه من داخل وخارج السلطنة بالمضامين والفعاليات التي زخرت بها مواقع الفعاليات وتنوّعت وراعت مختلف الأذواق والأعمار.
وجاءت دورة المهرجان لهذا العام تحت شعار "لنحتفل معا"، حيث استمر المهرجان في بريقه المتصاعد منذ انطلاقته في 18 من الشهر الماضي وحتى يوم الختام؛ مثريا السياحية الداخلية، ولمقومات محافظة مسقط العامرة بالأصالة والتجدد، وليوثق المهرجان صفحات جديدة وفق مضامين متنوعة وأهداف واعدة أمام المجتمع، الذي هو بدوره أسهم في إنجاح ما تحقق ويتحقق في دورات المهرجان المتعاقبة.
وشكل المهرجان بكل ما يحتويه من مفردات ومعانٍ وفعاليات وبرامج لوحة بانورامية احتضنت الثقافة والأصالة والتراث والعراقة والفن.
فعاليات متنوعة
لمدة 24 يومًا عاش زوار مهرجان مسقط مع العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي احتضنتها وأبرزتها مدينة فنون التسلية والألعاب الكهربائية المثيرة وألعاب المهارات. كما احتضن المهرجان معارض الشركات الراعية وعرض الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال علاوة على العروض الأخرى المثيرة التي تحبس أنفاس الجمهور. إضافة إلى المعرض التجاري العالمي حيث اختصر مساحة العالم دولا وشعوبا في مكان واحد وتحت سقف المحبة والألفة، وفي كل مرة تتسع المشاركة أكثر وتنضم بلاد جديدة، ويمثل المعرض التجاري العالمي تعبيرًا خالصا عن التلاحم بين الدول المشاركة مهما تعددت الواجهات والأبواب ولكنّها تلتقي جميعها في مهرجان مسقط في مشهد جميل يختصر العالم في مساحة واحدة.
تنشيط للسياحة
لعب مهرجان مسقط دوراً كبيراً في ازدهار القطاع السياحي ولفت الأنظار إلى الميزات التي تتمتع بها محافظة مسقط كوجهة سياحية وترفيهية من الطراز الأول. ويعد نجاح مهرجان مسقط ثمرة التعاون والتنسيق والرؤية المشتركة بين القطاعين العام والخاص والذي ترك تأثيراً إيجابياً على اقتصاد البلاد من الحركة السياحية حيث يستقطب مهرجان مسقط العديد من السياح من مختلف الدول وخاصة الدول الأوروبية التي تبحث عن الدفء والطقس المعتدل في هذا الوقت من السنة الذي يكون فيه جو أوروبا صقيعا.
ألعاب وترفيه
من خلال عشرات الألعاب التي وفرتها منطقة الألعاب تجد الأمهات والآباء الوجهة الوحيدة التي تتيح لأبنائهم قدرًا من الخيارات التي يستفيدون منها ويختبرون عبرها أحاسيس جميلة تختلط فيها مشاعر الفرح والمغامرة حيث تشكل منطقة الألعاب مقصدا مهمًا للجميع لأنّها ليست عادية بل هي مدينة مصغرة تشمل على كم كبير من وسائل الترفيه التي تعطي الزائر دافعا حقيقيا للعب واكتشاف القدرات وحب المغامرة.
مأكولات عمانية
كان المطبخ الشعبي العماني بقدوره ومراجله الكبيرة وموقد الحطب المشتعل حاضر بكل مظاهره التقليدية في المهرجان وهو من الفعاليات التراثية المحببة لدى الزوار، لتذوق أشهى المأكولات العمانية التي تجذب إليها المواطنين والمقيمين والسياح الأجانب، ويتسنى للجمهور من مختلف أنحاء العالم التعرف على عاداتنا الاجتماعية في الطبخ وكيفية إعداد الموقد من خلال صانعي الحلوى في المراجل الكبيرة بنكهات متعددة، وفي الهواء الطلق وبعض الخبازات اللاتي يقدمن أصنافاً مختلفة من الخبز مثل الرخال والرقاق واللقيمات الشهية بلونها الذهبي والدنجو والباقل، بجانب العديد من الطبخات العمانية المشهورة مثل الهريس والثريد والباجلا والنخي.
الفنون الشعبية
حفل مهرجان مسقط 2018 بالعديد من العروض الفنية الفولكلورية والتي تأتي من مختلف أنحاء العالم لتعريف زوار المهرجان بثقافة وتقاليد بلادهم؛ لكن الأبرز هو الفن الشعبي العماني، حيث تحظى فرق الفنون الشعبية العمانية بإعجاب العديد من زوار المهرجان حيث تلفت حركاتهم السريعة نظرك وتشدك رقصاتهم المتتابعة بنسق وانتظام.
وتقوم هذه الفرق بتأدية الفنون العمانية التراثية والشعبية بجميع أنواعها والتي تتمثل بفنون السيف مثل فن الرزحة والعيالة واليولة وفنون البادية كالونّة والتغرود وفنون البحر وفنون المناسبات الاجتماعية مثل البرعة والهبوت وغيرها من الفنون التي يمارسها الرجال والنساء معا.
متنزه النسيم العام
احتضن متنزه النسيم العام العديد من الفعاليات منها العرض الصيني للديناصورات المضيئة والذي يتضمن مجسمات مضيئة مختلفة الأشكال والأحجام مستوحاة من البيئة الصينية ومصممة بشكل جميل وملفت للانتباه. إلى جانب فعالية البينتبول وهي لعبة ترفيهية مليئة بالمرح والتسلية. واستحدث في متنزه النسيم العام كذلك مشاركة الفرق الشبابية التي قدمت عرضا للسيارات الكلاسيكية، ومشاركة فريق كلاب ألفا وهو فريق يقوم بعروض بهلوانية مع الكلاب من خلال القفز والمطاردة ومن ضمن المشاركات الشبابية فريق باركور عمان الذي قدم عروض الجمباز والقفز على الحواجز، بالإضافة إلى تقديم فريق سكيت عمان لعروض التزلج الجماعية والمنفردة. كما تشتمل فعاليات متنزه النسيم كذلك على عدد من البرامج والأنشطة التعليمية والابتكارية والترفيهية للطفل لتنمية قدراته المعرفية وإبداعاته وصقل هواياته أبرزها قرية الأسرة ومسرح الطفل، ومتنزه الفنون والتسلية، ومشاركة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات الخدمية.
كما تضمّنت فعاليات مهرجان مسقط 2018م افتتاح معرض الصور للمجلس البلدي لمحافظة مسقط في الخيمة الحكومية بمتنزه النسيم العام وذلك تحت رعاية الشيخ يحيى بن ناصر الحراصي نائب رئيس المجلس البلدي لمحافظة مسقط، حيث وثق المعرض محطات زمنية متعاقبة للمجلس البلدي بمحافظة مسقط منذ بداية تأسيسه وحتى الآن.
المسرح الرئيسي
أما المسرح الرئيسي فشكل عامل جذب مهم لكثير من زوار المهرجان؛ لمشاهدة عروض مختلفة للفرق العالمية، وأيضا الحفلات الغنائية الساهرة، حيث استقطب المسرح عددا من الفنانين العمانيين الذي ألهبوا حماس الجماهير بوصلاتهم الغنائية الرائعة.
متنزه العامرات
شهد متنزه العامرات باقة متنوعة من الفعاليات أبرزها القرية التراثية العمانية، والتي تجسد من خلال أركانها المختلفة القرى العمانية بثراء تراثها وتنوعها، حيث تبرز هذه القرية مختلف الفنون الشعبية والأعمال التراثية التي تتمتع بها السلطنة والموروث الشعبي، بالإضافة إلى الصناعات الحرفية والفنون التقـليدية والألعاب الشعبية والسوق الشعبي في القرية الذي يهدف للترويج للتراث العماني، وإضافة إلى القرية التراثية يوجد المعرض التجاري الذي يضم سلعا ومعروضات متنوعة من دول مختلفة الجنسيات، وبمشاركة من أصحاب المشاريع والمؤسـسات الصغيرة والمتوسطة. كما تتضمن الفعاليات متنزه الفنون التسلية بالإضافة إلى عروض الساحات كعروض اللهب، والأكروبات، والفرق الاستعراضية الفنية، والألعاب النارية.
وتزينت مسارح منتزه العامرات العام بعروض السيرك العالمية المبهرة والمتنوعة والتي تتلاءم مع الكبار والصغار والعائلات، والتي تقدم عروضا شيقة، حيث شهد المسرح الرئيسي بمتنزه العامرات عروضا عالمية للفرقة البريطانية التي قدمت العديد من العروض اليومية، والتي يتقدمها عرض القصة المشهورة "الحسناء والوحش" كما قدمت بشكل يومي على مدار أيام المهرجان الفرقة الروسية عروضها اليومية. وقدمت الفرقة عددًا من العروض الإكروباتية المتنوعة.
وتواصلت طيلة أيام المهرجان العروض الكرنفالية المتنوعة، والشخصيات الكرتونية التي تتجول بميدان المهرجان للمساهمة في اكتمال المشهد الاحتفالي بالمهرجان، ويستوقف الأطفال العديد من المشاهد والتقاط الصور التذكارية مع تلك الشخصيات.
كما تضمنت الفعاليات تنظيم معرض سجل الزيارات السامية الذي يحتوي ما خط به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - بيده الكريمة من كلمات خلال زيارات جلالته للعديد من المرافق الحكومية أو تلك التي رعى جلالته حفل افتتاحها، إضافة إلى الكلمات التي كتبها جلالته في سجل الزيارات لبعض الدول، ويحمل المعرض الكثير من المعاني، ويستلهم من خلاله الجميع جمالية الخط العربي الأصيل الذي يتميز به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم.
وشاركت الهيئة العامة للوثائق والمحفوظات بمعرض يتمكن من خلاله الزائر من التعرف على تاريخ الوثائق العمانية ووثائق الأصول التي تتحدث عن عُمان منذ العصور الحجرية ثم عُمان ما قبل الإسلام وكافة المراحل إلى عصر النهضة المباركة.
مرح الطفولة
الاحتفال الحقيقي المذهل عند سماع ضحكات الأطفال ومشاهدة الابتسامة تملأ محياهم وتتزين وجوههم بأجمل رسومات الوجه بالشخصيات الكرتونية والرسومات الجميلة، مستمتعين بالألعاب الأكثر إثارة ومغامرة وبألعاب متجددة؛ كالألعاب الكهربائية ذات الإضاءات بألوانها الجذابة اللامعة، والألعاب المائية والبالونات العائمة والقوارب المائية، إضافة إلى ألعاب اليانصيب وألعاب الألغاز والذكاء، وحديقة الألعاب في الهواء الطلق، وسداسيات كرة قدم للأطفال.
الفعاليات الثقافية
أقيمت خلال مهرجان مسقط 2018 عدد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والمسرحية التي تميزت بتنوعها، وتحظى الفعاليات الثقافية بنصيب كبير من الاهتمام في المهرجان من قبل الزوار والمهتمين، وحرصت اللجنة الثقافية بمهرجان مسقط على التجديد والتنويع بانتقاء الفعاليات التي تثري الساحة الثقافية والأدبية بالسلطنة بحيث تجمع تحت مظلتها أبرز المفكرين والمثقفين والأدباء من داخل السلطنة والدول العربية من خلال تقديم ندوات فكرية وأمسيات أدبية وشعرية بالإضافة إلى عدد من الندوات والمحاضرات التي يقدمها مختصون في عدد من المجالات. وتمّ بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات المعنية بالثقافة والفن والفكر بالسلطنة أبرزها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والنادي الثقافي وجمعية الصحفيين والجمعية العمانية للفنون التشكيلية والجمعية العمانية للتصوير الضوئي والجمعية العمانية للسينما. وتضمنت هذه الدورة عددا من الفعاليات الثقافية حيث نظم "ركن الكتاب" و"المقهى الأدبي" بالتعاون مع بيت الغشام بمتنزه العامرات العام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع ست جلسات حوارية متنوعة استضاف في الجلسة الأولى الشاعرين خالد المعمري وخالد العلوي، فيما استضاف في الجلسة الثانية المخرج محمد الكندي، واستضاف في الجلسة الثالثة الموسيقي مسلم الكثيري برفقة عدد من أعضاء فرقة مركز عمان للموسيقى التقليدية، وفي الجلسة الرابعة استضاف المصور أحمد البوسعيدي، أمّا في الجلسة الخامسة فقد استضافت الروائي والمسرحي الدكتور سعيد السياب واستضاف في الجلسة السادسة الروائي زهران القاسمي.
وتم عقد المؤتمر الدولي "الفكر ودوره في بناء الوعي بمنطقة الخليج العربي" الذي شارك فيه الدكتور خليفة القصابي والدكتور محمد المعشني ومحمد البغيلي وخالد العضاض وشميسة النعمانية وعيسى الشارقي ورنا الضويانية، والذي أشرفت على تنظيمه الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
وقدمت فرقتا بيان وترانيم الإنشاديتين حفلا بمتنزه النسيم العام.
كما تم تدشين جائزة سالم بهوان للأفلام الروائية القصيرة بمشاركة المخرج سالم المنصوري وأحمد الأزكي والمخرج أنيس الحبيب، وذلك بمقر الجمعية العمانية للسينما. ونظمت ندوة بعنوان "الاستثمار في سوق الكتب" بمشاركة عوض اللويهي وزوان السبتية وسعيد البوسعيدي ومظفر المريخي وإسحاق الشرياني وميساء الهنائية. وأقيم بالجمعية العمانية للتصوير الضوئي ملتقى "عمان للتصوير الضوئي" الذي تشارك فيه نخبة من المصورين الضوئيين من السلطنة وخارجها، وسيصاحب افتتاح الملتقى معرض فني للمشاركين. ونظمت في 4 و5 فبراير المقبل رحلات تصويرية للمصورين المشاركين، وأقيمت بالنادي الثقافي محاضرة حول "الأبعاد الحضارية للأفلاج العمانية" قدمها الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، وشهد النادي الثقافي فعالية "في الذاكرة: الدكتور شبر الموسوي" تحدث خلالها الدكتور محمد المعشني والدكتور حميد الحجري والدكتورة شيخة المنذرية والمهندس سعيد الصقلاوي وحسن المطروشي وعبدالرزاق الربيعي. كما أقيمت أمسية شعرية للشاعر يحيى السماوي بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء وأمسية "المهرجانات السياحية والتسويق الثقافي والاقتصادي" شارك فيها الدكتور زهير المزيدي من دولة الكويت الشقيقة والدكتور محمد الحبسي والدكتور سعيد الصقري وإبراهيم القاسمي إضافة إلى متحدثين من فرقة الدن للثقافة والفن وفرقة صلالة الأهلية وفرقة الفن الحديث وفرقة الوطن من دولة قطر الشقيقة. وشهدت الجمعية العمانية للسينما تنظيم مسابقة أفلام "الأنميشن" والأفلام ثلاثية الأبعاد.
رياضة السيارات
تحظى فعاليات سباق السيارات بقبول جماهيري واسع من فئة الشباب خاصة، ويتم تنظيمها ضمن فعاليات مهرجان مسقط سنويا بالتعاون مع الجمعية العمانية للسيارات، وشهدت هذه الدورة من المهرجان تنظيم 13 فعالية متجددة ومتنوعة خاصة برياضة السيارات؛ منها: فعالية بيبي كارت في أول أيام المهرجان، وفعالية اكتشف جمال عمان وبطولة عمان للانجراف وبطولة عمان للراليات، وتصفيات عمان - بطولة ريدبُل للانجراف، وغيرها.
الفعاليات الرياضية
وإلى جانب فعاليات رياضة السيّارات احتضن مهرجان مسقط في هذه الدورة تصفيات نهائيات البطولة العالمية لخماسيات كرة القدم للهواة (F5WC) والتي أسهمت في استقطاب فئة كبيرة من اللاعبين الهواة من مختلف محافظات السلطنة واختيار ممثلي السلطنة في نهائيات البطولة في جمهورية الصين الشعبية في الدورة الماضية. إلى جانب تنظيم الحدث الأبرز رياضيا وهو طواف عمان الذي شاركت به نخبة من أفضل الدراجين العالميين والذي يتم على ستة مراحل. والذي سينطلق في 13 من فبراير لعام 2018 والذي كان وما زال له الدور الأبرز في الترويج لتاريخ سلطنة عمان وحضارتها؛ حيث يصنف ضمن قائمة أفضل عشرة سباقات للدراجات الهوائية على مستوى العالم.
التغطية الإعلامية
حظى المهرجان بتغطية موسعة في مختلف الوسائل الإعلامية فهناك البرامج الإذاعية والتلفزيونية، التي سلّطت الضوء على فعاليات المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية، وكذلك الوفود الصحفية التي زارت مهرجان مسقط من تلفزيون الكويت، وإذاعة صوت الخليج، وإذاعة بي بي سي، وإذاعة مونتي كارلو، وجريدة الوطن القطرية، ووكالة المهجر الأردنية الإخبارية، وغيرها من الوسائل الإعلامية التي رصدت المشهد من مختلف دول العالم.