ندوة "الاستثمار في سوق الكتب" تناقش تحديات إصدار الكتاب وأهمية القراءة

مسقط - ناصر المجرفي

أقيمت بمتنزه العامرات العام، وضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان مسقط 2018، ندوة حول الاستثمار في سوق الكتب، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للشباب؛ بهدف إبراز أهمية الكتاب والقراءة؛ باعتبارها غذاء الروح، وقد تناول عوض اللويهي في ورقته متاجر الكتب قديما في عمان خاصة في نزوى والرستاق؛ حيث شجع الاستقرار السياسي على المعرفة، ونشأ سوق الورق ومن ثم بدأت النساخة والبحث عن المخطوطات وفهرستها؛ فالناسخ هو الناشر قديماً، ويأتي النسخ على نوعين؛ فالناسخ يقوم بالنسخ لذاته أو لأقاربه أو نسخ لوجه الله، أو النسخ الوقفي، أو لبيت مال المسلمين، أو النسخ للمؤلفين، ومدة النسخ تتجاوز 40 يوما هناك، والأسواق التي تتداول فيها المخطوطات هي داخلية، وأُخرى خارجية مثل أسواق مكة والمدينة، واليمن والبصرة...وغيرها، كما أن حركة الكتاب العُماني متنقلة وترسل من عُمان لتطبع في زنجبار أو العكس.

وعرض مظفر المريخي تجارب الشباب في المتاجر الإلكترونية، قراء عمان نموذجا؛ حيث إن قلة المكتبات وانتظار معرض مسقط الدولي للكتاب، او اللجوء للدول المجاورة لشراء الكتاب دفعه لفكرة عمل متجر إلكتروني لبيع الكتب عن طريق فتح حساب وتصوير الكتب في حسابه، ومن ثم تجميع الطلبات، وشراء الكتب، وبيعها، كما يقول: العملية ليست ربحية إنما للتشجيع على القراءة واقتناء الكتب.

وتطرق إسحاق الشرياني إلى أهمية رفد المؤسسات الصغيرة في الاستثمار الثقافي؛ حيث إن الاعتناء بالمثقفين هو الأصل الذي لابد ألا يتبدل ولا ينفذ بل يجب أن تتبعه الأجيال المتعاقبة، مشيرا إلى أن أمريكا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي أكثر الدول استثمارا في مجال الكتب، ويمكن الاستثمار عبر التداول أو الصحيفة أو الصحفي نفسه أيضا الاستثمار في المطبعة والناشر ودار التوزيع ودار النشر، وأشار إلى أهمية دراسة السوق عند الاستثمار في الكتب، وعلى دور النشر أن تكون ملمة بالعملية التسويقية والترويجية للكتاب حتى يجد قبولا لدى القارئ.

وتحدثت زوان السبتية عن تحديات الاستثمار في سوق الكتب، وأخذت مكتبة روازن نموذجا، وأشارت إلى أن الاستثمار في سوق الكتب بالتجزئة هو أقل الاستثمارات جاذبية، ومَن يُنشئ المكتبات هم المثقفون أو أشخاص يحبون القراءة.

وعن مكتبة روازن، قالت: تقدم المكتبة جميع الكتب، وهناك ركن خَاص للطفل.. مشيرة إلى أن اختيار موظف لمكتبة هو اختيار قارئ وليس بائعا، ولا تنجح المكتبات ببيع الكتب، وإنما استغلال مساحة المكتبة في بيع أشياء أخرى أو فتح مقهى وبيع لوازم القراءة وأكسسوارات القراءة، ونسعى باستمرار لتحديث الكتب في المكتبة والتسويق والترويج لها بواسطة قنوات التواصل الاجتماعي، ومن خلال الفعاليات التي نشارك بها.

واختتم سعيد البوسعيدي الندوة بالحديث عن آليات تسويق الكتب وواقع للشباب، مشيرا إلى أن الركن الأساسي في عملية التسويق هو القارئ، وينبغي تحديد الفئة العمرية والهدف من الشراء وميزانية القارئ، ولا بد من تحديد حجم المحتوى واختيار موقع الناشر عند إصدار الكتاب؛ حيث إن آلية التسويق العشوائي قد لا تحقق النجاح المطلوب، كما أن البدء في البحث ودراسة إذا كان هناك كتب متشابهة قبل طرح الكتاب في الأسواق من الأشياء المهمة التي تحرص عليها بعض دور النشر علاوة على الجمهور المستهدف؛ حيث إن الهدف من النشر هي الوصول للناس والمعارض والفعاليات، ومواقع التواصل لها دور كبير في الترويج للكتاب.

تعليق عبر الفيس بوك