المنتخبات والأندية

ضربة حرة
محمد العليان
لعل أكبر مكتسبات بطولة كأس الخليج 23 لكرة القدم التي أقيمت بدولة الكويت الشقيقة هو فوز وتتويج منتخبنا الوطني بكأس البطولة،  وعودة المنتخب من جديد إلى الواجهة وتألقه وقوته وسمعته وعودته للأضواء مرة أخرى للبطولة، واندماج العناصر الشابة والجديدة والتي لأول مرة تلعب في البطولة مع لاعبي الخبرة، واللعب أيضا أمام منتخبات الخليج، وبالتالي الابتعاد عن الرهبة والخوف وكسب المزيد من الثقة بالنفس وزيادة الشعور بالمسؤولية وتحملها؛ وهذا هو الأهم، ولذلك يجب استثمار هذا الإنجاز من كل النواحي الفنية والرياضية والإدارية ليصب في مصلحة الكرة العمانية وخاصة المنتخب الأول الذي يحمل مسمى بطل الخليج.
خروج المنتخب الأولمبي من النهائيات الآسيوية التي أقيمت بالصين بخفي حنين وبمفاجأة مدوية ليس في البال ولا الحال وبمستوى ضعيف وأداء لا يرتقي إلى ما أُعد للمنتخب من قبل البطولة من إعداد مثالي وجيد ومعسكرات مختلفة ومباريات أيضا إعدادية؛ كل هذه العوامل لم تصب ولم تسخر لصالح المنتخب، وظهر المنتخب باهتا لاحول له ولا قوة. أهم أسباب هذا الخروج من وجهة نظرنا أولا الجهاز الفني الذي يتحمل جزءا من المسؤولية بعدم مقدرته على ظهور المنتخب والاستفادة من العوامل المتوافرة له، وأيضًا عدم اختيار الجهاز الفنّي لعناصر ظلت خارج القائمة وتمّ استبعادهم وهم مؤهلون للعب، وكذلك الاعتماد على عناصر لا تصلح للمنتخب ولم تقدم أي شيء يذكر، والعامل الثاني اللاعبون؛ فهناك مجموعة من اللاعبين إمكانياتهم ضعيفة ولم يقدموا ما يشفع لهم مع المنتخب، وبالتالي نحمل هذا الإخفاق للجهاز الفنّي واللاعبين، ونتمنى من اتحاد الكرة إعطاء الفرصة لمدربين آخرين؛ لأنّ الجهاز الفني الحالي قدّم ما عنده وليس لديه إضافة وجديد يقدمه في ما بعد، وشكرًا لمجهودات الجميع.
الأوضاع المالية في الأندية لا تسر عدوا ولا صديقا وقد تفاقمت مشكلة مستحقات الأندية السابقة، والتي تختلف من نادٍ لنادٍ، والآن في الأندية هناك من يصرخ ومن يتظلّم، وآخرون يطالبون بمستحقاتهم؛ وكل نادٍ يغني على ليلاه، وأصبحت هذه المستحقات معضلة وهي ليست وليدة اليوم بل تراكمات سابقة لم يتم دفعها للأندية، و "تدّبس" فيها الاتحاد الجديد وحمل الجمل بما حمل رغم سعي اتحاد الكرة خلال هذه الفترة بوعد الأندية بدفع ولو جزء من مستحقاتها، وأكثر معاناة لهذه المشكلة أندية محافظة ظفار حيث تعاني الأندية من توفير مبالغ مالية لتذاكر السفر والإقامة والمعيشة والنقل لأكثر من 13 مباراة في الموسم تذهب فيها إلى مسقط، والأمنية أن تنفرج هذه الأزمة المالية وتدفع مستحقات الأندية لتفي الأندية بالتزاماتها المالية وتعاقداتها مع اللاعبين والمدربين والإداريين ومكاتب تذاكر السفر وغيرها.
ما لفت انتباهي خلال الموسمين الماضيين وبشكل كبير نادي (الشباب) الفريق الكروي لكرة القدم، الذي استطاع خلال موسمين أن يخطف الأضواء وينافس على البطولات، ويقدم نفسه بشكل متميز حتى خطف انتباه أندية عريقة وتاريخية، وضاعت عليه بطولات في الرمق الأخير، ونتوقع أن يكسب نادي الشباب بطولة هذا الموسم تتويجًا لما يقدمه من مستويات في بطولتي الدوري والكأس.