الانتهاء من مشاريع ضخمة خلال العام الجاري

تواصل النمو بميناء صحار والمنطقة الحرة في 2017.. و11% زيادة بالبضائع المشحونة

 

مسقط - الرؤية

كشفت شركة ميناء صحار والمنطقة الحرة عن الأداء التشغيلي لميناء صحار للعام 2017 خلال حفل الاستقبال السنوي الذي أقيم في فندق شيدي مسقط؛ حيث أوضحت البيانات أن حجم البضائع المشحونة تجاوز 85 مليون طن خلال العام 2017 بنسبة زيادة وقدرها 11%‏، كما ارتفع حجم مناولة الحاويات بنسبة 36% مقارنةً بالعام الماضي ليصل إلى حوالي 840 ألف حاوية نمطية، كما شهدت البضائع السائبة نمواً بنسبة 25% مقارنة بالعام 2016. أما السفن الزائرة فبلغ عددها 3075 سفينة في العام 2017، بارتفاع وصل إلى 17%، مقارنة بـ2634 سفينة في العام 2016. ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد خلاله قطاع النقل البحري العالمي انخفاضاً في الإيرادات والنشاط بسبب الركود الاقتصادي في عدد مِن الأسواق العالمية.

وكان أبرز إنجازات العام الماضي تدشين المنطقة الغذائية الجديدة الممتدة على مساحة 40 هكتار في ميناء صحار والتي تشمل مطحنة رئيسية للقمح، ومعملا لتكرير السكر، ومساحة أخرى لتخزين وتوزيع الحبوب والزيوت النباتية، حيث تدار المطحنة بواسطة شركة مطاحن صحار والتي ستبلغ طاقتها الإنتاجية 500 طن يوميًا، في حين تمتلك وتدير شركة عمان لتكرير السكر معملاً بقدرة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويًّا. وستكون المنطقة الجديدة بمثابة محطة متكاملة للأنشطة المتعلقة بالأغذية.

وفي هذا السياق، قال مارك جيلنكيرتشن الرئيس التنفيذي لميناء صحار: "نفخر بتحقيق سنة أخرى حافلة بالإنجاز والنمو لميناء صحار؛ حيث كان تركيزنا خلال العام الماضي منصبًّا على القطاع الغذائي؛ وبذلك استطعنا جذب الاستثمارات من القطاعين العام والخاص، ونتطلع لامتلاك حصة جيدة في مجال نقل البضائع الغذائية على مستوى المنطقة". وأضاف أن الفضل يعود للنمو المتسارع لحجم البضائع والاستثمارات الضخمة التي يضمها الميناء مثل مشروع التوسعة في الجانب الجنوبي من الميناء؛ حيث سينتج عن هذا المشروع مساحة إضافية للأنشطة الصناعية ومرافق بحرية جديدة؛ وبالتالي المزيد من الفرص الاستثمارية الجديدة.

هذا وقد بدأت أعمال مشروع استصلاح الأراضي في المنطقة البحرية الجنوبية للميناء في العام 2017؛ حيث ستوفر أرصفة عميقة إضافية للسفن، إلى جانب 200 هكتار من الأراضي، ومن المقرر أن تكون المنطقة مخصصة عموماً لقطاع البتروكيماويات وتحديداً لاستثمارات النفط والغاز.

كما شهدت المنطقة الحرة العديد من الإنجازات خلال العام الماضي، كان أهمها توقيع اتفاقية تأجير الأرض مع مجموعة Pittie وهي إحدى الشركات الهندية الرائدة عالمياً في صناعة الأنسجة القطنية لإنشاء مشروع للمنسوجات القطنية باستثمار قيمته حوالي 300 مليون دولار أمريكي. والذي من المتوقع عند اكتماله أن ينتج ما يقارب 100.000 طن من بكرات النسيج القطني سنويًّا، والتي سيتم تصديرها لمعامل صناعة الأقمشة في المنطقة وخارجها، كما سيوفر 1.500 فرصة عمل مباشرة في المنطقة الحرة.

وعن هذا المشروع، قال المهندس جمال توفيق عزيز الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة: "يعد هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والذي سيتيح فرصة إقامة مصانع للمنسوجات والأقمشة كامتداد لهذا المشروع. وأضاف أنه من المتوقع أن يشهد العام الحالي توسعات في مشروعات قائمة، إضافة إلى افتتاح مصانع جديدة، كمصنع إنتاج معدن ومركبات عنصر الأنتيمون المثبط للحرائق والذي يعد الأول من نوعه خارج الصين".

وأضاف: "نفتخر بتأسيس مشروع مجمع الأغذية في ميناء صحار الذي سيكون الدافع الأساسي والمهم في إقامة صناعات غذائية في المنطقة الحرة لتنضم إلى 26 شركة أخرى تستفيد حالياً من مزايا المنطقة التي تتلخص بتوافر الأراضي والطاقة منخفضة التكلفة والعمالة الماهرة وهي أساس نجاح أي مشروع".

هذا.. وستسهم مشاريع "الفيروكروم والفيرومنجنيز" والصناعات المعدنية الأخرى القائمة في نمو إنتاج المعادن من خلال إمكانية قيام صناعات تحويلية منبثقة عنها.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصحار أن الهدف من الاستثمار في مجال صهر المعادن هو المردود الاقتصادي الكبير الناتج عن الفرص الاستثمارية العديدة وفرص العمل، وخطوة مهمة لتعزيز صناعة الحديد والألمنيوم في ميناء صحار والمنطقة الحرة؛ إذ إن قطاع التعدين أحد أكثر القطاعات نموًّا في الميناء والمنطقة الحرة بصحار مما ينعكس جليا على عوائده المالية الضخمة. وتشير الدراسات إلى أن صناعة الحديد ومشتقاته شهدت هي الأخرى نموًّا استثنائيًّا في الوقت الذي تسعى فيه لتلبية الطلب.

وإلى جانب مشروع التحسينات في مصفاة صحار، سيشهد ميناء صحار إضافة جديدة في العام 2018 تتمثل في أول مصفاة للقار في السلطنة، وهو مصنع جديد سيتم بناؤه بأحدث التقنيات وأدق المعايير الصديقة للبيئة، ومن شأنه تخفيض الاعتماد على واردات الأسفلت و"البيتومين" المستخدمة في رصف الطرق، وبالنظر إلى حجم السوق المتنامي لهذه المنتجات على المستويين المحلي والعالمي، فسوف يوفر المشروع فرص عمل جديدة بشكل مباشر. ووفقاً لتوقعات السوق، ستكون الطاقة الإنتاجية للمصنع في المرحلة الأولى ما يقارب 1.6 مليون طن سنوياً، 35% منها للسوق المحلي و35% للسوق الخليجي، فيما يتم تصدير الكمية المتبقية والتي تبلغ 30% للسوق العالمي. وتعود ملكية المصنع الجديد لشركة أسفلت صحار ش.م.م، وهي شركة عمانية مسجلة باستثمارات بقيمة 385 مليون دولار للمصنع الجديد.

من جانبه، قال مارك جيلنكيرتشن: إنَّ النمو في المنطقة الحرة يلعب دوراً مهمًّا في نمو عمليات الميناء أيضاً، ومع زيادة عدد الشركات العاملة في المنطقة الحرة يزداد حجم البضائع في الميناء. وأضاف: علاوة على ذلك، نقوم أيضًا بتحسين عملية الإمداد اللوجستي من خلال تجميع البضائع لصغار المستثمرين في المنطقة الحرة والذين ينقلون بضائعهم برًّا إلى وجهات مختلفة في المنطقة؛ حيث إن تقديم حلول عملية للمستثمرين لدمج بضائعهم من شأنه الحد من مشكلة التأخير وزيادة حجم البضائع المحملة."

وقال مارك عن خطط العام الجديد: "إن ميناء صحار أطلق سمة خاصة بعنوان "التفكير بذكاء"، والتي نسعى من خلالها إلى تسهيل العمليات وتطوير الكفاءات بشكل متوازن وبالتعاون مع شركائنا في ميناء روتردام، حيث نعمل على تطوير خطط لوجستية وتوظيف أحدث التقنيات في ميناء صحار. ونحن فخورون بإطلاق هذا الشعار الذي يلخص فلسفتنا في التفكير الإبداعي وحرية انتقال الأفكار والتنافس من أجل الأفضل".

تعليق عبر الفيس بوك