ضمن الفعاليات الثقافية

مناقشة دور التحولات الاجتماعية والاقتصادية في بناء الفكر الخليجي

...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

بدأ بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مساء أمس، المؤتمر الدولي حول الفكر ودوره في بناء الوعي بمنطقة الخليج العربي، والذي يستضيف عددا من المفكرين من داخل عمان وخارجها.. يأتي المؤتمر ضمن الفعاليات الثقافية بمهرجان مسقط 2018، ويهدف لبث الوعي الفكري في المجتمع ونبذ التطرف والغلو والإرهاب.

تضمنت الجلسة الأولى من المؤتمر عدة محاور تحت عنوان "الفكر ودوره في بناء الوعي بمنطقة الخليج العربي"، أدار أولى الجلسات الباحث والكاتب خميس العدوي، وقدم الورقة الأولى الدكتور خليفة بن أحمد القصابي أستاذ مساعد بجامعة نزوى بعنوان "القدرة على بناء فكري مشترك في منطقة الخليج العربي"؛ تحدث فيها عن الحياة والفكر المشترك وترابطهما والاهتمام بهما كأساس ومنطق مؤثر في السلوك، كما تناولت الورقة التحولات الاجتماعية والاقتصادية الحالية في بناء فكر خليجي مشترك قائم على الرحمة والمودة والتسامح والتعاون المشترك، واستعرضت الورقة عددا من قضايا الفكر العربي المعاصر والكتابات الحديثة التي تناولها عددا من الباحثين والمفكرين، إلى جانب الأزمات الفكرية كالتوفيق والأصالة والمعاصرة وقضايا التقديم والإبداع والمشاركة في الإنتاج العالمي، وتطرقت الورقة أيضا إلى مفهوم الثقافة والتراث كمنبع أصيل يؤثر في نشاطات الفكر وتأثيره المباشر وتكوين الصورة الذهنية الفكرية.

مؤسسات المجتمع المدني

الورقة الثانية قدمها الأديب والباحث محمد حمود البغيلي من دولة الكويت، بعنوان "مؤسسات المجتمع المدني ودورها في البناء الفكري في الخليج العربي"، تمحورت حول قسمين؛ هما: البناء الفكري والمجتمع المدني، تناول فيها التعريف بمفهوم البناء الفكري، وما هو المجتمع المدني، مستعرضا تجربة دولة الكويت أنموذجا من المؤسسات المجتمع المدني في البناء الفكري، وذكر أن الفكر أو التفكير هو اشتغال العقل للتوصل إلى مشكلة ما، وذلك لإيجاد حل لها أو تأسيس نظرية محددة، كما طرح المحاضر تساؤلا: هل نحن نبحث عن بناء فكري ناقد؛ لأن هناك بمؤسسات المجتمع المدني بها جوانب عاطفية كالأعمال التطوعية، ومنطقية كالجمعيات التي تُعنى بتخصصات محددة في المجال العلمي والثقافي، وتطرق إلى أن مصطلح المجتمع المدني من الضروري تعريفه، والذي دائما ما تتناوله في الطرح الإعلامي والصحافة على أنه مجتمع سياسي ليبرالي. وفي الجانب الآخر، يعدُ المجتمع المدني كمفهوم تنظيم الجماعات بدون قيود أو اشتراطات؛ وذلك لتحقيق مصالح تلك الجماعات، ولكن كمفهوم آخر المجتمع المدني مصطلح مستحدث في الثقافة العربية والمجتمع، يعزز الديمقراطية، ومدعوم بالتضامن والتعاون المتبادل، وتناولت ورقته المبادرات التي طرحت في الساحة الكويتية.

الخلل الفكري

الجلسة الثانية أدارها الباحث والأديب محمد البغيلي من دولة الكويت، قدم الورقة الأولى الكاتب والباحث خالد بن سليمان العضاض من المملكة العربية السعودية، بعنوان "الخلل الفكري المؤدي للتطرف ونصيب الخليج"، تناول في البداية مقدمة خطر التطرف على الدول والشعوب ومقدراتها وتنميتها، وذكر أن التطرف بمثابة النظرية، والإرهاب يعتبر التطبيق، ومظاهر الخلل الفكري المؤدي للتطرف هي: الغلو والتكفير وانتهاج العنف، كما تحدثت ورقته عن الخلل الفكري المؤدي للتطرف؛ مثل: احتكار الحق وصرامة الموقف من المخالف والرعوية بحماية الفرد...وغيرها، وأيضا طرح الكاتب تساؤلا عن مكمن الخلل الفكري، وحاول مقاربة الإجابة بذكر مجموعة أسباب كتقديس الأشخاص والعجب بالعمل والجهل والهوى، وركزت هذه الورقة على أن الحل كامن في التسامح والسلم الاجتماعي والتعايش مع التنوع ونشر ثقافة السلم وثقافة الحوار.

واختتمت الشاعرة والباحثة شميسة النعمانية جلسات اليوم الأول بورقتها التي حملت عنوان الطرح الفكري في الصحافة الخليجية مجلتا "التفاهم" العمانية و"عالم الفكر" الكويتية، تحدثت فيها عن واقع الصحافة الثقافية عربياً، والطرح الفكري في الصحافة الخليجية، بدراسة الصحافة (صحيفة/مجلة)، واستعرضت الورقة مجلتين من الخليج: مجلة "التفاهم" العمانية التي كان اسمها "التسامح"، ومجلة "عالم الفكر" الكويتية، وقالت إنَّ التعدد الفكري في المجال الإعلامي ثمة مظاهر أساسية ملازمة له؛ أبرزها: وجود مداولات فكرية مستمرة في وسائل الإعلام تتحاور وتتعارض حول القضايا المختلفة، وتتبني آراءها على أسس علمية بعيدا عن الشخصنة والتجريح. وتناولت الشاعرة أهمية البعد الزماني في التناولات الفكرية والموضوعاتية للمجلتين، مستخلصة سمات البعد الزماني كشيوع المواضيع التي تناقش قضايا من الفترات الزمنية القديمة ونشر مجموعة من الأبحاث، أما مجلة عالم الفكر فإن غالبية القضايا المنشورة فيها تتصل بالفضاء الزمني الحديث.

تعليق عبر الفيس بوك