طالب المقبالي
لا أظن أنني جئت متأخراً لأكتب عن حدث ستبقى أجيال عُمان تتناقله، فقد تعمدت أن يكون مقالي في هذا التوقيت حيث هدأت العاصفة.
فبيّن ركلة عموري وصدة فايز صنع الإنجاز، وكتب سيناريو القصة، ونسجت تفاصيل أحداثها، فهناك حسرة، وهنا فرحة، نعم هكذا سارت الأمور.
لقد عشقنا دورات كأس الخليج منذ أن كنا صغاراً، وتحديداً منذ مشاركة السلطنة في الدورة الثالثة والتي أقيمت في دولة الكويت من 15مارس 1974 إلى 29 مارس 1974.
فقد كنا نجتمع كشباب معاً، وكان الحدث الأبرز الذي كنا ننتظره بلهفة كل عامين، رغم الاخفاقات لمنتخب السلطنة.
وفي الرستاق كان بعض الشباب يستأجرون منزلاً في قرية الغشب! حيث البث الأرضي لتلفزيون سلطنة عمان لا يصل إلى داخل مدينة الرستاق، وأقرب نقطة يمكن مشاهدة الإرسال فيها بوضوح هي قرية الغشب.
هكذا كانت الذكريات، وبالعودة إلى الدورة 23 الأخيرة فقد حقق منتخبنا الوطني الإنجاز الذي لم يكن منتظراً.
ففي هذه الدورة لم تكن الآمال معقودة بتحقيق مستوى متقدم لتواضع المستوى والنتائج في التجارب الودية التي سبقت البطولة، ولكن سيناريو الأحداث غير الحسابات، خاصة بعد الظلم الذي تعرّض له المنتخب من الحكم في مباراة المنتخب مع شقيقه الإماراتي التي خسرها منتخبنا الوطني ظلماً والتي كان الأحق والأجدر بالفوز بها لما قدمه من لعب وأداء بشهادة الجميع، ولكن كانت الضارة النافعة.
كما كان في الدورات 17 و18 و19 والتي تعتبر الانطلاقة الحقيقية للمنتخب في الدورة 17 في دولة قطر الشقيقة التي كان فيها المنتخب قاب قوسين من تحقيق الحلم لأول مرة، والتي كانت بين أقدام هاني الضابط كما أذكر.
وفي الدورة 18 في الإمارات يتكرر السيناريو ويضيع الكأس من بين أيدينا. إلا أنّ الإصرار والعزيمة كانا السلاح الذي حمله شباب الوطن في الدورة 19 فكانت النهاية السعيدة بالفوز بركلات الحظ التي شاءت إرادة الله أن تكون من نصيبنا.
ولعلّ الفوز على الشقيقة الكويت كان الفارق في إعطاء الحافز للقاء السعودية الشقيقة التي حقق فيها المنتخب المطلوب بكل جدارة.
لا أريد الخوض في تفاصيل الأحداث بعد التأهل لنصف النهائي ومن ثمّ إلى النهائي وتحقيق البطولة، ولكن الأهم أنّ لدورات كأس الخليج طعمها الخاص رغم محدودية جغرافيتها التي تقتصر على دول الخليج، ورغم أنّ الفيفا لم تعترف بها كدورة رسمية إلا من خلال هذه الدورة.
وحسب موقع ويكيبيديا فإنّ كأس الخليج العربي هي بطولة كرة قدم تقام كل عامين في دول الخليج العربية، حيث أقيمت أول بطولة في عام 1970م في مملكة البحرين بعد الألعاب الأولمبية في المكسيك وقد بدأت البطولة بأربعة فرق ثم تتالت فرق الخليج العربي للانضمام لتصل إلى سبعة فرق، وبعد الحرب الخليجية الثانية تم استبعاد جمهورية العراق التي عادت إلى البطولة في النسخة السابعة عشرة عام 2004م بعد أن تم ضمّ منتخب الجمهورية اليمنية في الدورة التي قبلها، ليصبح عدد الفرق ثمانية فرق.
فأول من بدأ فكرة إنشاء بطولة لدول الخليج العربية كان الأمير خالد الفيصل. وفي عام 1968 في أثناء قيام الألعاب الأولمبية المكسيكية قام الوفد البحريني بعرض الفكرة على ستانلي روس، رئيس الفيفا في ذلك الوقت.
وبعد عودة الوفد البحريني من المكسيك عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعاً لدراسة الفكرة في 19 يونيو عام 1969م بالمنامة، وقد أقيمت الدورة الأولى في عام 1970م في البحرين بين 27 مارس و3 أبريل، وشاركت فيها أربعة منتخبات هي: الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر.
الخلاصة أننا لم نكسب الكأس فقط، وإنما كسبنا حب الجماهير الخليجية التي أصبحت تهتف باسم عُمان، لما اتّصفت به جماهير الأحمر من أخلاق راقية في الملعب وفي الشارع وفي أي مكان حلت فيه الجماهير.
فهناك تغريدات ظريفة على تويتر تطالب بمنع الجماهير العمانية من مغادرة الكويت للبهجة التي نشرها في أرجاء الكويت.
muqbali@gmail.com