بالصور.. اكتشاف 5 مواقع أثرية جديدة في صحم منذ 2500 عام قبل الميلاد

...
...
...
...
...

صحم - العمانية

كشفت أعمال المسح والتنقيب الأثري، التي يقوم بها قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس في ولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة، عن 5 مواقع أثرية لمستوطنات ومدافن قديمة يعود تاريخها إلى حضارة أم النار الممتدة ما بين 2500 إلى 2000 عام قبل الميلاد.

وتقع المواقع المكتشفة في مناطق دهوى ووادي السخن والثقيبة على بعد حوالي 26 كيلومترا إلى الغرب من مركز ولاية صحم على السفوح الشرقية لسلسلة جبال الحجر الغربي؛ حيث تعد هذه المواقع من أقدم المواقع الأثرية في شمال السلطنة، وكان قد بدأ اكتشافها أثريا في العام 2010.

وقال الدكتور خالد دغلس رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس: إن أعمال المسح والتنقيب كشفت عن عدد من الفخاريات والأدوات الحجرية التي تُشير إلى أن هذه المواقع كانت على علاقة وطيدة مع بلاد السند وبلاد ما بين النهرين وإيران، في إشارة إلى أن سكان هذه المواقع كانوا يعملون في إنتاج وصهر النحاس والاتجار به.

وأضاف أن أعمال التنقيب الأثري كشفت عن وجود عدد من المدافن التي تعود إلى فترة أم النار؛ بما يدل على أن سكان تلك المستوطنات كانوا يدفنون موتاهم في مقابر جماعية يتم بناؤها من الحجارة الجيرية البيضاء وتدفن مع الميت الأواني الفخارية والأواني المصنوعة من الحجر الصابوني.

وأوضح دغلس أنه تم خلال التنقيب اكتشاف مبنى يعود في أصوله إلى العصر البرونزي المبكر، وبشكل دقيق إلى فترة أم النار، ونتيجة لذلك فقد قرر الفريق إجراء التنقيب في عدد آخر من المباني، روعي في اختيارها التنوع في تخطيط البناء ومساحة المبنى. وأشار إلى أن أقدم مرحلة استيطان في الموقع تعود إلى فترة أم النار، وبالأخص إلى المرحلة المبكرة منها؛ أي حوالي 2500 قبل الميلاد، وتشير نتائج تحليل الكربون المشع 14 إلى أن الاستيطان استمر في الموقع لخمسة قرون من الزمان؛ أي حتى نهاية فترة أم النار في حدود 1900 قبل الميلاد، وعلى ما يبدو أن الموقع أُعيد استخدامه لاحقا خلال فترة وادي سوق (1900-1300 قبل الميلاد) على الأقل، كحقل للمدافن. وبعدها، أعيد استخدام الموقع في العصر الحديدي؛ حيث عثر على عدد كبير من المدافن التي يعود معظمها إلى العصر الحديدي الثاني (1000-3000 قبل الميلاد)، وأظهرت الحفريات الأثرية أن أجزاء من الموقع أعيد استخدامها لاحقا في الفترة الهلنستية؛ حيث عُثر على مدافن من هذه الفترة.

يُذكر أن فريق المسح والتنقيب الأثري من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس يواصل أعمال التنقيب في المواقع الأثرية المكتشفة، بمشاركة طلاب الدراسات العليا في القسم؛ سعيا للوصول إلى مزيدٍ من المكتشفات الأثرية والتاريخية والدراسات الحضارية.

تعليق عبر الفيس بوك