دمج التراث الثقافي غير المادي في المناهج التعليمية

د. آسية البوعلي

مستشار أول للعلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي

شرفت بتقديم بحث بعنوان: "آليات دمج التراث الثقافي غير المادي في مناهج مراحل التعليم المدرسي بسلطنة عُمان"، وذلك خلال مشاركتي في الملتقى الدولي السادس للفنون الشعبية (دورة الأستاذ الدكتور محمد الجوهري) والذي أقامه المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر العربية، في مدينة الأقصر في الفترة من 18- 20 ديسمبر 2017، ويقع البحث في 47 صفحة، واحتوى على 11 ألف كلمة.

وأُقدم هنا للقارئ العزيز، ملخصًا للبحث. فقد ورد في مُقدمة البحث: "إن اهتمام النهج الحكيم للسلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بالتراث الثقافي العُماني بشقيه المادي وغير المادي، بما يمثله هذا النهج من سياسة السلطنة العُليا، يُلمس بشكل فعلي وواقعي من وجود أكثر من جهة حكومية معنية بالتراث العُماني، ومما تحققه هذه الجهات من نتائج بناءة، تُمثل، في النهاية، قمة الاهتمام بهذا التراث".

ولَمَا كانت سياسة سلطنة عُمان تعي تمامًا أنَّ التراث ليس مجرد مفردة تنتمي إلى الماضي التليد، بل كائنًا حيّا يتفاعل مع الإنسان ويبادله علاقة التأثر والتأثير، كما لهذا التراث دور فعال في تعزيز الهوية والتأكيد على الشعور بالانتماء إلى الوطن، فضلاً عمَّا له من جوانب أخرى هامة (تاريخية – ثقافية – اجتماعية - اقتصادية) . من هذا المنطلق كان لابد من ترسيخ وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان لقاعدة الاهتمام، عبر تضمين مُفردات التراث الثقافي العُماني بشقيه المادي وغير المادي في مناهج مراحل التعليم المدرسي؛ الممتدة من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثاني عشر الثانوي.

وفيما يتعلق بمناهج البحث، فقد اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي والوصفي والتحليلي. فكان الأول بهدف استقراء مناهج العلوم الإنسانية والأدبية المدرسية. حيث تبين أنَّ التراث الثقافي غير المادي موظف في مقررات اللغة العربية، واللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية، والمهارات الحياتية. وذلك عبر آليات بعينها. والمنهج الوصفي تم الاعتماد عليه في وصف كل آلية من تلك الآليات على حدة، أما المنهج التحليلي فقد كان بغرض الكشف عن الدلالات الكامنة وراء توظيف تلك الآليات، فضلاً عما حققه كل توظيف من أهداف.

أما أسئلة البحث، فتمحورت حول بحث "آليات دمج التراث الثقافي غير المادي في مناهج مراحل التعليم المدرسي بسلطنة عُمان"؛ إذ يجيب على مجموعة من الأسئلة تتمثل في الآتي:

  1. ما هي آليات توظيف التراث الثقافي العُماني غير المادي في مناهج مراحل التعليم المدرسي بسلطنة عُمان؟
  2. ما هي الكيفية التي بها تم توظيف تلك الآليات؟
  3.  هل هذه الآليات أدت إلى تعريف التلميذ المدرسي بتراثه الثقافي غير المادي بالطريقة القويمة؟
  4.   هل جعلته يدرك أنَّ هذا التراث ليس قالبًا صامتًا؟ بل هو طاقة مُتجددة قابلة للتطور والتجديد؟
  5.  هل أوقفته على قيمته الاقتصادية والثقافية والتاريخية والاجتماعية؟
  6. هل ارتقت بفكره إلى معرفة المنظمات العالمية المعنية بهذا التراث؟
  7.  هل كشفت له عن سبل الربط بين مفردات التراث الثقافي غير المادي والتنمية المستدامة؟

وتوصل البحث إلى جملة من النتائج، كان أبرزها أن التراث الثقافي غير المادي دُمج في مراحل التعليم المدرسي عبر توظيف خمس آليات لعبت الصورة كوسيلة تعليمية دورًا أساسيًا في كل منها. وأن كل آلية من هذه الآليات حققت هدفًا ودلالة من الدلالات. فكانت هذه الآليات هي: 

  1. آلية توظيف الصورة كوحدة صامتة مستقلة بذاتها.
  2.   آلية توظيف الصورة كافتتاحية، لموضوع ما مرتبط بالصورة وبمفردات التراث الثقافي غير المادي.
  3.   آلية توظيف الصورة المُتحركة عبر الفيلم السينمائي.
  4.  آلية توظيف الصورة المرتبطة بالتطبيق.
  5.  آلية توظيف الكلمة النظرية المدعومة بالصورة.