تطوير تقنية التعليم

تحرص السلطنة على مواكبة متطلبات العصر والأخذ بأسباب التقدم، وهناك الكثير من الإنجازات والسياسات تترجم هذا وتؤكد أنّ الرهان دائمًا على المستقبل، وأنّ هناك الكثير من الجهود تبذل كي نواصل اللحاق بركب الدول المتقدمة.

ومن هذا المنطلق يمكن النظر إلى المؤتمر الدولي الرابع لتقنيات التعليم، حيث القناعة كاملة بأنّ تطوير التعليم يسهم في مساعدة أبنائنا على تلقي العلم بصورة حديثة، ويضعهم على خط متساوٍ مع أقرانهم في مختلف الدول المتقدمة، ولهذا فقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة من خبراء يمثلون مؤسسات تعليمية مختلفة من داخل وخارج السلطنة، وبحضور أكثر من 300 من التربويين والمهتمين بتكنولوجيا التعليم من المؤسسات الجامعية والمدارس من سائر محافظات السلطنة. وتضمن المؤتمر العديد من أوراق العمل التي غطت كافة المحاور المطروحة على طاولة النقاش؛ إذ يركز على كيفية الاستفادة القصوى من التكنولوجيا، ودعم المبادرات الوطنية في مجالات التعلم الإلكتروني، وافتتاح الأقسام الجامعية، وتوفير مراكز مصادر وتكنولوجيا التعليم في المدارس والجامعات.

وتكمن أهميّة هذه المؤتمرات في كونها تستهدف مساندة الجهود التي تنمي الوعي التكنولوجي والبحثي والتعليمي لأعضاء هيئة التدريس والمعلمين والطلاب والاختصاصيين، بحيث يصبح لدينا مجتمع متطور، ومناخ مناسب لزيادة أعداد الباحثين والمبتكرين، إضافة إلى تأسيس الطلبة والطالبات بشكل علمي سليم لتقديم كوادر مدربة على أعلى مستوى لسوق العمل في السلطنة والخارج؛ قادرة على المنافسة على كافة المستويات.

إنّ تطوير التعليم وسيلة رئيسية لتحقيق التنمية الشاملة، كما أنّ الغاية من التعليم هي بناء الإنسان الذي يعد الثروة الحقيقية لرقي المجتمعات، خاصة وأنّ التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- تشدد على ضرورة الاهتمام بالتعليم والارتقاء به؛ باعتباره السبيل الأمثل لإعداد القوى الوطنية المؤهلة والقادرة على دفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد، كما أنّ التعليم المدرسي هو القاعدة الرئيسية لتحقيق التطوير المنشود.

ويبقى القول.. إنّه لا يزال أمامنا الكثير من المسافات لكي نقطعها في سباق العلم والتنمية القائمة على المعرفة، فعجلة التكنولوجيا لا تكف عن الدوران، والتطورات متسارعة، وتحتاج لمن يعي شروطها ويستوعبها كي يمضي في طريقه نحو نور العلم والتقدم.

تعليق عبر الفيس بوك