أنامل وعقول تصنع المستقبل

 

نظرة سريعة على حدث كبير مثل معرض منتجات رواد الأعمال "إبداعات عمانية 5"، تملأ القلب فرحة واطمئناناً على المستقبل، وجولة متأنية بين أروقة المعرض ووقفات مشدوهة أمام إبداعات الشباب في مختلف المجالات، تمنحنا عينا خيالية لرؤية الغد متجسّدا أمامنا، فيتولد لدينا مزيد من الثقة بقدرة هذه الأنامل والعقول الشابة على صنع المستقبل المشرق لعماننا.

9 قطاعات حيوية ملأ أجنحتها شباب وفتيات في عمر العطاء، بابتكاراتهم ومشاريعهم في مجالات النفط والغاز والقطاع اللوجستي، والأمن الغذائي والمائي "الزراعي"، والقطاع السياحي، والابتكار، ومشاريع الخريجين، وتقنية المعلومات، والصناعات الحرفية، والأسر المنتجة، بجانب 200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، وكل ذلك نماذج مضيئة لما وصل إليه قطاع ريادة الأعمال في بلادنا والذي يحظى بدعم حكومي كبير، تنفيذًا للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- وتنفيذا لمخرجات ندوة سيح الشامخات وما تلاها من فعاليات تدعم اتخاذ مزيد من الخطوات لتعزيز نمو هذا القطاع الوليد. والنجاحات المتحققة في هذا المعرض تمثل ثمرة الجهود التي تبذل منذ سنوات على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها توعية المجتمع والشباب بأهميّة المبادرات الذاتية ونشر ثقافة ريادة الأعمال.

ولعلّ من أبرز ما تضمنه المعرض تدشين تطبيق "دليلك"، الذي يقفز برواد الأعمال إلى مقدمة ما وصلت إليه تقنيات العلم واهتمامات المجتمع، فالتطبيق منصّة تجمع المؤسسات العمانية، ويمكن لرواد الأعمال التجوّل بينها والتعامل معها بلمسة واحدة، للحصول على الأعمال التجارية بشكل سريع، أو لتثقيف رائد العمل حول الخدمات والتسهيلات التي تقدمها المؤسسات الحكومية لرواد الأعمال.

وفي السنوات الأخيرة الماضية تقدم السلطنة نموذجا يحتذى به في دعم قطاع ريادة الأعمال، مواكبة لمتغيرات العصر والاقتصاد الجديد وتشجيع الإبداع والابتكار، وذلك عبر الاهتمام الكبير بمشروعات رواد الأعمال وتشجيع الشباب وتوفير كل التسهيلات لهم خاصة منذ ولد كيانان يسهمان بدور فاعل في هذا الصدد وهما الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" وصندوق الرفد، واللذان يمكن ملاحظة بصماتهما واضحة على خارطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ويبقى القول إنّ قطاع ريادة الأعمال يواصل بخطى وئيدة، السير قدمًا نحو مزيد من التميز والنجاح، ولا شك أنّ مثل هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود سواء الحكومية أو من رواد الأعمال أنفسهم.

تعليق عبر الفيس بوك