بالصور .. الآلاف يتدفقون على شوارع زيمبابوي ابتهاجا بسقوط موجابي

...
...
...
...
...
...
...

 

هاراري -رويترز

تدفق عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي على شوارع العاصمة هاراري اليوم السبت وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون وعانقوا الجنود وغنوا ابتهاجا بسقوط الرئيس روبرت موجابي المتوقع.

وفي مشاهد أشبه بسقوط دكتاتور رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو عام 1989، جرى رجال ونساء وأطفال بجانب المدرعات والقوات التي تدخلت الأسبوع الماضي للإطاحة بموجابي، الحاكم الوحيد الذي عرفته زيمبابوي منذ استقلالها عام 1980.

وموجابي (93 عاما) قيد الإقامة الجبرية في مجمعه الفاخر في هاراري المعروف باسم (البيت الأزرق) والذي شهد منه تبدد ما كان يحظى به من دعم حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم والأجهزة الأمنية والمواطنين في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة يوم الأربعاء.

وفي شوارع العاصمة، عبر السكان عن مشاعرهم بلا قيود وهم يتحدثون عن تحرير ثان للبلاد وعن التغيير السياسي والاقتصادي بعد عقدين من القمع والمصاعب.

ومن المرجح أن يلقي سقوط موجابي بظلاله على أنحاء أفريقيا التي يوجد بها عدد من الزعماء الأقوياء، من رئيس أوغندا يوويري موسيفيني إلى جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونجو الديمقراطية، والذين يواجهون ضغوطا متزايدة من أجل التنحي.

وقال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في دربان اليوم إن أفريقيا ملتزمة بدعم "شعب زيمبابوي" بعد أن تولى الجيش السلطة وأبدى تفاؤلا حذرا إزاء إمكانية حل الوضع في البلاد بشكل ودي.

وقال فرانك موتسينديكوا (34 عاما) لرويترز وهو يلوح بعلم زيمبابوي "هذه دموع الفرحة... انتظرت طول عمري هذا اليوم. أحرار أخيرا. نحن أحرار أخيرا".

ورفع البعض لافتات كتب عليها "لا لأسرة موجابي" وهم يلوحون بقبضة يدهم في الهواء في إشارة إلى الحرية. وعانق آخرون الجنود الذين أمسكت مؤسستهم بزمام السلطة وأخذوا يرددون "شكرا! شكرا!" في مشاهد لم يكن من الممكن تخيلها حتى قبل أسبوع واحد فقط.

وفي مشهد يحمل الكثير من الدلالات، كانت لوحة معدنية عليها اسم موجابي ملقاة في صندوق قمامة بعد انتزاعها من موضعها.

ولوح شاب يبلغ من العمر 22 عاما بصورة قائد الجيش كونستانتينو تشيوينجا ونائب الرئيس السابق إمرسون منانجاجوا الذي أدت إقالته الشهر الجاري إلى تدخل الجيش وقال "هذان هما الزعيمان اليوم".

وأضاف "حلمي أن أرى زيمبابوي جديدة. لم أعرف طول حياتي سوى هذا الطاغية المدعو موجابي".

* لا لجريس

بالنسبة لبعض الأفارقة، يظل موجابي بطلا قوميا وآخر زعيم استقلال في القارة ورمزا للتخلص من بقهر استعماري دام عقودا.

لكن كثيرين في الداخل والخارج يعتبرونه دكتاتورا لجأ للعنف للاحتفاظ بالسلطة وتسبب في انهيار اقتصاد كان ذات يوم واعدا.

وتشير مصادر سياسية ووثائق مخابراتية اطلعت عليها رويترز إلى أن رحيل موجابي سيمهد الطريق على الأرجح أمام حكومة وحدة مؤقتة يقودها منانجاجوا الذي عمل مساعدا لموجابي لفترة طويلة وكبير المسؤولين الأمنيين السابق المعروف بلقب (التمساح).

كما تشير الوثائق إلى أن الأولوية ستعطى لتحقيق استقرار للاقتصاد المتداعي.

وقالت الولايات المتحدة إنها تتطلع "لمرحلة جديدة" في زيمبابوي وقال رئيس بوتسوانا المجاورة إيان خاما إن موجابي لا يتمتع بدعم دبلوماسي في المنطقة وعليه الاستقالة فورا.

وأضاف خاما لرويترز "أعتقد أنه يجب ألا يظل أحد رئيسا لكل هذا الوقت.. نحن رؤساء ولسنا ملوكا".

وقالت صحيفة ذا هيرالد الحكومية الرئيسية إن الحزب الحاكم دعا موجابي أمس الجمعة للاستقالة في إشارة واضحة إلى أن سلطة الزعيم البالغ من العمر 93 عاما انتهت.

وقالت الصحيفة إن أفرع الحزب في كل الأقاليم العشرة في زيمبابوي دعت أيضا إلى استقالة جريس زوجة موجابي التي كانت تتطلع إلى أن تخلف زوجها في المنصب مما أغضب الجيش ومعظم من في البلاد.

ودعم الجيش المسيرة التي أطلق عليها (مسيرة التضامن) اليوم السبت في محاولة على ما يبدو لإضفاء طابع الدعم الشعبي على لجوئه للقوة لتفادي الغضب الدبلوماسي الذي عادة ما يلي الانقلابات.

تعليق عبر الفيس بوك