نحبك يا قابوس

 

خلفان الطوقي

كنت أعتقد أنَّ أسهل ما يمكن أن يكتب هو عن حب عمان أو عن حب مولانا المفدى سلطان عمان الفذ؛ لكنني اكتشفت أن هذا المقال سيكون الأصعب خاصة بعد طلته البهية الشامخة في ميدان الاستعراض في وحدة المهام الخاصة ورعايته للعرض العسكري بمناسبة العيد الوطني المجيد السابع والأربعين.

اعترف أن هذا المقال هو الأصعب على الإطلاق والسبب في ذلك وصف المشاعر الجياشة الصادقة للمواطنين والمقيمين والتي انطلقت من بداية شهر نوفمبر المجيد واكتملت بظهور مولانا الشامخ كعادته؛ فقد اختلطت المشاعر ببعضها البعض بالفرح والترقب والدعاء الصادق والإلهام؛ فهناك من رأى أن العيد هو ظهور مولانا وهناك من رأى أن العيد أصبح عيدين؛ أحدهما مناسبة العيد الوطني المجيد وثانيهما ظهور جلالتكم البهي دائما وأبدا.

كما ذكرت سابقاً فإن هذه المقالة هي الأصعب لأنه لا يمكن أن يختزل حب مولانا السلطان المفدى في مقالة قصيرة؛ لكنني سأحاول رصد نقاط مختصرة جدا والإجابة عن ما يجعل العمانيين والمقيمين وكل من سمع أو التقى مولانا أن يصفه بمالك القلوب والعقول.

 

عشق العمانيين لجلالته لم يأتِ من فراغ فنحن نحبه حباً أبويا صادقاً مخلصًا لأنه قريب من شعبه؛ يستمع لهم ويحس بهم ويبادلهم الحب من خلال القرارات الأبوية والرؤى المستقبلية التي تحافظ على لحمتهم وتماسك كيانهم ونسيجهم الاجتماعي؛ فوالدنا السلطان المفدى يستشعر كل فئات الشعب ولم يركز على فئة دون أخرى؛ بل يركز على عدم المساس بالمواطن وخاصة فئة الدخل المحدود.

نحبك مولانا الحكيم لأنك أبعدت عنَّا وعن عمان بنظرتك الثاقبة متاهات الشقاق وشبح الحروب والفتن والخلافات والمناورات الطائشة والمهاترات السياسية رغم وجودنا وسط لهيب حارق؛ بل وجعلت العمانيين سفراء أينما حلوا سفراء للتسامح والسلام والمحبة والتنمية؛ وحولت تفكيرنا لنكون إيجابيين ساعين ودعاة إلى التقارب والتعايش مع الغير والتعاون من أجل رفعة الإنسانية والرقي بمكانتها ليس في عمان بل في العالم أجمع.

نحبك يا سلطان عمان يا سلطان العزة والمجد والمبادئ السامية؛ نحبك لأنك حافظت على هوية عمان وموروثها التاريخي والشعبي ولم تهمل السعي الدائم للتطور والتقدم ومواكبة المستجدات العصرية بمتغيراتها المعقدة؛ وحافظت على نقطة التوازن فيما بينهما؛ فارضيت أجدادنا وآباءنا وكل عاشقي التاريخ والتراث؛ وأرضيت الأبناء وجيل الشباب الطموح المتعطش للإنتاج والعطاء والانطلاق نحو المستقبل بخطى واثقة وثابتة؛ فبحنكتك المعهودة ودهائك الفطري استطعت أن تلهمنا المحافظة على التوازن المعقد بين الماضي التليد ومواكبة الحاضر واستشراف المستقبل؛ ولا يعي صعوبة هذه المعادلة المعقدة إلا أصحاب العدسات ثلاثية أو رباعية الأبعاد.

نحبك يا مولاي الفذ لأنك أسست دولة عصرية بعيدة عن الأهواء والأمزجة الشخصية وأسست سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية ورقابية ومجتمعًا مدنيًا متطورًا؛ تستطيع عمان من خلال هذه المؤسسات تجاوز الصعاب والمحن وابتكار كل ما هو جديد وجميل ومثرٍ لعمان وأهلها الأجلاء؛ ووضعت الثقة فينا؛ وما علينا إلا العمل وجمع عناصر النجاح ووضعها في قالب مناسب وتوظيفها بالشكل الملائم.

 

ألف سبب وسبب ومن الصعوبة أن نحصيها؛ فكل منّا له أسبابه تجعلنا نحبك ونحتفل بما تحقق ويتحقق يومًا بعد يوم؛ ويحق لنا أن نحتفل برؤية طلة جلالتكم الجميلة الشامخة كالمعتاد داعين لكم مولانا بالصحة والعافية والعمر المديد؛ مستلهمين منكم أن نرد الجميل لوطننا الأبي الشامخ والاقتداء بخلقكم الرفيع وكرمكم منقطع النظير وعطائكم المتدفق في كل يوم وحين؛ فكيف لا؛ وأنتم صمام أماننا والملهم لنا للعطاء والإنتاج رغم التحديات والصعاب؛ نحبك وسنظل نحبك مولانا سلطان السلام ولن نكتفي بالقول بل سنحول الأقوال إلى أفعال محمودة تفتخر بها؛ ونعدكم بالمحافظة على أمجاد عمان وسنكمل بإذن الله تعالى ما بنيته لنا وسنحافظ على المبادئ الرفيعة التي غرستها فينا؛ وستظل ملهمنا للإنتاج والعطاء وحب الوطن وعشق ترابه والدفاع عن حدوده.