عُمان بخير..

سيف المعمري

تتفيأ بلادنا العزيزة هذه الأيام نفحات نوفمبر المجيد، وتتهيأ للاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين من عُمَر نهضتها الظافرة، متطلعة لمزيد من الإنجازات في شتى مجالات التنمية، ومستشرفة المستقبل بخطوات راسخة الأركان، ومستنيرة بالفكر الثاقب لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- والذي أعاد لعُمان ألقها وثقلها الحضاري، كواحة للسلم وجسر للمحبة بين شعوب المعمورة.

إن ما تحقق على أرض عُمان خلال العقود الأربعة والنصف الماضية من منجزات تنموية شاملة، وما تبوأته عُمان من مكانة وما تحظى به من تقدير واحترام الدول والشعوب والمنظمات الاقليمية والدولية؛ لهو محل فخر واعتزاز لكل من يستظل بسماء هذا الوطن العزيز، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الإرادة السامية لجلالته وبعد نظره الثاقب، وتلاحم العُمانيين وتآلفهم خلف قيادتهم الحكيمة.

إن ما أحدثته وسائل الاتصالات الحديثة وأدوات الإعلام الجديدة من اقتحام لخصوصيات المجتمعات وتدفق الأفكار الهدامة، وما نشاهده وما نسمعه من صراعات، وما تحدثه التجاذبات الداخلية والخارجية بين الدول في جميع بقاع العالم بسبب سياساتها، وإننا نحمد الله ونشكره على أن جنّب بلادنا مثل تلك الأوضاع والظروف العصيبة، وإن ما تعيشه عُماننا الغالية من حالة الاطمئنان والانسجام والاستقرار السياسي والاجتماعي والسياسي مرده السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله وأمده بالصحة والعافية والعمر المديد- منذ اليوم الأول لميلاد النهضة العُمانية في 23 يوليو 1970م، وإن المحافظة على كل ما تحقق في بناء الدولة العُمانية العصرية هي مسؤولية جسيمة لا يعفى منها كل من يعيش على هذه الأرض المباركة.

إننا محسودون على رغد العيش، وحالة التناغم والانسجام الذي تنعم به عُماننا، وإنّ هناك من يحاول التشكيك في عظم المنجزات المستمرة في جميع مجالات الحياة، ومحاولات البعض في النيل من تفرد السلطنة بعلاقاتها الخارجية النموذجية مع جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، فعُمان بخير-ولله الحمد-، وإن علينا كمواطنين غيورين على بلدنا أن لا ننساق وراء الشائعات التي تتدفق صباح مساء على مختلف وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وأن ننآى بأنفسنا عن الانزلاق وراء أي مهاترات وأكاذيب تحاك لوطننا، ونترفع عن الإساءة لأي دولة، ونتجنب التدخل في شؤون غيرنا الداخلية من خلال تلك الوسائل.

إن عُمان بخير- ولله الحمد- وإنّ ما تحقق في بلادنا من منجزات لهو مبعث فخر واعتزاز، وإن تطلعاتنا لمزيد من المنجزات حق مشروع لنا جميعا، فنحن لسنا في مدينة أفلاطون الفاضلة، لكن علينا أن نكون يقظين، فهناك من لا يعجبه ما نحن عليه الآن من استقرار وطمأنينة ورغد في العيش، فيحاول أن يصطاد في الماء العكر.

إن أساليب الإغواء على شبكات التواصل الاجتماعية كثيرة جدا، وإن هناك من يعتاش على تلك الوسائل في فضاءات مزدحمة بالتوجهات والغايات، وعلينا جميعا أن نجيد التعامل مع كل ما يطرح في تلك الشبكات وخاصة إن تعلق الموضوع بعُمان، فهناك الكثير من الحسابات والهشتاقات (الوسم) المشبوهة التي تحاول الزج بالكثير من أبناء السلطنة في قضايا لحظية مستغلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة التي تعيشها المنطقة.

كما إنّ هناك الكثير من المتفاعلين في شبكات التواصل الاجتماعية يستسيغون نشر النكت اللفظية والمصورة والمواقف التي ينسبونها للسلطنة، وكذلك التقليد الأعمى للحركات والسلوكيات غير اللائقة بالشخصية العُمانية، متجاوزين في ذلك قيم وعادات المجتمع العُماني وحرمة الأماكن العامة ومنابر المؤسسات التربوية والتعليمية، وإن تلك المظاهر تبعث ناقوس خطر لكل الجهات المعنية في الدولة وإلى جميع أبناء المجتمع، للتنبيه وسرعة تدارك تلك الانزلاقات التي لو تفاقمت ستحدث شرخا في المجتمع العُماني.

إن عُمان بخير-ولله الحمد- فلدينا ما يسعدنا، وما يحفظ كرامتنا، فجميع شعوب العالم تنحني لنا –كعُمانيين- احتراما وتقديرا، عُمان بخير، إن تكاتفنا جميعًا، وشمرنا عن ساعد الجد، وأخلصنا العمل، فعُمان تستحق أن تكون على الدوام بخير..   

بوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت.

saif5900@gmail.com