تتويج الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات وشخصيتي العام الثقافيتين

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ المطروشي وإحسان يتقاسمان جائزة أفضل إصدار شعري

◄ "سندريلات" هدى حمد تحصد جائزة الرواية

◄ ليلى البلوشي تفوز بجائزة القصة عن "كائناتي السردية"

◄ "جمال عبدالناصر" لرنا الضوياني أفضل دراسة تاريخية

الرؤية- محمد قنات

احتفلت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار، مساء أمس الإثنين بتكريم الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017، وشخصيتي العام الثقافيتين، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة.

حضر الاحتفال عددٌ من أصحاب المعالي والسعادة، والمدعوين من المسؤولين والمهتمين، وجمهور من الكتاب والمثقفين والإعلاميين.

استهل الحفل بكلمة المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الذي أشار إلى أن جائزة الإبداع الثقافي واصلت مسيرتها بخطوات متتابعة ومتطورة، منذ انطلاقها في عام 2008، وأصبحت علامة بارزة ضمن قائمة الجوائز الأدبية والثقافية في السلطنة، وقد أصدرت الجمعية هذا العام كتيباً يشتمل على نظام الجائزة وشروطها سواء للمتقدمين أو للجان التحكيم، كما أصدرت كتيباً توثيقياً للأعمال الفائزة بالجائزة منذ انطلاقها.

وقال الصقلاوي: في هذا العام حددت جائزة الإبداع الثقافي 6 مجالات وهي الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والدراسات الأدبية والنقدية، والدراسات التاريخية، وتحقيق المخطوطات، وتقدم للتنافس فيها 33 عملاً، وفور إغلاق باب استقبال الأعمال المتقدمة، تشكلت لجان من المختصين من أدباء وكتاب وباحثين وأكاديميين في المجالات الستة المطروحة.

ووجه رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب الشكر والتقدير للجان التحكيم على ما بذل من جهد والمهنية التي تعاملوا بها مع جميع الأعمال المتقدمة، ولجميع الكتاب والأدباء الذين تقدموا للمسابقة، معتبرا أن ذلك يدل على ثقتهم في هذه المسابقة ومصداقيتها وقيمتها المعنوية على مستوى السلطنة، كما تقدم بالتهنئة للمكرمين في فرع الإنجاز الثقافي، الشيخ الأديب أحمد بن عبد الله الفلاحي ومكتبة دار الكتاب العامة بصلالة التي أنشأها المرحوم الشيخ المربي عبد القادر الغساني، مؤكدا الاعتزاز بما أنجزاه من إسهام وافر وعطاء سخي للمشهد الثقافي العماني.

بعد ذلك ألقى الأديب أحمد بن عبد الله الفلاحي، الذي تكرمه الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هذا العام، باعتباره أحد شخصيتي العام الثقافيتين كلمة قال فيها: دأبت جمعيتنا منذ تأسيسها على المساهمة بكل استطاعتها في تنمية الثقافة وتنشيطها ومد الرعاية لكتاب عمان ومبدعيها كيفما كانت أنواع إبداعاتهم ومذاهبهم الكتابية شكلا ومضمونا دون استثناء لأحد، ودعمها في أساسه موجه لأعضائها كما هو حال الجمعيات في كل مكان ولكنه لم يكن أبدًا مقتصرا عليهم وحدهم بل هو لكل حملة الأقلام ولجميع الناهضين برسالة الكتابة ونشر التنوير. وتلك سنة حميدة نحييها عليها وفعل كريم نشكره لها وذاك هو المنتظر والمؤمل من جمعية هي بيت أولي الثقافة ومنزل أرباب الإبداع.

وأضاف: توالى هذا النهج من إدارة إلى أخرى، وكل إدارة تركت إضافة ملموسة إلى ما قدمته سابقاتها من طباعة الكتب وتكريم المثقفين وإقامة الندوات والمشاركة في الفعاليات وتبني المبدعين ومساندتهم والوقوف معهم.

ومن بين بنود إدارات الجمعية الذي تعاقبت عليه الواحدة بعد أختها بند تكريم المبرزين في الإبداع وفي الإنجاز الثقافي ابتداء من سعيد بن سلطان الهاشمي ثم في الدورات التالية صالح العامري وسالم بن علي الكلباني وأحمد المعيني والمرحوم سالم الغيلاني الذي سعدنا بتكريمه العام الماضي قبيل رحيله عنَّا بأيام قليلة مع أسماء أخرى غير هؤلاء.

وأضاف: واليوم رأت الإدارة الحالية تكريم شخص أحمد الفلاحي الماثل أمامكم ومني لهم وافر الشكر وصادق الامتنان على ذلك. وقال: لقد أحدثت مبادرتهم ارتباكاً حينما أعلموني بها وفاجأتني! يا ترى ما هو العمل الفارق الذي قمت به ورأوه متميزًا يستحق أن يكرم؟

واستعرض الفلاحي سيرة حياته وكيف ألقت به الظروف خارج الوطن قبل 1970 ليعيش مشردا كحال الألوف من نظرائه وحين فتح الوطن أبوابه وهلت البشائر عاد مع العائدين ليعمل في الإذاعة العمانية لمدة 10 سنوات ومنها إلى وزارة التربية والتعليم، ثم عرج إلى "النادي الوطني الثقافي" ومجلته "الثقافة الجديدة" باعتباره أحد المؤسسين، مشيرًا إلى أنه لم يكن وحده وإنما مع زملاء كثر، ومثل حالة "النادي الوطني الثقافي" كذلك تجربة مجلة "الغدير" التي كان مديرا لتحريرها، معتبرا أن المجلة ليست إنجازا لشخص واحد تفرد به ذاتيا بل كانت نتاج عمل جماعي اشترك في صنعه العديد من شباب ذلك الوقت.

وألقى مصطفى بن عبد القادر بن سالم الغساني عضو مجلس إدارة مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة والمكرمة في جائزة الإبداع الثقافي للعام 2017م عن فرع الإنجاز الثقافي، كلمة استهلها بشكر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء على اختيار مكتبة دار الكتاب العامة لتكون المشروع الثقافي المكرم لهذا العام، مؤكدا أن هذا سيكون حافزا لمزيد من العطاء حسب رؤية وأهداف المكتبة التي أنشئت عليها.

وأضاف الغساني أن فكرة إنشاء مكتبة دار الكتاب العامة ولدت في نوفمبر 2010، بعد أن كانت مكتبة خاصة بالوالد، من أجل خدمة الباحثين والدارسين وتوفير وسائل المعرفة والمساهمة في إثراء الحركة الثقافية، حيث تم توفير مبنى ملائم يتضمن المكتبة وأماكن مخصصة للقراءة  وأجهزة الحاسب الآلي للبحث وأجهزة أخرى للنسخ وقاعة متعددة الأغراض تتسع لـ300 وذلك لاحتضان الفعاليات الثقافية، مشيرًا إلى أن المكتبة تضم أكثر من 15 ألف كتاب وحوالي 250 موسوعة وبعض المخطوطات النادرة.

بعدها توالت كلمات لجان تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017م، وإعلان الفائزين في كل مجال من مجالات المسابقة. وأعلنت لجنة تحكيم جائزة أفضل إصدار شعري عماني لعام 2017، (والتي تضم الشاعر أحمد الهاشمي، والشاعر مسعود الحمداني، والدكتور هلال الحجري) والتي ذهبت مناصفة بين ديوان "مكتفيا بالليل" للشاعر حسن المطروشي، وديوان "قلب مائل إلى الزرقة" للشاعرة فاطمة إحسان.

وقالت اللجنة إنها تلقت 9 أعمال، وواجهت صعوبة شديدة في اختيار أفضلها؛ لما يتميز به كل عمل من خصائص شعرية تجعل استبعاده أمرًا مؤسفاً. ولكن نظرا لطبيعة الجائزة التي تحتم اختيار عمل واحد أو عملين على أقصى تقدير، اضطرت اللجنة إلى تحكيم معايير فنية صارمة تشمل صحة اللغة، وتنوع الإيقاع، وفرادة الصورة، وعمق المعنى، ونزعة التجديد، وتجاوز المألوف.

وقد وجدت اللجنة أنَّ المطروشي تمكن في عمله من بناء الشعر لغة، وإيقاعا، وتصويرا؛ فقد جاءت لغته سليمة خالية من العيوب النحوية والصرفية، وانزياحية بعيدة عن التقريرية والمباشرة التي يقع فيها كثير من شعراء القصيدة الموزونة المُقفّاة، كما أنه نجح في هذا العمل من تنويع موسيقاه وإيقاعاته فلم يقع في فخاخ قصيدة التفعيلة التي يقتصر معظم شعرائها على تفعيلتي الرجز والكامل. أما الصورة في هذا العمل فهي مكثفة ومكتنزة بأبعاد تاريخية ودينية وايدلوجية تنم عن معرفة عميقة وتجربة متمكنة من بناء القصيدة.

وقد وجدت اللجنة أيضا أن الشاعرة فاطمة إحسان استطاعت أن تتقن كيمياء الشعر في عملها "قلب مائل إلى الزرقة"، رغم كونه باكورة أعمالها؛ فقد جاء هذا العمل بمعان مبتكرة وصُور حيّة تفيض بالحياة، نجحت الشاعرة في توظيفها بلغة رمزية ذات دلالات خصبة عميقة وغامضة غموض الألماس؛ تُوحي بالجمال ولا تُعلنه. كما أن هذا العمل نأى بنفسه عن التقريرية والمباشرة التي يقع فيها كثير من الشعراء الشباب؛ فلغته مُوحيةٌ حافلةٌ بالأخْيلة والصُّور، وهي لُحْمةُ الشّعْر وسُداه.

وأوصت اللجنة بأن يفصل القائمون على الجائزة الشّعْر الشعبيّ عن الشّعْر الفصيح؛ وذلك إيمانا منها بأنه ــ رغم اشتراكهما في معين واحد ــ لكُلّ واحد منها ضوابطه وخصائصه الفنية المستقلة.

وأعلنت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2016 عن مجالي الرواية والقصة القصيرة، و(وتضم في عضويتها الدكتورة جميلة الجعدية، والدكتور عبد العزيز الفارسي، والقاص حمود حمد الشكيلي) عن فوز رواية "سندريلات مسقط" للروائية والقاصة هدى حمد.

وقالت اللجنة أنها تلقت 4  أعمال  روائية تراوحت بين المتميز والضعيف، فبعضها يحتاج إلى مراجعات لغوية وتدقيق وضبط (لغة وأسلوبا). وفي حين تناولت بعض الروايات أحداثا وشخصيات لا علاقة لها ببيئتنا أو ثقافتنا نجد الأخرى قد تمكنت من الغوص في أعماق شخصياتها وقدمتها في قالب درامي بسيط في أحيان ومعقد في أحيان أخرى.

وأشادت اللجنة برواية "سندريلات مسقط" لما حفلت به من استخدام متقن للغة تميزت كونها لغة جذابة، استطاعت من خلالها استشعار العمق الداخلي للشخصيات المطحونة للحصول على رزقها في عالم يستمتع بالمتاجرة بالبشر في صور حضارية براقة، كما تميزت بالتصوير المشهدي للأحداث والتمكن من الانتقال فيها من مرحلة إلى أخرى والعودة إلى المرحلة دون إخلال.

وأعتبرت أن هذا يدل على أن الرواية في عمان باتت تخطو نحو الثبات والرسوخ، مستفيدة من التجارب السابقة، ومن حياة كتابها كذلك، لذا قرأت اللجنة كل النصوص الروائية المتقدمة، فكان أن توقفت مع النص الفائز، إذ استطاع أن يختلف عن بقية الأعمال المتقدمة بأن تجربته استفادت من تقنية التجريب، رغم ما قد يشعر به القارئ من أن النص كان بناؤه كما لو أن خلفه تجربة قصصية لمؤلفته.

وفي مجال القصة القصيرة، منحت اللجنة مجموعة "كائناتي السردية" لليلى البلوشي بجائزة أفضل إصدار في مجال القصة القصيرة لهذا العام.

وقالت اللجنة، إنها تلقت 6  مجموعات قصصية، ومن أهم الملاحظات التي يمكن عرضها بشيء من الاختصار في مجال القصة القصيرة ما يلي:

يمكن وصف بعض المجموعات بأنها كانت نقيضاً للأخرى ففي الوقت الذي نجد فيه الخلط واضحا في تحديد النوع الأدبي الذي تنتمي إليه المجموعة نجد هناك من حددها سلفا في نوع بعينه على الرغم من اختلاف تقنيات وعناصر القصة عما يكتب فيه.

بعض الموضوعات كانت خيالية يمكننا إدراجها تحت بند القصص الخيالية أو الفانتازيا أكثر من كونها قصص قصيرة، على الجانب الآخر نجد بعض المجموعات التي اتسمت بنضج أدبي على صعيد المواضيع والأساليب واللغة والأفكار والتقنيات المختلفة والصور الأدبية والنهايات الصادمة لتوقعات المتلقي.

وتفاوت المستوى الفني والأدبي داخل المجموعة الواحدة، وبشكل عام هناك مجموعات تحتاج إلى المزيد من الاشتغال والتكثيف والتجريب والتدقيق.

وقالت اللجنة إنها أجمعت على المجموعة القصصية الفائزة، لأسباب أهمها، أن العنوان العام للمجموعة يمتد إلى كل القصص التي وردت بداخلها، فكل الشخصيات ليست شخصيات حقيقية إنما هي شخصيات ألبستها الأديبة صفة الإنسانية وعبرت عن مكامن نفسها بطريقة كما لو أنها أجرت معها حديثا مطولا سابقا تستنطقها مكنونات نفسها محملة لتلك الشخصية ما أرادت الأديبة أن تحملها من بين السطور.

بالإضافة إلى أن المجموعة استطاعت أن تحقق وحدة الانطباع في إبداع الواقع الفني، والتزمت التكثيف اللغوي على مستوى الأحداث والمعالجة المركزة له.

ومنحت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال الدراسات النقدية والأدبية (والتي تضم في عضويتها الدكتور حمود الدغيشي، والدكتورة فاطمة الشيدي، والدكتور عيسى السليماني) مناصفة إلى كل من الباحث يوسف المعمري عن عمله "قراءة في مضمرات علي المعمري"، وإلى خالد بن علي المعمري عن عمله "أحجيات السرد".

وقالت اللجنة، إنه تقدم هذا العام  لجائزة الإبداع الثقافي في فـرع أفضل الإصدارات، 6 دراسات أدبية ونقدية، ركز 3 منها على المنجز العماني السردي والشعري، و2 منها على المنجز العماني والعربي؛ السردي والشعري، بينما صنف سادسها في حقل الدراسات الفكرية.

وذهبت لجنة التحكيم إلى أن دراستين من تلك الدراسات تـمـيـزتا بالاشتغال في المنجز السردي والشعري، والاحتفاء بالدلالات الكامنة وراء النصوص، فضلا عن المنهج العلمي الذي اشتغلت به الدراستان.

وأعلنت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية، والمؤلفة من الدكتور عبد الله بن سعود أمبوسعيدي، والدكتور إبراهيم بن يحيى البوسعيدي، والدكتور موسى بن سالم البراشدي؛ حيث اطلعت على الإصدارات التاريخية المقدمة إليهم وعددها 6 إصدارات جميعها تشكل إضافةً مهمة للمكتبة التاريخية العمانية. وبعد مداولات ودراسات جادة ومستفيضة تحرى فيها المحكّمون الموضوعية والمنهجية تجاه الإصدارات المحكّمة، ووفقاً للمعايير التي وضعتها اللجنة وأبرزها عنوان الدراسة، وسلامة اللغة المستخدمة ووضوحها، إضافة إلى منهجية البحث، ومدى الالتزام بالمصادر والمراجع، قررت اللجنة منح الجائزة مناصفة إلى رنا الضوياني لدراستها حول "جمال عبدالناصر والحركات السياسية في عُمان"، وكذلك إلى الباحث يعقوب البرواني عن دراسته "المنزفة". واعتبرت اللجنة أن العملين استحقا الفوز لأن مؤلفيهما قدما منهجية واضحة، وعالجا النتائج بطريقة متدرجة ومتكاملة، كما أنهما حققا الشروط المنهجية السليمة التي وضعتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.

وقالت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال تحقيق المخطوطات المؤلفة من الباحث سلطان الشيباني، والباحث محمد العيسري، أنها تلقت 3 أعمال للمنافسة على جائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات في مجال تحقيق المخطوطات.

الإصدار الأول: تناول كتابا تربوياً مهماً، جمع بين الفقه والتربية، على نحو قلّ نظيرُه في المصنفات العمانية، وأسّس ما يمكن تسميت بـ«فقه المدرسة» أو «فقه المؤسسة التعليمية»، وأبْرز مبادئ إدارة المدرسة، وقواعد التعليم فيها، وحقوق المعلم وواجباته، وحقوق الأطفال في المدرسة وواجباتهم، في الفترة التي عاشها المؤلف في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة/ الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد. وقد حلّل المحققُ المضامين الفقهية والتربوية لكل مسألة من مسائل الكتاب؛ البالغ عددها نحو 300 مسألة.

الإصدار الثاني: تناول نصًّا يعود إلى أواخر القرن الثاني للهجرة وأوائل القرن الثالث/ الثامن والتاسع للميلاد، وهو أحدُ نصوص ما يُعرف بـ"السّير العُمانية"، التي هي فنٌّ متميز من فنون التأليف عند العُمانيين، يجمع بين تأصيل قواعد فقه السياسة الشرعية، وعلم الأخلاق، ويغطي جوانب إدارية واقتصادية واجتماعية كانت سائدة في المجتمع العماني آنذاك، مع ما تزخر به من تقاليد الحُكم المتبعة، وعلاقة الراعي بالرعية، إلى غير ذلك من مبادئ الفكر السياسي وتطوره عبر العصور عند العمانيين.

الإصدار الثالث: يعود بنا إلى القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، ليُخرج نصا من بواكير النصوص العمانية النادرة، وهو نص شاهدٌ على حقبة تشكُّل المدارس الفقهية وتبلْوُرها، يُلقي ضوءا على منابع الفقه الأولى وأصوله، ومناهج الاستدلال السائدة عند الأقدمين، وطريقتهم في معالجة المسائل والتعاطي مع النوازل، والكتاب يُجلّي شخصية المؤلف الفقهية، كما جلّتْ آثارٌ سابقة له شخصيته الحديثية والكلامية.

وأضافت اللجنة، أن الإصدارات جميعها تتسم بتوخّي الدقة في ضبط النص وتقديمه للقارئ، كما تشترك أيضًا في كونها تناولت نصوصا تُطبع لأول مرة، ولم يسْبقْ أنْ ظهرتْ إلى عالم المطبوعات من قبل.

وبعد تحكيم الإصدارات رأت اللجنة منح الدكتور ناصر بن علي الندابي الجائزة، عن عمله "سيرة العلامة منير بن النير الريامي".

وبعد الإعلان عن الفائزين، قام معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري، يرافقه المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بتكريم شخصيتي العام الثقافيتين، ولجان تحكيم جائزة الجمعية لأفضل الإصدارات لعام 2017، والفائزين في مجالاتها المختلفة. وقدم رئيس الجمعية في الختام هدية تذكارية لراعي الاحتفال.

تعليق عبر الفيس بوك