مركز القبول الموحد في الاتجاه الصحيح

د. محمد الزدجالي

كَمَا يعلم الجميع، فإنَّ مركز القبول الموحَّد في السلطنة بات البوابة الوحيدة التي يتم من خلالها قبول خريجي دبلوم التعليم العام في جميع مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها، إلى جانب أنَّه يعدُّ دليلًا وطنيًّا واضحًا لكافة الطلاب وأولياء أمورهم حول أسس وشروط القبول الخاصة بكل مؤسسة تعليمية وفق التخصُّصات والطاقة الاستيعابية لها.

واليوم، وأبناؤنا الطلاب والطالبات خريجو الدبلوم العام يستعدون لتحديد خياراتهم النهائية لمواصلة دراستهم الجامعية، أودُّ أنْ أسجِّل إعجابي الكبير بنظام القبول الموحد الذي يعد أحد المنجزات الوطنية، والذي أثبت نزاهته المطلقة في توزيع الفرص وفق شروط وضوابط ومعايير واضحة وآلية، لا مجال فيها للأيادي الخفية؛ فالجميع أمام هذا النظام سواسية على نحو يجعل أولياء الأمور في حالة اطمئنان تام، ينتظرون ما سيسفر عنه النظام الآلى من نتائج لا مجال للتشكيك فيها.

ولا يَسَعْني هنا إلا أنْ أقدِّم كلمةَ شُكر وإجلال صادقة لمعالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي، التي حرصت على أن يكون هذا النظام في أعلى مستويات النزاهة، ونأت بنفسها عن التدخل في أي إجراء من شأنه المساس بنزاهته.

لقد حقَّق مركز القبول الموحَّد سُمعة تعدَّت حدودَ السلطنة؛ حيث حظي بإشادة الكثير من الدول، وأذكر هنا -على سبيل المثال- حصوله على حِزمة من الجوائز الدولية؛ منها: درع التميُّز الذهبي لجائزة درع الحكومة الذكية العربية خلال الدورة السابعة لأكاديمية جوائز التميز في المنطقة العربية، وهي إنجازات تعزز الخطوات نحو بذل مزيد من الجهود من أجل إيصال الخدمة في قالب إلكتروني سهل يحقق معايير الجودة، وهو الذي سعى منذ تأسيسه في العام 2006 نحو التوسُّع في الخدمات الإلكترونية المقدمة للطلاب ومؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، وهو مسار يتناسب مع توجه السلطنة نحو التحول للحكومة الإلكترونية، وتوفير سبل الحصول على الخدمة المؤسسية في بيئة إلكترونية توفر سهولة الحصول على الخدمة.

إنَّ المتتبِّع لنظام مركز القبول الموحد، وما يحظى به من ثقة كبيرة لدى جميع شرائح المجتمع، ليأمَل أن يكون إنموذجًا وطنيًّا في العدالة والنزاهة والمصداقية يُحتذى به لدى كافة الوحدات الحكومية المعنية بتقديم خدماتها للمواطنين؛ الأمر الذي -بلاشك- سيُسهم في مُعالجة الكثير من الثغرات والاستثناءات من خلال السلطة التقديرية الممنوحة للموظف التي قد يستغلها البعض على نحو يتعارض مع أسس العدالة والمساواة المنشودة.

وفي الختام، لا يسعني إلا أنْ أُعْرِب عن خالص شكري وتقديري لكافة القائمين على هذا المركز؛ لما يبذلونه من جهود حثيثة لضمان عمل نظام القبول الموحد بطريقة آلية تضمن حقوق أبناء هذا الوطن، مُتمنيا كلَّ التوفيق لجميع الطلاب والطالبات الذين على عتبات الانتظار لما سيُسفر عنه هذا النظام الدقيق من نتائج نزيهة عادلة.

* رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الشورى

تعليق عبر الفيس بوك