حمود الطوقي
ربما تكون الصورة التاريخية التي التقطتها مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما وصفت بعض التغريدات أنها الأولى لصحفي عماني، وقد يكون أيضا لصحفي عربي ينفرد بالتقاط صورة سلفي مع شخصية بحجم الرئيس ترامب.
الصورة التي حظيت بتداول واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وحسابات كثيرة على تويتر كانت تتساءل عن العماني الذي استطاع أن يلفت الانتباه بلبسه المتميّز ويكون محل اهتمام شبكات التواصل الاجتماعي وهو يلتقط صورًا مع عدد من زعماء العالم في وقت قصير.
حقيقة الأمر كنت واثقا أنني سأحظى بفرصة تاريخية لالتقاط هذه الصورة والتي شجعتني بأن أسلم على عدد من القادة وأطلب منهم بكل أدب واحترام التقاط صور تذكارية معهم.
كانت لديّ دعوتان للمشاركة في هذه القمة والدعوة بأمر ملكي، الأولى لحضور حفل الغداء مع الوفود الرسمية والثانية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية والأمريكية.
دخلت القاعة الكبرى التي تم تجهيزها بكل ما لذّ وطاب من أصناف الطعام والمأكولات التي تراها لأول مرة ويسيل اللعاب لجودتها بالإضافة إلى الفواكه الطازجة الاستوائية.
لم أكن اهتم بالأكل بقدر اهتمامي بالتعرف على الشخصيات الرسمية التي كانت حاضرة في هذه القمة التاريخية. حيث تم تقسيم الوفود المشاركة في طاولات دائرية بأرقام وكان كل وفد يجلس في المكان المخصص ويقوم بخدمة كل طاولة عشرات من الأفراد من الضيافة الملكية.
في الوسط تمّ تصميم قاعة دائرية الشكل يجلس عليها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج والقادة العرب والزعماء من الدول الإسلامية، وكان بصري يسترق النظر لهذه الطاولات باحثا عن أعضاء الوفد العماني وكان اللبس العماني وبكل فخر الأكثر تميزا وتألقا فقد رأيت معالي يوسف بن علي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وسلمت على معاليه وردّ عليّ السلام فرحا بحضوري كصحفي في هذه القمة، وكانت فرصة لكي أحدث معاليه عن آراء الزملاء الصحفيين من مختلف دول العالم عن المواقف العمانية الإيجابية واعتبارهم أنّ عمان بفضل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أنموذج للتسامح والحوار ونبذ الطائفية.
كنت اتنقل بين الطاولات وكانت الحركة مواتية ولاحظت أنّ عددا من الدبلوماسيين والصحفيين يلتقطون صورا قريبة من الطاولة المستديرة التي يجلس عليها القادة والزعماء.
اقتربت نحو هذه الطاولة وكان صاحب السمو السيّد فهد بن محمود على مقربة من جلالة الملك سلمان والرئيس ترامب، اقتربت أكثر واتجهت لالتقاط صور لأصحاب السمو وكان بقربه الرئيس الفلسطيني وأتيحت لي الفرصة للسلام عليه، وتذكيره بلقائه بوفد الصحفيين العمانيين الذين زاروا فلسطين قبل سنوات.
وجّهت عدستي صوب الرئيس ترامب ونظر إليّ مُبتسمًا وأيقنت أنه وافق لالتقاط صورة له، عندما اتجه نحو قاعة المؤتمرات كنت قريبًا منه، واتجهت نحوه وسلّمت عليه طالبًا منه أخذ صورة تذكاريّة ورحّب بذلك عندها سمعت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت يقول أهلا وسهلا بأهل عمان.. اقتربت منه وكان بمعيّة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان، وسلمت عليهما واستأذنت جلالة الملك بكل أدب واحترام بالسماح لي بأن التقط صورة تذكارية معه فوافق مشكورا، وقد شدّ هذا المنظر انتباه الصحافيين وعدسات المصورين.
رأيت نفسي أمشي مع الزعماء نحو القاعة الكبرى، وكنت أتحدث معهم معرفًا نفسي أنني صحفي من عمان. كنت بقرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وسلّمت عليه، وسألني عن عمان وأهلها داعيًا الله بأن يحفظ جلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه- وأن يديم عليه الصحة والعافية.
كانت فرصة تواجدي بالقاعة الكبرى حدثًا غير عادي فقد اتجهت حيث موقع الوفد العماني وسلّمت على صاحب السمو السيّد فهد الذي كان يتحدث مع معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية قبيل لحظات من انطلاق أعمال القمة.
شعرت برضا سموه بتغطية مباشرة على حسابي في تويتر بهذه الخطوة، وكانت بالنسبة لي فرصة للتنقل والتحدث مع القادة وزعماء العالم.
أجزم أنّ جنسيّتي العمانية واللباس العماني الأصيل والمتميز كانا سببا في قبول الزعماء للحديث معي بكل أريحيّة، وقد تشرّفت بأن أقدم لهم بطاقتي الصحفية التعريفية طالبا منهم الموافقة على إجراء حوار صحفي معهم في المستقبل.
رأيت أنّ الفرصة تاريخية ومواتية بالتقاط صور تذكارية معهم، ووجدت ترحيبا من قبل الجميع. وهذا من فضل الله .
حظيت هذه الصور بالانتشار السريع في شبكات التواصل الاجتماعي سواء على المستوى المحلي أو الخليجي والعربي وكانت الردود متباينة بين مؤيد ومعارض.
شخصيا كصحفي أرى أنني قدمتُ عملا متميزا واستطعت أن أُعرِّف ببلادي تاركًا تلك الردود السلبية خلف ظهري، متيقنا أنّ الردود والتعليقات الإيجابية كفيلة بإنصافنا.
العمل الصحفي مهنة مقدسة فيجب أن نخلص لمهنتنا التي أحببناها لكي تخلص لنا.
ستبقى هذه الصورة مع القادة والزعماء في ذاكرة أرشيفي الصحفي.